part 1

814 30 4
                                    


إذا أحببت أحدهم ..صارحه بمشاعرك
عليك أن تُسرع لعله يسقطُ في اندر ورلد
عندئذٍ لن تستطيعَ مصارحته🖤

بين الأشجار الملتفة فَرَسان إحداهما يغزوه اللون الأبيض والآخر البني يتسابقان بسرعة كبيرة ..
تنتهي الغابة ليخرجا إلى حقلٍ واسعٍ من السنابلِ الذهبية ..
نظرت الفتاة التي تمتطي الحصان الأبيض إلى الشاب الذي يمتطي الحصان البني وابتسمت ابتسامة النصر مغلقةً نصفي جفنيها ..أسرعت بفرسها لتمر من جانب الشجرة الكبيرة قبل الشاب ببضع دقائق ..

توقف الشاب بحصانه مبتسماً "سأهزمك في المرة القادمه أنسة يونا.." وقام بإخراج لسانه ممازحاً

ضحكت يونا قائله "تقول هذا في كل مرة أهزمك فيها سيد روبير "

ثم قفزت من على فرسها بأحترافية متراقصاً شعرها الذي رفعته على شكل ذيل في الهواء مع حركة السنابل الذهبية التي حركتها نسمة الصباح ..
وقامت بالمسح على شعر حصانها الأبيض مقبلتاً إياه من عينيه "أحسنت أيها الفتى ماك ..أحبك"

كان روبير ينظر لها بتمعن مع ابتسامة زينت شفتيه ..

يونا "وداعاً روبير عليي العودة أراكَ لاحقاً "
لوح لها بيده بحنو ..وبقي يراقبها حتى غابت عن عينيه مع فرسها ..

روبير هو الشاب الذي يبلغ من العمر الخامسة والعشرين شاب من طبقة الأغنياء فوالده إحدى أهم وزراء الملك في المدينه .. صديق طفولة يونا المقرب..
شعرة بني يصل لأسفل أذنيه عضلاته المفتولة وبشرته القمحية يجعلانه فاتناً كاللعنة.

وصلت يونا إلى المدينه ونزلت عن فرسها عندما وصلت إلى السوق بسبب اكتظاظه بالزوار ..وبدأت تلقي السلام على أصحاب المتاجر والعربات واحداًتلو الآخر
إلى أن توقفت أمام إحدى الفنادق الكبيرة القديمة مبتسمتاً ابتسامه كبيره ..دخلت اتجاه المطبخ الذي تفوح منه رائحة الخبز المحمص ..

"صباح الخير فلورا .." قالتها يونا ..
لتلفت فلورا التي ترتدي لباس الطبخ " صباح الخير أنسة يونا "
يونا وهي تقترب إلى الطاولة وتأخذُ رشفةً من كأس الحليب "أين والدي فلورا؟"
فلورا "إنه قادم أنستي أخبرني أن تنتظريه على وجبة ِ الفطور "

فلورا هي مدبرة فندق والد يونا السيد ويليام والمشرفة على امور الخدم والطبخ .. امرأة في أواخر الثلاثين من عمرها.

أما ويليام فهو والد يونا رجل في منتصف الخمسين من عمره ..جسده قوي عريض لمنكبين ..شعره أسود تتخلله الخصل الفضية ..له هيبته الطاغيه

انطلقت يونا إلى غرفتها الموجوده في الفندق فهي تعيش في الفندق لأن والدها دائم العمل ولا يوجد غيره في حياتها فوالدتها توفيت و يونا في عمر الست سنوات ..بالكاد تتذكر ملامح وجهها ..
قامت بأخذ دش سريع و بدلت ملابسها وتركت شعرها الأملس منسدلاً على كتيفيها ..نزلت إلى قاعة الطعام كان والدها بهيبته يحتسي القهوة ..أسرعت خطواتها عندما رأته وقامت بالانقضاض على خده مقبلتاً إياه "صباح الخير آيها الوسيم "
ضحك ويليام على فتاته المجنونه "انتبهي آيتها الفراولة المجنونه سيقع كوب القهوة ..ستصبحين في العشرين من عمرك وما زالت حركاتك طفولية وصبيانيه "

The lost butterflyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن