ظلمه.... الفصل السابع عشر بقلمى ساره مجدى
كان الضابط يقف امام هذا الحشد الهائل يشعر بالاندهاش .... يعتقد أن اهل البلد جميعا يقفون امامه وهذه كانت حقيقه وكان الجميع يهتف ببرائه صخر ويريدون عمل بلاغات فى كاسر . بقلمى ساره مجدى
صرخ الضابط بصوت عالى طالب الهدوء
لتتقدم فتاه صغيره جميله ترتدى فستان اسود طويل وتضع شال اسود على وجهها وقفت امام الضابط ورفعت الشال ليغمض عينه بسرعه كان وجهها مشوه بجروح كثيره بشعه وكدمات زرقاء ودماء تنزف من بعض الجروح
اعادت الشال على وجهها وقالت بصوت ضعيف بقلمى ساره مجدى
- دى عمايل كاسر .. كل يوم .. كان مكتفنى فى جمب فى الاوضه ... محدش يعرف عنى حاجه بنت راجل غلبان مات ومحدش سأل على بنته الوحيده ... كنت لعبته وتسليته ومزاجه ... وكل ما يزعل من حد ومن حاجه يطلع غضبه عليا .
ليقول الضابط مستفهاما
-وصخر
لتهز راسها بلا وقالت
- عمرى ما شفته
وتكلم احد الرجال الكبار فى السن قائلا
- وانا اخد ارضى وكل البهايم الى حيلتى .
ليسأله الضابط قائلا بقلمى ساره مجدى
- بس هو كان بيعمل كده بأمر الصخر .
ليتكلم منصور قائلا
- طول الوقت كان بيقول ان الصخر قال .. الصخر امر لكن عمرنا لا شفناه ولا حتى سمعنى اوامره .... لحد ما اكتشفنا وسمعنا كلامه بنفسه
ليتقدك جاسر ومعه فلاشه قائلا
- هنا تسجيل صوت وصوره لكل الى حصل .. وليه صخر قتله .
لينظر حسام لجاسر قائلا
- هو انت ديما عايز تسبقنى و يبقالك كل النجاح ليك لوحدك .
قطب جاسر حاجبيه قائلا باستفهام
- انا اعرف حضرتك قبل كده بقلمى ساره مجدى
ليضحك حسام باستخفاف والتفت للخلف ليرى صخر يقف عند باب غرفه مكتبه ينظر الى كل هؤلاء الناس باندهاش فشعر ان الامر ليس كما يراه فقرر النظر الى ما تحتويه الفلاشه
وقبل ان يقوم باى شيء اتاه اتصال من جه عليا يوضح له الامر ويطلب منه التحفظ على صخر ولكن بداخل منزله حتى تحضر قوه من العاصمه لاخذه .
اعاد حسام الفلاشه لجاسر وهو يقول
- تكسب زى كل مره . بقلمى ساره مجدى
اجابه جاسر قائلا
- يمكن بكسب لانى معايا حق ... بس لازم نتقابل ... والفلاشه خليها معاك ... علشان تعرف الحقيقه وتبقا مقتنع وخلال ساعه كان صخر يجلس فى بهو قصره وبجانبه مريم وامامه اياد وجاسر ويقف بالخارج حراسه الشرطه.... كان صامت طوال الطريق لم يتحدق ولم يلتفت لابناء عمومته حتى تكلم اياد قائلا
- وحشتنى جدا يا صخر .. ليه غبت واختفيت كده .
نظر له صخر دون حديث لبعض الوقت ثم قال
- انتو ازاى خليتوا اهل البلد كلها يجو يدافعوا عنى . بقلمى ساره مجدى
ليقول جاسر بثقه وتباهى
- مراتك هى السر
لتظهر معالم الاندهاش على ملامحه وهو ينظر اليها باستفهام .
ليقول اياد مكملا حديث جاسر
- جمعت كل اهل البلد وخليتهم يجولك القسم
لتخفض مريم راسها وهى تتذكر وقفتها وسط البلد ثم نظرت الى جاسر وقالت
-اكيد محروس عارف يجمع اخل البلد كلهم هنا ازاى .
ليبتسم لها جاسر وقال وهو يتحرك
- فوريره يا ست مريم بقلمى ساره مجدى
وفى دقائق معدوده كان جميع اهل البلد يقفون امامها لتقص عليهم كل ما حدث وما علمت من معلومات وما كان يحدث باسمه وما قاله كاسر وحين لمحت عدم الاقتناع قالت
- متنسوش انى منكم ... وشفت ظلم كتير انا وابويا ... ومش هقول اى كلام ... لكن كمان متنسوش الى جرب الظلم عمره ما يقبل ان حد يدوق الظلم وهو ملوش ذنب .
صمتت لثوانى ثم قالت
- وبعدين مش يمكن ده الوقت الى المفروض فيه نثور على الظلم حتى لو الظالم مات .
همهمات عاليه ثم اكملت هى قائله
- خلينا نقف جمب بعض ... ومنسمحش لحد تانى يمشينا ... ولا يتحكم فينا ... خلينا احنى اصحاب القرار بقلمى ساره مجدى
وقد كان ... انتبهت من شرودها فى حدث على صوت صخر يسألها
- بجد يا مريم ... بجد انت عملتى كده علشانى .
نظرت له ثم الى ابناء عمومته وقالتى
- مش بس علشانك ... علشان اهل البلد ... خلاص ده الوقت الى المفروض هما يمشوا امورهم وهما يبقوا حكام على نفسهم ... يبقا ليعم رأى وقرار .
ابتسم ابتسامه حزينه ثم وقف وهو يقول
- انا محتاج انام بقلمى ساره مجدى
ليقف اياد سريعا وهو يقول
- انت مش ترجع معانا
نظر اليه صخر طويلا ثم الى جاسر وقال
- انا محتاج دلوقتى انام .... مش قادر اتكلم فى حاجه .
وصعد عده درجات ثم نظر الى مريم نظره رجاء لم تستجيب هى لها ليصعد دون كلمه اخرى .
غادر جاسر واياد ... لتصعد مريم الى الغرفه لتجده جالسا بجانب نافذه الشرفه .
اقتربت منه وقالت بقلمى ساره مجدى
- انت هتفضل ضعيف كده .. هتفضل ساكت .. كش ناوى تدور على حقك ... مش ناوى ترجع لاهلك
نظر اليها بشر ثم وقف على قدميه بنظر اليها بشر ثم قال
- انت بتتكلمى على اى اساس .. انت مش فاهمه حاجه ... انت متعرفيش ايه الى حصلى شاطره بس تنظرى عليا ... لو فاكره ان ممكن كلامك يأثر او يغير حاجه ... انت بتحلمى
وتركها وغادر الغرفه بقلمى ساره مجدى
مر يومان سافر فيهم صخر جاسر و اياد الى العاصمه حتى ينتهو من التحقيق
وتم تحديد معاد للمحاكمه ولقرابه جاسر به وايضا ما توسم به النائب العام من استعداد صخر الى تقبل اى عقاب قرر ان يظل فى منزله حتى موعد المحاكمه
وبعد مرور اسبوعان .. كانت مريم تشعر ببعض التوعك ... حين كان يناديها صخر من غرفته الذى لم يعد يستطيع النوم بها ون وجود مريم بها ....ولكنها لم تستمع اليه لينزل اليها وحين وقعت عينه عليها صرخ بها بصوت عالى
- انت مش بتردى عليا ليه ... خلاص ما بقتيش تخافى منى ... عايزه تشوفى صخر القديم . بقلمى ساره مجدى
وامسكها من ذراعيها ودفعها بقوه لتسقط مغشيا عليها
انتفض خوفا عليها وحملها وصعد بها الى الغرفه وركض سريعا ليركب سيارته وخلفه الحراسه وأحضر الطبيبه بالقوه ... طبيبه جديده تعمل فى المشفى التى اصبح يعمل بها أكثر من طبيب بعد مغادرة شيماء وبدء فى تجهيزها بقلمى ساره مجدى
كان يقف امامها ينظر اليها بضعف .. ذلك الضخم الذى كان يخافه الجميع يقف الان ينظر اليها والطبيبه تفحصها بقلق
يشعر بالتوتر ... هو نفسه لا يفهم ما به ذلك الصخر الذى فى صدره ذاب واصبح قلب ينبض الان ... لماذا ... لماذا هى لماذا بعد كل ما حدث وكل ما مر به بعد كل ذلك الظلم الذى اذاقه لها ... و كل ذلك الظلام الذى اسكن وسجن روحه بها الان بدء قلبه يرى النور على يد تلك الصغيره
خرج من افكاره العاصفه على صوت الطبيبه وهى تقول بخوف بسبب تلك الطريقه التى احضرها بها ونظره عينه المخيفه وجسده الضخم ..وصوته الجهورى بقلمى ساره مجدى
- هى .. هى ضعيفه وحالتها محتاجه تغذيه وكمان الحمل .. فا انا محتاجه اركبلها محلول
امسك يدها بقوه وهو يقول بصوت مخيف
- حامل .
لتهز رأسها بنعم بخوف ورعب ليتركها فجاءه لتترنح لثوانى ثم قالت بصوت خافت ومتقطع
- هى ... ه .هى محتتتا ... محتاجه محليل تغذيه .
لم يكن يسمعها ... لم يكن فى هذه الدنيا القاسيه ... كان سارح بملامح تلك البريئه التى ستمنحه الان حياه جديده ... هل هو يستحق
أنت تقرأ
ظلمه ( بلد الصخر ) بقلمى ساره مجدى
General Fictionاجتماعى ظلم رومانسى بدأت 14 سبتمبر 2019 وانتهت 14 اكتوبر 2019