ظلمه .. الفصل الثامن عشر بقلمى ساره مجدى
كانت تقف امام نافذه غرفتها التى عادت اليها بعد ما اكتشفته وعرفته ... لم تصدق ان والدها كان يعلم كل ذلك وارسلها الى هناك دون ان يخبرها حقيقه الامر ماذا كان سيحدث ان اخبرها كانت ساعدته حقا ..كانت استطاعت الوصول الى صخر والتقرب منه ... طرقات على الباب لم تلتقت اليها لمعرفتها من هو صاحبها بقلمى ساره مجدى
دلف والدها ووقف عند الباب ينظر اليها وهى توليه ظهرها ... يتذكر حين قص عليها كيف تدخل ليحول تكليف خدمتها الى بلد الصخر وكيف كان يعلم كل ما يقوم به كاسر عن طريق جاسر ... وعدم اخبارها عن وجود صخر .. وجاسر ... والخطر المحيط بها والذى تعرضت له بالفعل وختمت حديثها معه وقتها
- انا لا يمكن اسامحك يا بابا ... انت كنت عايز ترجع ابن اخوك وكنت هضيع بنتك ... انا لا يمكن اسامحك
ظل صامت ينظر اليها ولم تلتفت هى اليه
تقدم بخطوات هادئه حتي وقف خلفها وقال بصوت هادئ بقلمى ساره مجدى
- عارف اني غلطان وعارف انه من حقك تزعلي مني بس انا كان ليا اسبابي يمكن مش هتقتنعي بيها بس دا كان تفكيري وقتها ... والى عقلى هدانى ليه ... كنت خايف عليكى اكيد ... بس كمان كان نفسى ارجع ابن اخويا الى اتظلم لسنين من امه وابوه ... وشاف خطيبته مقتوله ... وفى الاخر يطلع صاحب عمره خاين .
صمت لثوانى ينتظر منها أى رده فعل ولكنها ظلت صامته فربت على كتفها وهو يتنهد بصوت عالى ثم قال بقلمى ساره مجدى
- انا اسف يا بنتى .... بس ارجوكى خليكى مع ولاد عمك ... لأن صخر محتاجكم جدا .
وخرج دون ان يضيف كلمه اخرى
صدرت عنها شهقه عاليه بعدما استمعت لصوت اغلاق الباب حيث كانت دموعها تغرق وجهها وهى تحاول بكل قوتها كتم صوت بكائها فى وجوده .
•••••••••••••••••••••••••••
كان جالسا فى مكتبه يفكر كيف يخرج ابن عمه مما وقع فيه ... يفكر فى كل ما حدث .. وهل اخطئ بشيء ..ولكن حسه الأمنى لم يصل الى ان يقوم صخر بقتل كاسر فى الاساس لم يتوقع ان يكون كاسر هو سبب كل ما حدث مع صخر .... تنهد بهم حين استمع لطرقات على الباب فسمح للطارق بالدخول بقلمى ساره مجدى ليجدها منيره ابتسم ووقف سريعا ليرحب بها ... كانت هى تشعر بالخجل هى لم تريد الحضور الى هنا و لكن اتصاله بها امس لم يترك لها مجال للرفض ... اصراره والحاحه عليها لم يترك لها خيار .
جلست على الكرسى الذى امام المكتب ليجلس امامها وهو يبتسم قائلا
- اخبارك ايه يا منيره ؟
ظلت تنظر ارضا وهى تجيب
- الحمد لله يا جاسر باشا
قطب جبينه وهو يقول
- ليه كده يا منيره
رفعت عينيها اليه باستفهام فاكمل قائلا
- ليه باشا .. ده احنى بقالنا سنتين شغالين مع بعض
لتبتسم وهى تقول
- شغالين مع بعض .... حضرتك بتقول ايه ... انت بتساوى ما بينك وما بين خريجه السجون
ذادت تقطيبه جبينه وشعر بغضب يعصف به
ظل ينظر اليها لثوانى ثم وقف على قدميه ليتحرك ويجلس خلف مكتبه ثم قال بقلمى ساره مجدى
- حتى وانا قاعد هنا ... انت منيره وانا جاسر ..مفيش اختلاف ... ده غير انى مقتنع جدا ان جوزك يستاهل الى حصل فيه رغم رفضى لفكره القتل فى حد زاتها .... لكن انا مقتنع ان منيره مفيش منها اتنين .... وانها اكيد كان ليها أسبابها .
لم تنظر اليه ولم تنطق بكلمه يكمل هو
- وبعدين انت ناسيه انك كنتى بتساعدينى بمعرفه الداخليه ولا ايه ... يعنى يعتبر كده كنتى على درجه شاويش .
لتبتسم بخجل فتحرك مره اخرى ليجلس امامها وقال بجديه
- المحاكمه بعد بكره وشاهتك مطلوبه .
نظرت له طويلا ثم هزت راسها بنعم وقالت
- هكون فى المعاد هناك ان شاء الله بقلمى ساره مجدى
•••••••••••••••••••••••
كان يجلس على ذلك الكرسى القريب من النافذة ... وكانت هذه جلسته منذ امس بعد ان وضعت الطبيبه لها محاليل التغذيه وغادرت .. وظل جالسا بجانبها لفتره يتأمل ملامحها .... الشاحبه والمرهقه بشكل واضح .
كان عقله يعمل بشكل كامل يفكر فى كل ما حدث وما فعله معها .. وكيف اصبح طفله برحمها ... هل ستسامحه هل ستغفر له اخطائه و ظلمه لها ولوالدها ... هل سيأتي اليوم التى تكون فى له بكليتها دون قيد او شرط اعتدل فى جلسته ثم جلس على الكرسى بجانب النافذه بقلمى ساره مجدى
كانت هى تتابع جلسته الصامته وتفكيره العميق .... تنهدت بهدوء حتى لا يشعر بها ولكنه كان ينتبه لاقل صوت منها فنظر اليها ليجدها هى الاخرى تنظر اليه وقف سريعا وهو يقول
- انت كويسه .. حاسه بحاجه .
هزت راسها بلا وقالت
- انا كويسه ... بس هو ايه الى حصل
اخفض رأسه وهو يقول بصوت ضعيف
- اغمى عليكى ... والدكتوره قالت انك ضعيفه جدا وكمان.
لم يستطع ان يكمل لتحثه هى قائله
- كمان ايه ؟
ظل صامت لبعض ثم قال
- كمان قالت انك .. يعنى ... هو . بقلمى ساره مجدى
اعتدلت فى جلستها وهى تشعر بالقلق وقالت
- هو فى ايه ... هى الدكتوره قالت عندى ايه ؟
تكلم سريعا قائلا
- متقلقيش انت كويسه .. هى بس قالت انك ... حامل
خيم الصمت عليهم لعده دقائق لم يستطع ان ينظر الى عينيها كان يخشى ان يرى فيها نظره كره وكانت هى فى دنيا اخرى ... هل حقا ما سمعت ... هل تحمل بين احشائها قطعه من ذلك الضخم ... هل بداخلها الان نتيجه تلك الليله التى تتمنى ان تنساها نظرت اليه لتجده ينظر ارضا بخجل هل ذلك الضخم يبكى ام هو يرتجف خوفا وضعت يدها على كتفه لينتفض خوفا وهو ينظر اليها بخوف ممزوج برجاء ظلت صامته تنظر اليه ليقول هو بخشونه ولكن بحزن شديد بقلمى ساره مجدى
- عارف انك كرهانى وعارف انك مش طيقانى .. وعارف انك نفسك تموتينى ... عارف انك كاره الى فى بطنك دلوقتى .... بس .... انا ... انا مش هطلب منك تحاولى تسامحينى .. او تغفريلى ... بس ارجوكى حافظى عليه ....
وقف على قدميه وتحرك حتى وقف امام النافذه ليكمل قائلا
- بكره انا مسافر للعاصمه علشان المحاكمه بتاعتى .... ويمكن مرجعش ... لو اتحكم عليا ... ارجوكى افضلى فى البيت ده وربى ابنى فيه ... و مصاريفك انت وهو هيوصلولك كل اول شهر مع جاسر . بقلمى ساره مجدى
التفت اليها ينظر اليها ثم قال
- مريم انا بحبك ... بحبك من اول يوم شوفتك فيه لما جيت البلد هنا .... انا اسف على كل لحظه مره وخوف والم عشتيه معايا وبسبى ... اتمنى من كل قلبى انك تسامحينى وتنسى الى فات ....
اقترب عده خطوات منها ثم قال
- اتمنى يجى اليوم الى تسامحينى مش هقول تحبينى بس توافقى انك تفضلى على اسمى ده طبعا لو خرجت من القضيه دى .
وخرج سريعا من الغرفه ... كانت تنظر فى اثره ودموعها تغرق وجهها بقلمى ساره مجدى.
••••••••••••••••••••••••••.
استيقظ صخر الذى كان نائما على كرسى فى غرفه مكتبه على اصوات عاليه خارج القصر وقف سريعا ينظر من النافذه ... ليجد اهل البلد جميعا يقفون امام الباب ومعهم جاسر .
خرج اليهم سريعا ينظر اليهم بقلق وخوف فتقدم منه جاسر واحتضنه واخبره بختصار ما حدث لينظر الى مريم الواقفه خلفه باندهاش ليقترب الحج منصور منه وهو يبتسم وقال بقلمى ساره مجدى
- شكرا با ابنى انك رجعتلنا ارضنا وحقوقنا ... احنى كلنا معاك بكره ان شاء الله .
كان صخر ينظر اليه باندهاش وحزن لتقترب تلك الفتاه مغطاه الوجه قائله
- وانا كمان قبل ما اروح المستشفى الى انت حجزتلى فيها علشان اتعالج هشهد فى المحكمه بكل حاجه .
كان من داخله يشعر بالسعاده التى تجعله يرتعش وينتفض بشعر بالراحه الان ان جميع الحقوق عادت الى اصحابها ... رحل كل الناس ونظر الى مريم وهو يقول
-انت عملتى ايه ؟
جلس جاسر على اقرب كرسى وقال
- اتصلت بيا امبارح بليل ... وطلبت منى اجيب إذن اننا ناخد الاوراق الخاصه بالاراضى من بيت كاسر ... وحصل .. واول ما وصلت جمعنا اهل البلد ورجعتلهم اراضيهم وقالت ان دى اوامرك ... وانك خجلان تقف قدام اهل البلد بعد الى حصل ... علشان كده جم كلهم هنا علشان يشكروك ويعرفوك انهم معاك .
كان يستمع لكلمات جاسر وعيناه على مريم التى تنظر ارضا اقترب منها خطوه واحده وقال بصوت مهزوز
- اعتبر ده امل فى موافقه على الى قولته امبارح بقلمى ساره مجدى
نظرت اليه طويلا دون رد ثم غادرت سريعا اقترب منه جاسر وهو يقول
- بيقولوا السكوت علامه الرضا ... وبعدين انا معاك متخافش لانى كمان هحتاج مساعدتك .
نظر له صخر طويلا ثم ابتسم وهو يحتضن جاسر بقوه جعلت ذلك الاخير يبتسم بسعاده وهو ينظر إلى الاعلى شاكرا لله••••••••••••••••••••••••••••.
فى المساء كان جاسر جالس فى السياره منتظر صخر الذى لا يعلم لماذا تاخر هكذا
وكان هو يقف امام مريم متخصرا ينظر اليها باندهاش وهى تقف امام الباب ترفض خروجه بدونها .... بقلمى ساره مجدى كان من داخله يشعر بسعاده كبيره لتمسكها به رغم عدم قولها ذلك ولكن افعالها تعطيه طاقه وسعاده كبيره
- يا مريم يلا بقا جاسر مستني من بدرى تحت
لتهز راسها بلا وهى تقول
- هاجى معاك غير كده لا .
وقبل ان يقول شيء اخر قالت
- كل البلد بكره هتبقا معاك وانت مش عايزنى اكون موجوده ... ليه تسيبنى انا هنا فى القلق ده لوحدى ..مش حرام عليك .
- بس انت مش بتحبينى .
رفعت حاجبها وقالت
- اه .. بس انت جوزى و ابو ابنى .
ظل ينظر اليها رغم حزنه انها لا تكن له اى مشاعر ولكن يكفى اعترافها بانه زوجها وابو ابنها بقلمى ساره مجدى
اقترب منها بهدوء وانحنى ليقبل راسها ثم اعتدل وهو يقول
- لو رجعت معاكى بكره ابقى فكرينى اجبلك كرسى تقفى عليه علشان مواطيش اوووى كده وانا ببوس رأسك .
لتنظر له بغضب لييتسم وهو يقول
- هما خمس دقايق لو اتاخرتى هنمشى ونسيبك
لتتحرك سريعا وهى تقول
- انا مش محتاجه اكتر من دقيقه واحده بس
لتخلع اسدالها ليظهر انها ترتدى ملابسها وحجابها واخرجت حقيبتها ووقفت امامه وقالت
- انا جاهزه بقلمى ساره مجدى
ليضحك بخفه وهو يشير اليها ان تسبقه لتبتسم وهى تغادر الغرفه .
أنت تقرأ
ظلمه ( بلد الصخر ) بقلمى ساره مجدى
General Fictionاجتماعى ظلم رومانسى بدأت 14 سبتمبر 2019 وانتهت 14 اكتوبر 2019