chapter eleven

354 14 10
                                    









الحبّ أوسع من «حقيقيّته»!

أحببتُك, يا غريباً عني! يا غزالًا أجملُ وأصفىٰ مِن أن أحبَّك, فتابعتُ رسمَ المشهدِ كعابرِ سبيلٍ, ومضيتُ ... إستَوطنتني, فقرّرتُ أن أسرقَ فرحاً يزيحُ أصداءَ الخرابِ عن جُدران وحدَتي, وأصنعُ نظماً بُيولوجيّةً أخرىٰ للفراشات, كي تتمكَّنَ مِن مُواجهةِ الطُّيور النَّهمة, فتمَلكت السَّماء ...

أحببتُكَ علىٰ نحوٍ بسيطٍ, بعيداً عن أشعارِ العاشِقينَ المُبتذله ... أحببتُكَ مِثلما كُنتَ في ناظِريّ, مِن دون مَراياك, لأنَّك كُنتَ أصدَق مِن المرايا, فحَميّتني مِن رهبَتي ... أحببتُكَ رغم غيابِ البنَفسج عن ذاكِرتي, فقد كُنتَ بنفسجةً لي من غيرِ أن أعرف!

أحببتُكَ, يا غريباً عني!...

أحبُّكَ, يا غزالًا بَديع!...




الورودُ حمراء, زهورُ البَنفسجِ زرقاء, السُكَر حلُو, ولوهان أُذِنَ لهُ أخيراً بإِلإدْبَار مِن المَشفیٰ

مُفرّقاً بصرهُ عن بعضِه – إِسْتَفاقَ لوهان في الرابعةِ صباحاً قبلَ أن تَظهر الشَّمسُ وتُبان, وقعت عينيّهِ علىٰ الكنبةِ بجانِبه ... سيهون نائِمٌ هناك – ما هٰذا الضوءُ الخفيّ؟

شيءٌ ما, شيءٌ داخلهُ قد تفتَّقَ بلُطف!

كأنَّما هو ملاكٌ منحَ بِئسَ روحِه ملاذاً آمناً, حقيقيّاً, في مُواجهةِ هٰذا الخراب الشاسِع!

إيمانٌ بدأ بالتَغلغُل في باطِنِ جوفِه أنَّ رابطتَهُ مع سيهون أمتَنُ من أن يَتمكّن من كسرِها ببُعدِه

الأمرُ أشبَه ببَطاريَتيّنِ وسِلك ومصباح, هو هُنا وشيءٌ مِنه داخِل الآخر..- ومجالاتُ الغَيب هي السِلك, وثمةَ مصباحٌ يُضيء في مكانٍ ما!

وبِكلّ يقينٍ فإنَّ ضالاً مثلَ لوهان في نُقطةٍ مجهولةٍ من الوُجود سيَلمحُ هٰذا الضوء ... سيَسألُ ما هو, لليالٍ طويلةٍ ومرّاتٍ لا تُحصىٰ –ما هٰذا الضوء؟–

في مُقابلتِه, عجِزَ لوهان عن الِإتيّان بِـ النُعَاس لِـ مُقلتَيّهِ مُجدداً وفي يَقَظَةٍ بَقِيَّ بِـ إِضْطِجاع

كانَ عصبيّاً ومُتوتراً, يُفرِطُ في حركاتهِ العَشوائِيّه, يتَقلَّبُ مراراً علیٰ فراشهِ يُمنةً ويُسره حتیٰ قررَ النُهوض أخيراً ويَستبدل رداءَ المشفیٰ بثيابهِ الِإعتِيَّاديَّه

تَفقدَّ حقيبةَ أغراضهِ وإحتِياجاتهِ التي أتَت بها والدتهُ سابقاً مُقرراً إعادةَ ترتيبها مِن جَديد, ثُم جلسَ مُحَدقاً بسيهون بصمتٍ شَديد في إنتِظار الشَّمسِ أن تُشرِق

floating in space |HH|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن