¤ لا مفر منكن¤
انتبه جعفر من غفوته بعد صلاة الفجر على صوت رنين هاتفه فالتقطه من الكومود المجاور له وأجاب دون أن ينظر :"من معي؟"
لكن صوت هناء العالي وصراخها به أذهب عنه أي أثر للنوم حين صاحت:"خيرًا يا سيد جعفر ؟هل نسيت شقيقتك؟..على العموم لا تنسى موعد تجمع العائلة اليوم في بيت الخالة صابرين.."
وبضيق أجابها :"أووف منك..ثقبت طبلة أذني ..أين هاني عنك في هذه الساعة؟أنت عناء ولست هناء ..لا أدري كيف يحتملك المسكين؟!"
التقطت هناء الثياب التي تحتاجها وأجابت متغافلة عن جملته الأخيرة:
"هاني بالأسفل لدى خالتي ..لن أقبل أن تتأخر كالأسبوع الماضي "لا يفهم جعفر سببًا لكل هذه الصرامة حتى حماته لا تصر على موعد حضوره إلى منزلها بهذه الطريقة ..لكنه لم يشأ الجدال مع هناء في تلك اللحظة فوافقها ليتخلص من إلحاحها قائلًا:"انتظريني أنت بالإفطار ولن أتأخر..أراك بخير"
ما إن أعاد الهاتف لمكانه حتى وجد نفسه يقع أرضًا بعد أن دفعته هاجر بخفة قائلة:"كفى ضجيجًا "
كان جعفر كعادته حين ينام ملتصق بحافة السرير وحين دفعته هاجر على حين غرة استقبلته الأرض بترحاب
نهضت هاجر تستطلع ما جرى بعدما سمعت صوت ارتطام بالأرض.. فهجم جعفر عليها مستغلًا الفرصة التي أتته على طبق من ذهب وقد كان يفكر في طريقة لإيقاظها ثم قال:"الآن تنالين جزائك يا غزالتي حتى لا تنامي قبل عودتي مرة أخرى"
حاولت هاجر إبعاده عنها بدلال قائلة:"وهذا ما سيحدث كل مرة تخرج للسهر مع رفاقك وتتركني هنا وحيدة.."
لكن جعفر تشبث بفرصته قائلًا :"معك حق لم يكن يجدر بي تفضيل رفقة الثيران على رفقتك يا غزالتي..اسمحي لي بالتعويض"
"دون أن تستخدم أنيابك يا جعفر لو سمحت"
لكن تحذيرها ضاع في بحر العاطفة الذي أغرقهما
**** ****
وكأن الأيام لم تمر مطلقا فبعد أن أصرت هناء أن يبيتا ليلة الخميس من كل أسبوع مع صابرين..رغم أنهما يسكنان الشقة التي تعلوها مباشرة لكن بعد أن صارت هناء تعدها كوالدتها وهي تتحيز الفرص لتذهب إليها..وحين سألها هاني لم ليلة الخميس بالذات ؟..
قالت:"لأن السهرة تكون يوم الخميس ثم نعود لشقتنا بعد تناول الغداء يوم الجمعة حتى تنام باكرا استعدادًا للعمل"
فسألها :"وماذا عن العمل يوم الخميس ؟"
فقالت كأنها تسرد حقيقة مؤكدة:"العمل يوم الخميس ليس مهمًا كثيرًا فأغلب الناس يخرجون باكرًا من العمل في هذا اليوم لأنه نهاية الأسبوع ووقت اجتماع الأسرة"
وهاهو هاني يستقبل خميسًا سعيدًا حين استيقظ على الضجة التي اعتادها طوال سني حياتها وأضيف إليها هذه المرة صوت هناء
كالعادة كانت فاتن ترتدي حجابها أمام مرآة غرفته القديمة التي يبيت فيها مع هناء حين ينزل لزيارتهم ..لكنها هذه المرة حين لاحظت استيقاظه قالت:
"هاجر لا تزال تبتزني بصينية المعكرونة التي أكلنا نصفها يا هاني..تقول أنني إذا عارضتها فسوف تخبر أمي بتلك الفضيحة"
أجابها هاني بفتور من أثر النوم:
"إذا كلما رأيتها وقبل أن تبادر هي بابتزازك اسخري من الرهان الذي لم تلتزم به واتخذت من موافقة زوجها على العمل حجة لإلغائه"
كانت فاتن قد أنهت ارتداء حجابها في تلك اللحظة فاقتربت منه ضاحكة وقبلت وجنته بشكر ثم خرجت من الغرفة وأطفأت الضوء..ابتسم هاني من تصرفها ولكنه هذه المرة قرر أن يقطع نومه الذي لن يناله في هذه الضجة ولأول مرة قرر أن يشاركهم ضجتهم خصوصا أن هاجر قد حضرت للإفطار لديهم اليوم مع جعفر
وحين خرج من الغرفة وجد الجميع على مائدة الفطور وكان جعفر هو أول من لاحظه وقال:"ما رأيك أن نسافر الأسبوع القادم يا صهر؟..هكذا عائليًا"
لم يكن أمام هاني فرصة للرد فقد جذبته هناء من يده وأجلسته جوارها وقالت لشقيقها وهي تضع لقمة في فم زوجها :"ناقشا الأمر بعد الإفطار "
ضحك الجميع من تصرفها واستقبل هاني لقمتها بنهم ثم قبل يدها الحبيبة
واستغلت هاجر هذه الضجة لتسأل جعفرالملتصق بها كالعادة :"لقد وجدت طقمًا يخص هاني بين ملابسك..كنت قد قمت بكيه خصيصًا لأجله آخر مرة"
أجابها جعفر وهو يمسك يدها ويقبلها:"لأجل هذا تحديدًا احتفظت به لدي لأن أنامل غزالتي الحلوة لامسته"
كانت هاجر مصرة أن تعرف متى أخذه فأشار لها أنه سيخبرها فيما بعد حتى لا يتذكره هاني ويسلبه إياه..لكن هاني لم يكن غافلًا عما يدور بينهما وقال قاصدًا إحراج هاجر:"وأنت كيف حالك يا غزالة؟"لم تجبه هاجر وإنما أخفت وجهها خلف جعفر بخجل فهاني لم ينس ما رآه حين زارها في شقتها فقد كان جعفر يداعبها ويناديها بالغزالة كالعادة ويعطلها عما تفعله في المطبخ
ولم يهتم هاني لردها بل مال على زوجته قائلا وهو يعطيها كوب الحليب:"أريد هذه المرة هناء التي تنفذ طلباتي..هيا يا نونو اشربي الحليب لأجل طفلنا القادم"
وافقت هناء على مضض وراحت تشربه على مراحل وهي تمسك بأنفها لأنها لا تحب رائحته..وبين رشفة وأخرى تؤكد لهاني أنها شربته لأجل طفلها وإلا فهناء المطيعة التي تنفذ ما يحب قد اختفت منذ زمن ولا يوجد غير هناء مُروضة ساندي
فيضحك هاني متذكرا كل مواقفهما معًا فرغم أنها صارت صريحة معه وتخبره رأيها في كل شئ لكن في الأخير يغلبها حبه وتنفذ ما يريده ويحبه هو فقط
علقت فاتن بشقاوة بعدما رأت كل زوجين قد دخلا في عالم آخر رغم أنهم يجلسون بينهم :
"رجاء خففوا الرومانسية قليلا ريثما تعودون لمنازلكم..هذا منزل محترم"ضربتها والدتها بخفة على ظهرها وقالت:"اصمت يا فتاة ..هذا ما يجلب الأحفاد"
ضحك الجميع واحمرت هاجر وهناء من صراحة صابرين
وسط هذه الأجواء ورغم أن هاني دائما ما أزعجته ضجة شقيقاته لكنه شعر الآن أنه يحب تلك الضجة بل يراها تميز حياته هو دون غيره وإن أتيحت له الفرصة فلن يستبدلها بكنوز الدنيا أجمع ..تكفيه ضحكاتهن وتلك السعادة التي وجدت طريقها لوجه والدته ..فصارت أيامه مكللة بدعواتها
كتفاي عرشك فاجلسي وتربعي
وعن الحسان جميعهن ترفعي
الكبرياء على جبينك لائق فتكبري
ما جاز أن تتواضعي
أحلى الورود على خطاك تفتحت
فتميزي ما شئت منها واجمعي
ولتمنحيني وردة من بينها
تبقى ولو ذبلت مدى عمري معي
تمت بحمد الله#فوت
#كومنت
انتظروني في قصة جديدة😍
أنت تقرأ
كتفاي عرشك
Umorismoفي بيت ملئ بالإناث كيف تتوقع أن تكون حياتك؟😉 نوفيلا كوميدي..رومانسي..اجتماعي