١٣

1.9K 66 0
                                    

عاد عبدالله ذات يوم إلى البيت مبتسماًو حائراً في نفس الوقت..فاستقبلته روان كعادتها ليصحبها بعد ذلك إلى المجلس ليخبرها بما حصل :
"سمرتي ..في مفاجأة ما بعرف إذا رح تعجبك ولا لأ بس رح
أحكيلك ."

" اتفضلي يا بيضه ان شاء الله خير ، قولي لا تخوفيني "

- حبيبتي يا سمرة خير ان شاء الله ، اليوم حكى معي مكتب توظيف و حكالي انو طلعلي عقد عمل بالمملكة العربية السعودية بمدينة الرياض ، براتب ممتاز فشو رأيك"

فردت بابتسامة عرضها السماء :
" مبروك يا بيضه ألف ألف مبروك ، هاي الأخبار الحلوة اللي
بتفتح النفس "

فسألها عبدالله " يعني برأيك نتوكل عالله و نطلع انغير حياتنا و انعيش مغامرة جديدة "

فردت بفرح عارم " طبعا يا بيضةإذا الراتب منيح و السكن مأمن ليشل لأ ،مش غلط الواحد يطلع يأمن حالو و يبني مستقبله ، واحنا معك طبعايا بيضه،أنا ما بقدر أعيش بدونك "

فرح عبدالله بكلمات سمرته و تبدد تردده من قبول العرض..

فأنهت روان حديثها بطلب من عبدالله قائلة له :
" بس بدي اياكي يا بيضه اتصلي استخارة عشان ربنا يوفقنا
واللي فيه الخير الله يجيبه"

ابتسم عبدالله الذي رحب جداً بذلك الطلب..

يفرح كثيراًذلك العاشق عندما يرى التزام زوجته و مدى تعلقهابالله في كل أمور حياتها..

سافر عبدالله إلى الرياض ،و ابتدأ قلبه يحترق شوقا إلى محبوبته و طفليه..
كان يحادثها كل يوم غير مكترث لرصيد هاتفي أو لوقت مكالمة ..
كل ما كان يهمه هو أن يسمع صوتها الذي يعشقه حتى يستطيع البقاء على قيد الحياة ..
كان يحبها جداً و لكن لم يعلم مقدارهيامه بها إلا عندما ابتعد عنها، ليعلم كم كان قربها جميلاً ، وكم كان طعمها لذيذاً..
و كم كان برفقتها فخوراً و عزيزاً..

مرت الأيام و ذلك العاشق يُغني في غربته ألماًو شوقاًعلى فراقمحبوبته التيجمعه بها القدر مجدداً بعد أن استقدمها هي و طفليه بعد ستة أشهر قضاها منشغلاً بإنهاء معاملات و إجراءات الاستقدام و تجهيز البيت و ما إلى ذلك من أمور أخرى..

الغريب في الأمر أن كل من يغترب و يبتعد عن أهله في هذا العالم يشعر بالغربة و يفتقد عائلته.
الا روان و عبدالله .
فقد كانت الغربة سهلة جداً لهم و همالذين يمثل أحدهما للآخر أمه و أبوه و كل عائلته.
بوجودهما معاً لم يشعرابالغربة أبداً و لم تنل منهم آلام الفراق..

من شعر قليلاًبالغربة هما الطفلين الذين افتقدا أصدقائهم
و أعمامهمو خيلانهم ممن كانوا يلعبوهم و يملؤون حياتهم بالفرح و الضحكات..
لكن عبدالله و روان استطاعا أن يملأن تلك الفجوة بأخذهم بشكلأسبوعي للتنزه و اللعب في أماكن يعشقها الصغار كالمولات و الحدائق العامة..

كن خائنا تكن اجملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن