¤¤مشاكسات
جلس هاني ينهي بعض العمل العالق على حاسبه في غرفته وبين الحين والآخر يشرد متذكرا حديث جعفر ..هل تلك الصغيرة واقعة في غرامه وتريد الإيقاع به؟ يا إلهي !! الأمر يشعره بسعادة غريبة أن تحبه تلك الوردة البيضاء بهذا الإخلاص وتسعى لإيصال حبها وإجباره على الزواج بها...
دخلت والدته دون استئذان فوجدته مبتسما وناظرا لسقف غرفته ..فتشجعت لمفاتحته فيما تريد:"هل تعمل يا حبيبي؟"انتبه هاني لدخولها فأنزل شاشة الحاسوب وأجابها مبتسما:"فلينتظر العمل حتى أسمع أوامر الملكة"
ابتسمت صابرين وجلست على السرير مقابلة للمقعد الذي يجلس عليه و قالت: "في الحقيقة ..أنا لم أصحح ما قلته لعمتك وخصوصا بعد تقدم جعفر لشقيقتك.. وهو صديقك منذ سنوات لذا لم أعد كاذبة..لكن المشكلة أنها تسألني لماذا أخرنا الخطبة لهذا الحد.."
كان هاني رائق البال حتى ما قالته والدته لم يغضبه وانتظر حتى أكملت:"يجب أن نقيم حفل خطبة هاجر بأسرع ما يمكن ..صدقني لم تبدو رافضة لصديقك ولو كنت شككت بذلك كنت أخبرت نرمين بالحقيقة كاملة وبقيت بحسرتي"
ضحك هاني بخفة وقال:"يا أمي هل كنت ستخبرينها الحقيقة حقا؟! لقد كدت تنزلين تجوبين الشوارع بحثا لهاجر عن عريس...من يدري ربما كنت أعلنت أنها تزوجت دون وجود عريس حتى!!"
شاركته صابرين الضحك ولم تنفي ما قاله بل علقت بتأكيد :"وكنت سأجعلها تسافر لشهر العسل بمفردها...ولا بأس إن بقيت هناك وأشعت أنا أن زوجها أخذها في جولة حول العالم ولا يريد أن يعود"أشفق هاني حقا على شقيقته وقال:"الحمد لله أن جعفر لم يتأخر اكثر من ذلك.. على العموم لا مانع عندي بحفل خطبة في الوقت الذي تريدينه طالما هاجر موافقة ..فأنا أثق بجعفر وأنه سيعتني بهاجر ..."
صمت لثوان ناظرا لوالدته ثم قال:"لكن أخبريني ما رأيك بشقيقة جعفر..هناء؟"
وكانت إجابتها الضوء الأخضر ليبدأ تنفيذ ما نوى عليه..
*** ****
تقدم هاني لخطبة هناء والتي كانت الأرض لا تسعها من تحقيق حلمها وقد ظنت بسذاجة أن خطتها للإيقاع به قد نجحت فمنذ كانت صغيرة اعتادت على مشاهدة الصور الموجودة على هاتف شقيقها وقد سمح لها بذلك بطيب نية لكن مرورا بمراهقتها وحتى شبابها كانت صورة واحدة تعلق بذاكرتها صورة هاني صديق جعفر وقد استشارت خالتها والتي وبعد جمع المعلومات وضعت لها خطة للإيقاع بهاني أن تتظاهر بعكس ما يراه منشقيقاته وفعلا هذا ما جذب هاني لها في
البداية لكن انقلبت الآية دون أن تدري..
وبعد مغادرة هاني وأسرته احتضنت جعفر وأثنت على مجهوده في مساعدتها وهو ينظر لها بقلق لما ستواجهه في الأيام التالية ..
فبعد أسبوع أقيم حفل خطبة بسيط لهاني وجعفر فوق سطح منزل جعفر لأنه كان يسمح باستعياب عدد مناسب من المدعوين..وكان الغرض من الحفل هو ارتداء الخواتم فقط وقد اتفق الشابان أن يقيما زفافهما معا في أكبر قاعات المدينة لذا اكتفيا بحفل بسيط للخطبة
*** ***
وفي اليوم التالي بدأت الخطة التي أعدها هاني ليجعل هناء تتصرف على سجيتها ولا تخلو من عقاب بسيط لها على تلاعبها
حيث دعاها لتناول الغداء ورافقهما جعفر وهاجر
على طاولة هاني..
كان قد أعطى لهناء حرية اختيار الصنف الذي تريد أن تأكله لكنها استمرت في خطتها وقالت بوداعة:
"أفضل أن تختار أنت"
ابتسم هاني مجاهدا ليخفي الخبث الكامن خلف بسمته وطلب الطعام كما يفضل!
ثم راح يراقب بتسلية وهو يستمتع بتناول طعامه كيف أمسكت هناء الشوكة برقي وتذوقت قطعة من اللحم الموضوع أمامها وكان قد طلبه مشويا على الفحم كما تمقت هناء لذا فقد ابتلعتها بسخط ..ثم اتجهت لطبق مجاور ظنته في بادئ الأمر أصابع من البطاطس المقلية واستغربت أنها محاطة بسائل أحمر اللون لكنها تغافلت عنه وتذوقت ..
جاهد هاني ليكتم ضحكته على ملامح الاشمئزاز التي ظهرت على ملامحها وكان واضحا أن مذاق( السبيط )لم ينل إعجابها
أنت تقرأ
كتفاي عرشك
Humorفي بيت ملئ بالإناث كيف تتوقع أن تكون حياتك؟😉 نوفيلا كوميدي..رومانسي..اجتماعي