"أَفقَدتَني لِذّةَ النظَرِ لـِ غَيرِكْ, أَعمَيْتَني عَن كُلِّ شَيءٍ
وَأَبصَرْتُكـَ أنْتَ وَحدَكـْ! أَ فَتَقولُ الٓانَ إِعشَقْ غَيري وأَنا بِكَ مُتيّمٌ
كلّا شُكراً فـَ أنا أُحِبُكَ أنْتَ وَلَا أَبتَغِي سِواكْ "كان هٰذا اليومُ مِن كل عامٍ يوماً باعثاً للسُرور بين طُلَاب السنه الأولى, فقد كانَ يوم الرحله الميدانيَه الى جِبال سيوول والتي مهما خطوتَ مُتوغلًا بها فلن ترى سِوى أطنانٍ من الثُلوج المُتكدسَه هناك
وكانَ المقررُّ في هٰذا اليوم أن يخيموا في العَراء مُشعلين النيران خارج خَيماتهم
وإذ ما إنبثقَ نورُ الصبّاح حتى تهيأ سيهون مع رفيقِ غُرفته حامِلان خُطاهما نحو باحةِ الجامعه يَجُرّان الحقائِب خلفهما, وما كانَ من سيهون الّا أن يجلسَ بِـ إنتظار الحافله مُتململًا بعيداً عن عدّةِ طلابٍ أتوا قبلهُ حين قدِمَ صغيرُ الجِراء سارقاً رفيقه
كانَ ذا علمٍ أن صبيّه ذو الملَامح الوديعَه مُحب الرحلات والتِجوال لن يُفوت رحلةً كَهذه..- وقد يكونُ هذا سبب قُدومه الوحيد؟...
بعدَ وقتٍ قصير أخذَت ساحةُ الجامِعه بِوسعها تغصُّ بِـ مَوجاتِ الطُلّاب المُتدفقين, وكانَت الصّيْحاتُ والضحِكات تبعثُ ضجيجاً شديداً في المَكان
وكانَت تنطلقُ مِن تَجمعاتِ الطلّاب المُتفرقين نكاتٌ وقهقهاتٌ, تَمتزج بـِ الضيّق, والضجَر, ونفاذِ الصَبر الذي أخذَ ينتشِر بين الموجودين
فـَ راحَ بعضٌ منهم يمشي مُلتفتاً حولَ المكان, ويَحتشدون قُربَ البّوابه مُنتظرين, وطلّابٌ عند الحُجرات يتكاثرون
وكانَ بعضهم يُنادي, وتَعلو أصواتٌ أخرى تُطالب بِـ إسراعِ الحافله في القُدومغيرَ أنّ صيحةً واحِده من صَيّحاتِ اُستاذهم المُرافِق كانَتْ كفيلةً بِـ إعادةِ النظام والتخفيف من الضجّه
وإنبعثَ بعد ذلك سُكوتٌ مفاجئ عندما دقّت الساعةُ الكبيره على الحائِط مُعلنةً حُلول التاسِعه, واتجهَتْ الأبصارُ كلها إلى البّوابه المُخصصه للحافلَات بِـ غير صَبرٍ
لكنّ لُوهان لم يحضُر حتى الوَقتْ, وأطرافُ سيهون باتَتْ تهتزُ بِـ شدّةٍ, وحُمْرَةٌ سَكنَتْ ثَناياها عُبوسٌ غاضِب وقلَقٌ قد تدَفّقَتْ إلى وجنَتيهِ وأُذُنَيْهِ
وما إن أطلَتْ الحافلةُ حتى كانَ الطُلّاب المُحتشِدون قد تَدافعوا نحوها هاتِفين مرَحاً, يَخلوا تَجمُعاتهم الإنتِظام وحسنُ التَدبير
في تلكَ الأثناءِ, إنشرحَ وجهُ سيهون باسِماً وتَلَاشتْ عِظمةُ إضطرابِه حينما لمحَ حبيبَ قلبهِ يَخطو مُتقدماً هو الٓاخر
أنت تقرأ
floating in space |HH|
Romansaغزالٌ يُحاكِي القمرَ بهاءً ورواء, قد سلبَ بِـ فتنتهِ لبَّ شابٍ طرحتهُ سِهامُ الهویٰ فَـ أمسیٰ قلبهُ في الواقعِ حُطام " أيا روحاً سَكنتني أن تهويّ وديعاً بالغَ الجمال !" بدأت في 3/10/2019 إنتهت في ...