¤ الرهان¤
جلست هاجر في مكتبها كمديرة للشئون العامة في شركة عم فادية وقد كانت قبلت في العمل بسهولة لأنها تمتلك خبرة في هذا المجال فقد سبق وأن عملت في شركة صديق والدها فور تخرجها لكن ظروف وفاة والدها وتأخر زواجها الذي استحال مشكلة بينها وبين والدتها هما ما جعلاها تستقيل من الشركة وتتخذ من مطبخ منزلهم موطنا لها لكن هاهي عادت من جديد لمكانها الذي بدا كأنه بانتظارها.. لا تستطيع أن تصف السعادة التي تشعر بها في عملها
"صباح الجمال على هذا الجمال"
صاحت بها فادية قاطعة أفكار هاجر وتقدمت لتصافحها ثم تابعت وهي تتخذ مقعدا مقابلا لمكتبها :
"ها أخبريني هل يعاملك عمي جيدا؟كنت عنده منذ دقائق وقد أثنى على مهارتك في العمل .. لكنني لا أزال خائفة عليك من العدوى فمن يعمل مع عمي يصير مدمنا للعمل مثله"
ضحكت هاجر وقالت :
"كنت ولا أزال مدمنة للعمل والأولى أن تخافي على عمك مني"
صمتت قليلا ثم قالت بامتنان :
"في الواقع يجب أن أشكرك مرة أخرى لأنك عرفتني على شركة عمك وأتحت لي هذه الفرصة"
أشارت لها فادية بيدها ألا تهتم وقالت بحنق:
"اصمت يا هاجر ولا تذكريني بهذا اليوم..لاشك أن شقيقك المسكين قد عاتبك قليلا ثم صالحك حين رأى دموعك.. أما أنا وسالي و سلسبيل فقد صرخ بنا جلال واحتجزنا بعدها في المنزل أسبوعا كاملا وكل هذا لأن سيادتك كنت غاضبة من والدتك فجعلتنا نصف لك شركة عمي وندعوك للعمل فيها طوال الطريق حتى ضللنا الطريق وأصابنا ما أصابنا"
كانت هاجر تعلم أن جلال يخاف على شقيقته وينزل بها أقسى العقوبات كالعادة لكنها قالت بإغاظة:
" أرى أن جلجل قد تساهل معك هذه المرة .. ثم ما ذنب سالي وسلسبيل كي يعاقبهما معك ؟"
تعجبت هاجر حين أجابتها فادية بهدوء دون أن ترد على إغاظتها لها :
"هذا لأنه سيعقد قرانه قريبا على سالي ولذا رفق بنا إكراما لها "
عادت هاجر تنظر في الورق الموضوع أمامها دون انتباه لما تخطط له فادية التي رفعت الهاتف وقالت :
"لم يجهز بعد يا عمي .. للأسف يبدو أنها ستخيب آمالك حسنا سأخبرها إلى اللقاء"
رفعت هاجر رأسها وقد شمت رائحة الغدر قائلة:
"هل توقعي صحيح؟هل أخبرت عمك للتو أنني لم أجهز الورق الذي طلب أن أسلمه له اليوم؟"
ضحكت فادية بشماتة وقالت :
"هذا كي تعلمي عاقبة إغاظتي.. لا تقلقي يا حمقاء حين تصعدين له بالورق الآن لن تحدث مشكلة.. لكن أخبريني ماذا قالت والدتك عن عملك؟"
أجابتها هاجر بعد أن نهضت وبدأت تجمع الورق المطلوب بحرص:
"لم ترفض عملي لكنها لا تزال مصرة أن عريسا ما قادم في الطريق ..فقط لأن الإيراد الشهري الذي يصلنا من أرض أبي قد زاد هذا الشهر أيضا..رغم كل شئ علي أن أكون شاكرة فهذه الفكرة جعلتها تهدأ وتتقبل حقيقة زواج ريماس قبلي برضا"
ضحكت فادية وقالت :
"صدقيني تلك هي الحاسة السادسة التي تملكها والدتك وأنا سأنتظر بلهفة حضور زفافك القريب"
أجابتها هاجر بسخرية وهي لا تعطي أي احتمال لصحة تخمين والدتها:
"بل سيكون أقرب مما تتخيلين قالت والدتي أنها تستعد لتوصلني بيتي قبل نهاية هذا العام وأنني سأكمل الثلاثين بصحبة زوجي..حتى أنها أخبرت عمتي فعلا أننا قرأنا الفاتحة.. ما يغيظني أكثر أن شقيقاتي بدأن الاستعداد للزفاف حقا وتجهيز ما سيرتدينه.. أتعلمين أن الأمر وصل حد الرهان؟! "
ظهرت الحماسة في عيني فادية وسألت : "أي رهان ؟أخبريني "
أجابت هاجر بسأم :
"سأترك العمل إن تحقق كلام والدتي وتقدم لي عريسا في وقت قريب"
أنت تقرأ
كتفاي عرشك
Umorismoفي بيت ملئ بالإناث كيف تتوقع أن تكون حياتك؟😉 نوفيلا كوميدي..رومانسي..اجتماعي