الفصل الحادى والعشرون

7K 200 32
                                    

ظلمه .. الفصل الحادى والعشرون بقلمى ساره مجدى

كان اياد يجلس امام عمه بعد انتهاء مراسم عقد القران ... ينظر اليه باستفهام
- احنى ازاى وافقناه على الى حصل ده .. احنى منعرفش منيره ولا فاطمه دى مين وبنت مين
ليقاطعه سعد الدين قائلا
- عندك استعداد تخسر اخوك ويبعد عننا ... ولا انت مشفتش الاصرار الى كان واضح فى عنيه... وانه متمسك بيها حتى لو احنى رفضنا كان هيتجوزها بقلمى ساره مجدى
جلس بجانبه وربت على كتفه وهو يكمل قائلا
- انا معنديش استعداد اخسر حد فيكم تانى .. كفايه صخر وبعده عننا سنين ... مش هنرجع نبعد واحد تانى
صمت لثوانى ثم قال
- وبعدين البنت باين عليها طيبه و كويسه ... وكانت متوقعه رفضنا ده غير انها بتبص لاخوك وكأنه هو العالم بكل ما فيه .. وانا مطمن عليه معاها
ظل اياد صامت يعلم كل ما قاله عمه ولذلك وافق ولم يظهر اعتراضه .... ولكنه قلق على اخيه وقف اياد على قدميه وتحرك حتى وقف امام النافذه ليجد اخيه يجلس مع من اصبحت زوجته يشاغبها وهى تضحك بخجل ..... بقلمى ساره مجدى يبدوا حقا انها طيبه ... دعى الله فى سره ان يوفق اخيه فى حياته
نظر الى عمه ثم قال
- طيب وصخر
تنهد سعد الدين بيأس وقال
- مصمم يرجع البلد ... بس
جلس اياد بجانبه مره اخرى وقال
- بس ايه
- بفكر اقنعه الاول يعمل فرح ليه هو و مراته مع جاسر خليه يبداء معاها صح .
ليبنسم اياد وهو يقول
- والله فكره حلوه جدا بقلمى ساره مجدى
••••••••••••••••••••••            
كانت جالسه فى غرفتها بعد انتها عقد القران ... تفكر فى نظرات صخر لها طوال جلسه عقد القران .... كانت تلمح دمعه ... وخوف ... هى تعترف انها قبل معرفتها بحقيقته رغم خوفها منه وعدم قدرتها على بقلمى ساره مجدى الوقوف امامه او النظر فى عينيه الا انها كانت تشعر بالامان بجانبه ... وبعد معرفتها بكل ما حدث وكان ... شعرت بالشفقه عليه ... ونبض قلبها له منذ رأته يقتل كاسر .... خفق قلبها لرؤيه انتفاضته للحق ... لخوفه وقلقه ... وعوده مره اخ ى للحياه الطى غاب عنها لسنوات مسلم نفسه وروحه وعقله لصجيقه
هى تحبه حقا ... ولكن هل ستكمل معه هى حقا لا تعرف
••••••••••••••••••••••••        
كان هو يجلس بالاسفل يفكر كيف يبدء معها من جديد ... كيف يمشى خطوات صحيحه تقربها منه هو يعلم جيدا انه مدين لها باعتذار ولكن ماذا عليه ان يفعل ايضا .... بقلمى ساره مجدى حين خرج عمه واياد من غرفه المكتب ليجلسا معه وارسل يارا وشيماء حتى تجلسى مع منيره ويرسلا جاسر
لم يستقر جاسر على الكرسى بجانب صخر حتى دلف رائد بعد ان اوصل المأزون واحمد وياسر  وجلس بجانب جاسر وهو يقول لسعد الدين 
- انا طالب ايد الانسه شيماء .
لينظر الجميع الى بعضهم باندهاش ثم ضحك اياد وسعد الدين ثم قال
- انا معنديش اعتراض عليك ... وجاسر ديما بيشكر فيك ... بس يفضل رأى العروسه .
بس فى جميع الاحوال .... احنى كنا قاعدين علشان نتفق على فرح جاسر ومنيره وصخر ومريم
لينظر لهم صخر باندهاش ليربت اياد على قدم صخر وهو يقول
- لازم تبدء معاها صح ... لازم تحسسها انك سعيد بيها .. وفخور ... ونفسك الدنيا كلها تعرف انك بتحبها .
ابتسم صخر وهو يقول
- فى الحقيقه انا كنت لسه بفكر اعمل ايه علشان اقرب منها من اول وجديد ... وعايز فعلا ابدء معاها من جديد
كسر رائد ذلك المود المحبط وقال بمرح بقلمى ساره مجدى
- طيب هو انا ممكن اقعد مع الانسه شيماء امتى
لينظر له كل من صخر واياد وجاسر بشر ... ليقول بصوت مهزوز
- فى ايه يا رجاله ... الرؤيه الشرعيه ... يعنى علشان لو عايزه تسألنى اى سؤال .
ليضحك سعد الدين وهو يقول بهدوء
- ادينى بس يومين اقولها وهى تفكر وترد عليا .
ليقف جاسر و هو يمسك بكتف رائد وهو يقول من بين أسنانه
- دلوقتى بقا حضرتك تتفضل من هنا بقا وهنبقا نرد عليك .
كاد ان يرد عليه ولكنه وجد جبلين اخران يقفان خلفه ينظران اليه ايضا بشر
ليرفع يده باستسلام وغادر وترافقه ضحكات الثلاث وحوش بقلمى ساره مجدى
•••••••••••••••••••              
كانت منيره تشعر بالخجل وهى جالسه مع يارا وشيماء
كانت ايضا يارا تشعر ببعض الغرابه من الموقف  ولكنها تشفق على تلك الفتاه لا تعلم لماذا تشعر انها تنتفض من داخلها خوفا ...او من الممكن ان يكون السبب نظراتها التائه بقلمى ساره مجدى ... وكانت منيره خائفه من ان تسألها احداهما عن ماضيها ... وحياتها قبل جاسر ....ولكن جاسر اراحها ولم يتأخر عليها وجلس على ذراع الكرسى الذى تجلس عليه وقال بمرح بعد ان احاط كتفها باحتواء
- ايه انا جيت لسه قاعدين ليه ... يلا يا بنت انت وهى شفولنا الاكل جهز ولا مفيش اكل النهارده ... وهنام خفيف .
لتضحك شيماء وهى تقول
- ايه يا ابنى ده ... فالجر .
نظر لها جاسر من رأسها لاخمص قدميها بتقزز وقال
- يا ابنى ... وفالجر  يا بنتى هو انت مش شايفه طولك وطولى ولا ايه
واشار لها بيده وهو يقول
- يلا يا ماما روحى شوفى الاكل بقلمى ساره مجدى
ثم نظر ليارا التى تضحك عليهم وقال
- وانت قومى شوفى جوزك بدل ما اقنعه يتجوز عليكى
لتقف يارا وهى تنظر له بغضب واقتربت منه وضربته فى خصره ليصرخ متالما ثم ضحك بصوت عالى وهو يقول
- هقنعه .
لتتخرح له لسانها وهى تدلف الى داخل الفيلا
كانت منيره تنظر اليهم وعلى وجهها ابتسامه حصره شعر بها جاسر ليبتسم وهو يقول
- من النهارده دول عيلتك ...مش عايزك تخافى ولا تحسى انك لوحدك ... وافتكرى ديما ان انا موجود جمبك ومعاكى .... وفى ضهرك 
لتبتسم بسعاده رغم تلك الدمعه التى تسيل من عينيها بقلمى ساره مجدى
•••••••••••••••••••              
صعد صخر الى الاعلى وطرق الباب ليسمع صوتها تسمح له بالدخول
فتح الباب ودلف الى الداخل ينظر اليها فى جلستها تلك ... كان يرتب الكلمات الذى يود قولها لها ..  بقلمى ساره مجدى ولكن حين وقعت عينه عليها شعر بالخوف حقا ... مريم اصبحت تمثل له حياه يتمناها .... وامل يتمسك به تقدم منها بهدوء وبدلا من الجلوس على الكرسى المقابل لها جثى على ركبتيه امامها  ومد يده ليمسك يدها
كانت تشعر بالاندهاش مما فعل ولكنها لم تتكلم او لم تستطع الكلام احنى رأسه وقبل يدها ثم نظر الى عينيها وهو يقول
- ممكن تسمعينى .... محتاج اقولك كلام كتيرررر اوووى .
ظلت صامته لثوانى ثم هزت رأسها بنعم
ليبتسم وهو يقول 
- اسف ... اسف على كل يوم اذيتك فيه ... اسف على كل يوم رغم حبى ليكى من اول لحظه انى كرهتك فيه ... على ظلمى لوالدك ... على خوفى وضعفى الى خلى كاسر ركب البلد وعمل فيها ما بداله ... اسف على هروبى ... اسف على ثقتى فيه ... اسف يوم ما اخدتك غصب عنك ... اسف يوم ما اتجوزتك غصب عنك .... اسف على كل يوم فضلتى فيه تحت سقف بيتى وانت خايفه منى ..... اسف... اسف... اسف ...  اسف
ومع كل اسف كان يطبع قبله رجاء واعتذار وتوسل على يدها . بقلمى ساره مجدى
رفع عينه اليها ليجدها تبكى فقال
- تعرفى نفسى فى ايه دلوقتى ... نفسى افضل كده راكع تحت رجليكى اتوسل سماحك ورضاكى ... استحق افضل عمرى كله ابكى بالدموع ... علشان اطول رضاكى .... استحق اعيش خدام تحت رجليكى على كل الى عملتوا فيكى .... بس انا انسان طماع وانانى ... طمعان فى حبك كمان .
ثم وضع راحه يده على حذائها وقال بقلمى ساره مجدى
- مولاتى وحياتى وملكه قلبى تقبلى تتجوزينى
كان وجهها غارق بالدموع ... وشهقاتها منخفضه لكن مؤلمه له ... سحبت قدمها الى الخلف سريعا وامسكت يده وهى تقول بصوت متقطع بسب البكاء
- انا مسمحاك يا صخر مسمحاك ... انت كنت ضحيه ... انت من جواك طيب اوووى ... واتظلمت كتير ... رغم انك عذبتنى كتير ... لكن كنت بشوف فى عنيك خوفك عليا ... انا مسمحاك .
ليبتسم وهو يقول برجاء
- بجد يا مريم بجد ... طيب تقبلى تتجوزينى
لتقول بمشاغبه بقلمى ساره مجدى
- طيب ما انا مراتك
ليقول لها بسعاده
- لا ما انا هعملك فرح ... وتلبسى الفستان الابيض ... انت تستهلى انك تفرحى
ليمسك يدها لكى يقبلها ولكنها سحبت يده بيدها لتقبلها هى وهى تبتسم .
كان ينظر اليها ويشعر ان قلبه سيتوقف من كثره السعاده ... كان يشع بالحياه تفتح له ذراعيها وترحب به ... وتهديه كل ابتساماتها .
••••••••••••••••••••.           
كانت جلسه العائله حول مائده الطعام مرحه وسعيده وكان ظاهر على صخر انه عاد الى طبيعته يمزح ويضحك بسعاده ومريم تضحك باشراقه وسعاده بقلمى ساره مجدى ... كانت منيره تشارك فى الحديث والضحك على استحياء ولكنها كانت حقا سعيده ومرتاحه
طرق سعد الدين على طاوله الطعام حتى يصمت الجميع ثم نظر الى شيماء وقال
- جايلك عريس
نظرات شيماء المندهشه جعلت الشباب الثلاث يضحكوا بصوت عالى
وهم يفكروا وماذا سيحدث إذا علمت من هو العريس .
وكانت هى تشعر حقا بالخوف
فاكمل سعد الدين بعد ان طرق مره على الطاوله مره اخرى ليصمتوا وقال
-المقدم رائد زميل جاسر اتقدملك النهارده
لتقول بسخريه
- ما شاء الله مقدم ورائد مع بعض ده سابق سنه
ليضحك الجميع بصوت عالى و قال اياد بمرح وسعاده
- لا يا جماعه انا كده اطمنت على بنتنا .
لتعلوا الضحكات من جديد .
قال سعد الدين بهدوء بعد ان هدء صوت ضحكاتهم بقلمى ساره مجدى
- فكرى وردى عليا ... علشان لو فى عندك استعداد اخليكم تقعدوا مع بعض علشان لو عندك اى سؤال
هزت شيماء رأسها بنعم وهى تشعر بالاندهاش بالرهبه ... لم تتخيل يوما ان يراها رائد حلمها الذى كانت تحلمه منذ رأته اول مره مع جاسر حين احضر جاسر الى البيت مصاب بعد عمليه كانوا يقوموا بها وصرخ فى وجهها ان تهدء وتتصرف كطبيبه محترفه .
ومن وقتها وهى تحلم به يوميا وتدعوا الله ان يكون لها .. وها هو دعائها استجاب .. لابد من صلاه شكر لله بقلمى ساره مجدى

ظلمه ( بلد الصخر ) بقلمى ساره مجدىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن