¤اللقاء الأول ¤
مساء في الزفاف
رفضت والدة هاني أن ترافقه للزفاف وقالت أن عليه اصطحاب هاجر ظنا منها أن هذه هي وسيلة جلب العريس المرتقب لكن هاجر رفضت وخرجت برفقة صديقاتها هذا المساء تحديدا حتى لا تخضع لإصرار والدتها .. فوجد هاني نفسه وحيدا وسط جموع المهنئين
وقف بجانب جعفر وعمه في استقبال المدعوين حتى حانت لحظة دخول العروسين .. فلم يستطع وقتها أن يمنع نفسه من تخيل دخوله في يوم هكذا برفقة عروسه سيختارها بدلال فاتن وجمالها و طبخها الرائع كهاجر ولن ينسى أن تكون بوفاء والدته وحبها له..ولابد ولامناص أن تكون ذات صوت منخفض ومعروف عنها كرهها للثرثرة والشجار حتى لا توجع رأسه كما تفعل نادية وناردين!!
أخرجه جعفر من تخيلاته حين لكزه بمرفقه قائلا:
"تعال لنوزع علب الحلوى على المدعوين "
انزعج هاني من جعفر لأنه أخرجه من تخيلاته اللذيذة عن عروسه وقال بسخط:
" اعتبرني من الضيوف أنا أيضا يا أخي وابتعد عني"
لكن جعفر لم يهتم لرأيه وسحبه معه ليوزعا العلب وأثناء ذلك مرا على الطاولة التي تضم زوجة عم جعفر وبعض أقاربه الذين كان هاني قد تعرف إليهم في بداية الزفاف لكن هذه المرة كانت شقيقة جعفر الصغرى تجالسهم أيضا وقد نظرت ناحية الشابين بتردد ثم قالت :
"جعفر أظن أن العاملين قد أغفلوا توزيع علب الحلوى على صديقات العروس .. انظر إنهن يجلسن في هذه الجهة"
لم يفهم هاني ما الذي أثار غضب جعفر بالضبط لكنه أجاب شقيقته بطريقة لم ترق له:
"وما شأنك أنت؟ هل ستعرفين عملهم أكثر منهم ؟"
سحب هاني صديقه مستئذنا بدعوى أنهم سيستقبلون المدعوين حين رأى كيف طأطأت هناء رأسها واعتذرت بخفوت
وحين اقتربا من باب القاعة عاتبه هاني على حديثه مع شقيقته بتلك الطريقة فقال جعفر أن عليه ألا يهتم فتلك هي الطريقة التي تجدي مع الإناث!
شعر هاني أنه متوتر بطريقة غريبة لكنه لم يفكر في الأمر كثيرا حين رن هاتفه وكانت هاجر التي قالت:
"هاني ..أنا.. حسنا لقد كنت غاضبة حين خرجت من المنزل وأجبرت صديقاتي على السير معي في شوارع غريبة والآن لا أستطيع العودة للمنزل"
كانت تلك أول مرة تتهور هاجر بهذا الشكل لذا حاول هاني تمالك نفسه وقال بهدوء قدر استطاعته : "أين أنت ؟ صف لي أي علامة مميزة حولك"
بعد دقائق كان هاني يركن سيارة جعفر في المكان الذي خمن أن هاجر قد تكون متواجدة به وقد أصر جعفر وانطلقا مسرعين لإيجاد هاجر دون أن يخبرا حيدر
"هاجر!"
تنبهت هاجر لنداء أخيها فأسرعت إليه وأسندت رأسها لذراعه تخبئ دموعها قائلة بضعف:
"الحمد لله أنك عرفت المكان "
ربت هاني على رأسها وقال بصبر:
"لا تبكي يا حبيبتي.. أين هن صديقاتك كي أوصلكن للمنزل ؟"
أجابته هاجر وهي تشير لسيارة قريبة :
"فادية أيضا اتصلت بشقيقها وقد أتى للتو وكانا يريدان أن يوصلاني في طريقهما لكنني رفضت لأنك قادم"
وفي هذه اللحظة تقدم جهتهما شاب وصافح هاني معرفا نفسه أنه شقيق صديقتها وانتهى الأمر بأن عادت كل فتاة مع شقيقها
في طريق العودة.. قاد جعفر السيارة وأصر أن يوصل الشقيقين للمنزل قبل أن يعود لشقيقه
سأل هاني شقيقته باستغراب :
"قلت أنك مع صديقاتك يا هاجر..أليس كذلك؟ أين البقية إذا؟"
أجابت هاجر :
"فادية وابنتي عمها ..كنا معا وسيتكفل شقيق فادية بإيصالهن"
أومأ هاني بصمت ولازال يمسك نفسه بأعجوبة عن الصراخ بشقيقته لأنه أيا كانت توقعاته لنزهتها مع صديقاتها فلم يتوقع مطلقا أن يذهبن لشارع مهجور كهذا وقد تجاوزت الساعة العاشرة مساء .. وفي داخله تساءل إن كان عليه أن يحكم سيطرته قليلا على شقيقاته كما ينصحه جعفر دائما!!
أما جعفر فلم يوجه أي كلمة لهاجر منذ احتلالها المقعد الخلفي في سيارته لأنه كان مبهورا بجمالها ..إن كانت جميلة إلى هذا الحد في ظلام الليل وهو لا يستطيع تبين ملامحها فكيف ستكون حين تنير الشمس هذه الملامح وتظهر رونقها الحقيقي؟! وفي داخله قرر ألا يعيد لهاني الطقم الذي استعاره منه اليوم .. ألم تكوه هاجر بيديها الجميلتين ؟! إذا سيحتفظ به كتذكار منها إلى أن يحدث حيدر
نزلت هاجر من السيارة مسرعة حين وصلوا عند منزلهم ..أما هاني فقد عاد يلح على جعفر قائلا :
"هل أنت متأكد أن عدم عودتي لن تغضب حيدر؟"
أومأ جعفر بعدم تركيز ولا تزال عينيه على هاجر التي فرت كغزال
فعاد هاني يقول: "إذا اعتذر له نيابة عني ..أراك غدا"
دلف هاني لبوابة المنزل كشقيقته ولا يزال جعفر محدقا في البوابة ..البوابة الرائعة التي مرت الغزالة من خلالها ..وقال باستمتاع:
"معه كل الحق هاني حين يقول أنه لا يحب أن يصرخ بشقيقاته أو يقيدهن فالغزال خلق ليكون طليقا حتى ألتهمه بنفسي"
لحق هاني بشقيقته قبل أن تدخل غرفتها وتحبس نفسها داخلها .. فدخل معها الغرفة وأغلق الباب حتى لا تسمع والدته صوته ثم قال معاتبا:
"أخبريني بالتفاصيل أين كنتن؟! وكيف وصلتن لهذا الشارع ؟ حتى وإن كنت قد انزعجت من كلام أمي فهذا ليس مبررا لما فعلت.."
أكمل قبل أن تستطيع الرد:"لا تدافعي عن نفسك بتلك الحجة الضعيفة وأنني شقيقك الأصغر ولا سلطة لي عليك.. هاجر! "
انسابت الدموع من عيني هاجر ودفعت بنفسها في أحضان أخيها قائلة :
"لن أقول تلك الحجة الضعيفة.. منذ وفاة والدي أنت كنت رجل المنزل حقا يا هاني ولم تقصر مع إحدانا أو تعنف حتى شقيقاتك الأصغر منك.. أنا لا أريد أن أتعبك أكثر من ذلك "
رفعت وجهها ونظرت في عيني شقيقها القلق وتابعت:
أخرجتها نرمين من شرودها قائلة:"هيا لنلحق بالسيارات إلى منزل عماد"
وهكذا بعد دقائق جلست الشقيقات الأربع مع والدتهن حول مائدة الطعام في شقة والد عماد..وبينما كانت كل أحاديثهن معا عن جودة الطعام ومهارة من أعده
كانت صابرين تحترق غيظا وهي ترى كيف تحدث نرمين أقارب زوج ابنتها بعفوية بدت لها مصطنعة وتبالغ في الضحك بسبب أو بدون فقد نجحت نرمين هانم في إغاظتها كما تمنت!!
اقتربت ثريا والدة العريس -عماد- وقالت بمودة:"ما هذا يا نرمين؟سأغضب منك بتلك الطريقة ..انظري إلى قريباتك كيف يأكلن بخجل؟!"
وضعت أطباقا أكثر على المائدة أمام صابرين وبناتها وقريبات نرمين ثم قالت:"كلن يا عزيزاتي..سنتعب في الشقة كثيرا بعد"
نهضت نرمين من مقعدها ودفعتها لتجلس وهي تقول:"اجلسي وشاركينا الطعام.. ولا تحملي هما ..صابرين وبناتها بالذات حضرن ليفرشن الشقة كأحسن ما يكون..فذوقهن لا يُعلى عليه"
استغربت صابرين أن تبادر نرمين لمدحها أمام حماة ابنتها..فأجابت بلطف:"بل أنت سيدة الذوق كله يا نرمين"
وكم شعرت صابرين أنها بذلت مجهودا جبارا حتى تقول ما قالته وخاصة حين ابتسمت نرمين بإغاظة لأنها دفعتها لتمتدحها علنا
**** ****
وبعد تناول الطعام وتبادل المجاملات صعدت نرمين مع قريباتها لفرش الشقة فقد قامت ثريا مع قريباتها بتنظيفها في الصباح وكانت نرمين قد جاهدت لإقناعها بألا تفعل لكنها أصرت قائلة أنها يجب أن تساعد حتى ينتهين بأسرع بوقت فهذا زواج الغالي
كانت النسوة قد انقسمن بعضهن ينظمن الكؤوس والأطباق في الصوان الخاص بهم في الصالة( النيش).. وفريق عهد بترتيب خزانة الملابس والأخريات ينظمن الأواني في المطبخ
وكانت صابرين وبناتها في غرفة النوم مع نرمين التي قالت:" وأنت يا هاجر ألن نفرش شقتك قريبا؟..إنني أنتظر هذا اليوم منذ التحقت بالجامعة"
ربما كانت نرمين صادقة وتتمنى الخير فعلا لابنة أخيها لكن صابرين لا يمكن أن تقتنع بغير أنها تريد إغاظتها والشماتة بها
لذا ردت بدون تفكير:"يا إلهي!!كيف لم تنبهنني يا فتيات ؟"
استغربت الفتيات حديث والدتهن أما هاجر فكانت موقنة أن والدتها ستلقي الآن بكذبة محترمة ولن تهتم بالعواقب..فخرجت من الغرفة مغمغمة بشئ ما
ولم تلتفت لها نرمين لأن ما قالته صابرين كان أهم حيث قالت:"تقدم لها رجل يعرفه هاني منذ سنوات وقرأنا الفاتحة ...انظري كيف هربت الفتاة خجلة !!"
وأطلقت ضحكة سخيفة بينما نظرت الشقيقات لبعضهن بصمت وصدمة..#كومنت
#فوت
عرفونى توقعاتكم😍
أنت تقرأ
كتفاي عرشك
Humorفي بيت ملئ بالإناث كيف تتوقع أن تكون حياتك؟😉 نوفيلا كوميدي..رومانسي..اجتماعي