المشهد السابع والثامن

323 9 3
                                    


¤دهاء أنثى ¤

تحركت هناء بفنجان القهوة لغرفة شقيقها..ففي لحظة صفاء نفذت طلبه بصنع فنجان قهوة له وإلا فإنها عادة لا تحرك ساكنا في المنزل وعندما اعترض جعفر وطلب منها إعداد الطعام رفضت وهددته بأن تعود لمنزل

خالتها إن أصر.. فهي تفرض سيطرتها هنا
فقط حتى لا يستغلها جعفر وهذا يتنافى تماما مع وصايا خالتها  والتي ستنفذها مع هاني فقط.. فهو وحده من يستحق

عند تلك الخاطرة ابتسمت هناء وكادت تدلف لغرفة شقيقها إلا أنها توقفت حين سمعت اسمها
حيث قال جعفر:"لا أعرف كيف لم تنجح خطة المطعم؟..صدقني  إن أكثر ما تكرهه هناء هي الأصناف التي أخبرتك عنها"

وطبعا لم تعرف ما قاله الطرف الآخر والذي خمنت أنه هاني لكن جعفر أجابه باستهزاء:"من؟هناء تطهو!!إنها تكلفني بترتيب السرير وغسل ملابسي بنفسي"

اكتفت هناء بهذا الحد وذهبت لغرفة المعيشة حيث وضعت الفنجان بعصبية على الطاولة وقالت:"اتضح أنك لا تستحق أيضا يا هاني.. هكذا

تتفق مع جعفر علي...أنا سأريكما! وأنا التي
استغربت كيف حالفك الحظ لتلك الدرجة وطلبت كل ما أكرهه دفعة واحدة"

أما جعفر فقد تابع بما لم تسمعه هناء قائلا:"برغم أن تلك الصغيرة تفرض علي بعض أعمال المنزل وهذا يضايقني  لكن لايهم طالما لا تعود للعيش مع خالتي من جديد..لقد صرت لا أستغني عنها "

كان جعفر حقًا يحب شقيقته ويحب أن يهتم بشئونها كما أن هاجسا غريبا يلح عليه أن خالته تغرس في هناء أفكارًا مغلوطة ولا يريدها أن تتأثر بها..لا ينكر أنه يحب خالته لكنه يعرف جيدًا طبيعة تفكيرها والتي لن يرضيه أن تنقلها لشقيقته

لم يملك هاني نفسه حين سمع جعفر يتغنى بحب شقيقته فرد بسخرية:"نعم هكذا اعتدل يا رجل.. لقد كدت أقتنع أنك تستعبد شقيقتك حقا.. على العموم سأخبرك خطتي وطبعا سأحتاج بعض المعلومات منك"

قال جعفر بمزاح:"صدقني يا بني هناء المستكينة المطيعة خير لك من هناء المسيطرة المستبدة التي أعيش معها"

لكن هاني أصر قائلا:"إذا دعني أحكم بنفسي..  "
*** ****
في اليوم التالي
استيقظت هناء باكرا لتلحق جعفر قبل أن يذهب لعمله وكان قد أمسك برابطة عنقه ليعقدها حين تفاجئ بهناء تسحبها من يده قائلة:"لا هذه ليست مناسبة"

اختارت واحدة أخرى وشرعت في عقدها له وهي تلاحظ الاستغراب على ملامحه لكنها تظاهرت بأنها تفعل شيئًا طبيعيًا اعتادته منذ زمن
ثم قالت وهي تقبل وجنته:"شقيقي الأنيق !..برأي أن تذهب لهاجر بتلك الحلة ..يا إلهي! ستجن المسكينة حين تراك"

علق جعفر بارتباك وقد بدأ سلوكها يخيفه :"شكرا لك..هل تناولت إفطارك ؟هل تحتاجين مني شيئا قبل ذهابي؟"

ابتسمت هناء حين رأت ارتباكه وعلمت أن ما خمنته بالأمس كان صحيحا وأنه ربما يكون قد أخبر هاني عن تعلقها به فصار هاني هو من يضع الخطط عوضا عنها ويتلاعب بها

ثم سألت بهدوء وهي تلبسه سترته:"ألا زالت خطتنا كما هي ؟أم أنك ستأخذ صف صديقك بعدما خطبت شقيقته؟"

وبضحكة متوترة أجابها جعفر:"لا ..طبعا لا يوجد شئ كهذا ..أنا معك"

ربتت هناء على كتفه بلطف وغادرت الغرفة لكن الشك كان قد انتاب جعفر بل يكاد يجزم أن هناء تخطط لشئ ما! المشكلة أنه يشعر أنها ستستخدم خطتها ضده قبل هاني!
وحينها رفع هاتفه لأذنه بقلق وقال:"هاني أنقذني !..هناء تتصرف معي بطريقة غريبة"
*** ****

كتفاي عرشكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن