المشهد الخامس

286 6 2
                                    

¤تحقق المراد¤
استقبلت صابرين جعفر و حيدر بالأحضان كعادتها فهي تعدهما من أبنائها
قال جعفر وهو يستسلم لاحتضانها:
"اشتقت إليك يا خالة صابرين..ألا زلت تعدين الفطائر الشهية ؟"

ضحكت صابرين ونظرت لوجهه قائلة :
"لقد أعددت لك طبقا مليئا يا حبيبي.. دعني أنظر إلى وجههك ..لقد صرت رجلا حقا "

"أظن أن علي أن أشعر بالغيرة من جعفر الذي يسرق كل اهتمامك "
قالها حيدر ليصرف انتباه صابرين عن شقيقه فاتجهت إليه تحتضنه بالمثل وترحب به ..ثم ما لبثت أن دفعته قائلة:
"شغلتماني عن الترحيب بهاتين الجميلتين ..أنت العروس أليس كذلك ؟أهلا بك يا حبيبتي"

صافحت صابرين ولاء بمودة محتضنة إياها ثم أولت كامل اهتمامها لهناء والتي عزمت أن تدفع عنها إساءة جعفر إن كان يعاملها بقسوة كما يقول هاني

بعد حديث وسؤال عن الأحوال اجتمع الجميع على مائدة الطعام لتناول الغداء وقد راقبت فاتن بصمت وتفكير عميق كيف يختلس جعفر النظر لشقيقتها الكبرى كل حين ..  وتأكدت أن نبوءة والدتها ستتحقق عما قريب

أما هاني فلايزال يفكر في هدوء هناء ويشغل باله خفوت صوتها وانصياعها لكلام أخيها كما تبدو له غير ثرثارة ولا تحب افتعال المشاكل ..لذا فقد راقبها بصمت طوال الأمسية حتى دخلت مع شقيقاته الغرفة وبقي هو مع جعفر وحيدر ووالدته

نظر جعفر لأخيه أن يبدأ الكلام ..فتنحنح حيدر ثم قال:

"كان جعفر يريد استغلال هذه الدعوة يا هاني في إخبارك أنه يريد القرب منك"

لم تصدق صابرين أن تتحقق توقعاتها بهذه السرعة ..الآن فهمت لماذا أحضر جعفر معه باقة ورد وقالب حلوى

انتظر هاني توضيحا أكثر فتابع جعفر: "أريد الزواج بشقيقتك..الآنسة هاجر"

لم يجب هاني لأن صوته لم يكن ليسمع مع صوت زغرودة والدته التي انطلقت مجلجلة وهي تندفع لجعفر وتوقفه على قدميه ثم تحتضنه قائلة: "أنت هو إذا.. يالسعادتي!"
لم يفهم جعفر سبب ردة الفعل هذه لكنه بادلها الاحتضان سعيدا بالموافقة المبدئية

أما  داخل الغرفة كانت الفتيات قد جلسن يتسامرن ويتحدثن في شتى المواضيع حتى صمتن تماما حين ارتفع صوت زغردة صابرين ..فقالت فاتن بشقاوة :"يبدو أن إحداهن ستلحق بك قريبا يا ولاء"

تحمست كل من نادية وناردين وتخوفت هاجر فزغردة والدتها في هذا التوقيت تحديدا لا تعني إلا تحقق مرادها ووقوع المحظور بالنسبة لهاجر..ترى من هو عريس الغفلة هذا؟!

ولم تتركهن والدتهن للحيرة طويلا فسرعان ما دخلت واحتضنت هاجر قائلة: "مبارك يا حبيبتي ..تمم الله لك على خير"

"لحظة واحدة يا أمي أخبريني أولا من العريس؟"

لم تجبها والدتها بل وجهت حديثها لبقية شقيقاتها بأن يحضرن العصير والحلوى حتى تجالس هاجر عريسها ..

بعد دقائق كانت هاجر قد استوعبت خلالها أن جعفر قد تقدم لخطبتها ودون تفكير أو حتى سؤال عن رأيها كانت والدتها قد أيقنت أن هذا هو زوج ابنتها المنتظر وتركتهما يجلسان معا في الشرفة كي يتعرفا على بعضهما
جلست هاجر بتوتر وتسارع الاحداث لا يسمح لها أن تتبين حقيقة شعورها من هذه الخطبة حقا..لكنها لا ترفض الأمر تماما فلطالما كانت تعرف جعفر من أحاديث شقيقها ولا تراه شخصا منفرا.. لكن أن يكون زوجها..لا تدري؟! ..يلزمها بعض التفكير إن سمحت لها والدتها طبعا!

أما جعفر فلم يتوقع أن ينفرد بها سريعا لكن هذا أفضل فهو يريدها في منزله قبل نهاية هذا العام..ولما وجدها تناظر الأرض بصمت قرر بدء الحديث سائلا : "هل تخافين من الأسود؟"

كتفاي عرشكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن