٤

3.3K 104 9
                                    

مرت الأيام و جاء يوم عرس توفيق..
تجهزت الأم و شقيقتا عبدالله لارا و يارا و كأنهن قد ُدعيتا إلى أفراح السلطان ..

وبدأت الأختان بسحب عبدالله في الكلام بأسلوبهما المّكار لمعرفة سعيدة الحظ التي تشغل تفكيره و تدعوه لحفل زفاف شقيقها وكأنه فرد من أفراد عائلتها..

فانهالت عليه الأختان بالأسئلة الملحة :
أخبرنا يا عبدالله كيف هو شكلها روان ؟
وكيف سنجدها في القاعة المكتظة بالضيوف و نحن لا نعرف منهم أحداً !!

فأجاب عبدالله : ستكون هي بانتظاركم ..
ستعرفكم و ستستقبلكم فور وصولكم لأنني سأتصل بها
و أخبرها لحظة وصولكم حتى أضمن لكم أفضل استقبال.

كيف هو شكلها هل هي طويلة أم قصيرة ؟
بيضاء أم سمراء أخبرنا قليلاً عنها !!؟

فأجابهم : هي سمراء جميلة الوجه فاتنة الملامح ..
لديها ذلك الجمال العربي الذي يأسرك من النظرة الأولى ..
عينيها كأنها غزال تُسقط كل من ينظر إليها بنظرة واحدة من
نظراتها التي كانت قادرة على إذابة الجبال ..
شعرها أسود منثور على كتفيها كما تُنثر في الصحراء الرمال ..

فقاطعته لارا قائلة.. الله الله
ما كل هذا يا عبدالله ؟!!
ظننتك معجباً بها فقط ولكن لم أكن أعلم أنك صرت فيها مغرماً بل متيماً إلى ذلك الحد ..

ضحك عبدالله و حاول الإنكار
ولكن محاولاته في إخفاء إعجابه كمن يحاول أن يمسك الماء بيديه،فلا هو قادر على إمساكه ،ولا هو قادر على إنكار أنه حاول الإمساك به ، لأن البلل في يديه سيفضحه إن فعل و أنكر..

بريء هو لا يجيد الكذب و لا التمثيل ،و إعجابه بتلك السمراء واضح لا يحتاج الى أي دليل..

وصلوا إلى القاعة أخيراً
وإذا بروان تقف عند الباب الداخلي لقاعة النساء تنتظرهم
و قد عرفتهم من النظرة الأولى ،فقد أعطاها عبدالله من وصفهم و تفاصيلهم ما قد يجعل من المستحيل على فتاة بذكائها أن تُخطأهم ..

تقدمت روان نحوهم دون تردد و ابتسامة بحجم السماء تعلو وجنتيها،بعد أن تزينت و تألقت حتى غطت على العروس بجمالها ..
و كيف لا وهي تتجهز لملقاة حماتها التي جاءت كما رسمت لها أن تجيء ،لتتعرف عليها و لتسقط في شباكها كما سقط ابنها من قبل..

كانت روان تشع جمالاً في تلكالليلة من وهج سعادتها بنجاح ما خططت له ..

فكما يقولون الجمال يأتي من داخلك ،
" كن سعيداًتكن أجمل "

ولذلك كانت هي الملكة في ذلك اليوم..

رحبت روان بعائلتها المستقبلية بكل حفاوة و تكريم ،
وعرّفتهم على والدتها وعلى العروس..
و قدمت لهم أجمل ضيافة في تلك القاعة..
اهتمت بهم فقط و نسيت كل من حضروا عداهم..
فقد كانوا هم أهم الضيوف في تلك الليلة
بل و ربما في عمرها كله..
بعد أن أودعتهم روان إلى طاولة اختارتها لهم بعناية ، كضيوف شرف يجب أن يخرجوا سعداء مقتنعين كل الاقتناع بها ..
قامت لتمارس بعض سحرها على الأم و الأختين ..
قامت لتغريهم كما أغرت شقيقهم من قبل ،ولكنها لن تضحك لهم هذه المرة ..بل قامت تتمايل و ترقص كما لم ترقص امرأة من قبل ..

كن خائنا تكن اجملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن