استيقظت في المستشفى ليُخبرني كل من حولي بأنني قد أصبت بانهيار عصبي من الصدمة و فقدت على إثرها وعيي
و أنا الآن بخير والحمد لله.لم يكونوا يعلموا أنني لست بخير..
لم يكونوا على دراية بأنني قد فقدت قبل لحظات أهم
و أطيب صديق في حياتي.
صديق توفي قهراً و لم أكن أعلم سبب قهره و ظلمه بعد..خرجت من المستشفى ذلك اليوم و عدت إلى منزله باحثاً عن رقم أهله أو أي شيء يُمكنني من الاتصال بهم ..
و أثناء بحثي في غرفة نومه وجدته..وجدت دفتراً صغيراً يبدو أنه كان أقرب إلى صديقي مني..
فقد كان عبدالله يكتب فيه يومياته تماماً كما نشاهد في الأفلام الأجنبية..و فضحه دفتره بعد موته.
فأخذته معي و أحرقته بعد أن قرأته كلمة كلمة أكثر من عشر مرات..
أحرقته بعد أن حفظته عن ظهر قلب وفاء لذلك الصديق ليموتسره معه بعد أن صدمني ما قرأت و زاد إعجابي به لرجولته و قوة تحمله..ولكن ما كسر بداخلي هو إيماني باالله و بالعدالة السماوية التي لم تنصفه..
ألم يقل الله في كتابه :
(الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات
والطيباتللطيبين والطيبون للطيبات).فكيف يُجازى ذلك الطيب بتلك الخبيثة..
فكرت في أن أنتقم لصديقي و أفضحها أنا..
لكن وفاء لرجل مات لم أستطع فعل ذلك..
أردت أن أؤذيها بشدة و لكنها بعيدة عني فكيف سأصل إليها و أنا في الرياض و هي في الأردن..كنت دائم السرحان في البيت و العمل و النادي..
الجميع شعر بشيء غريب نحوي و بأن أخلاقي تغيرت.
فبت عصبياً أغلب الوقت لا مزاج لي للمزاح و لا لتحمل حماقات الآخرين..أقل غلطة كانت تُغضبني كنت أشتم زوجتي و ألعنها عليها..
تغيرت معها جداً حتى كرهتها، بل كرهت جنس النساء كله دوناستثناء..
و كأنني كنت أعاقبها هي نيابة عن روان التي لم أستطيع الوصول إليها..كنت أتغيب عن منزلي بالأيام و أهمل واجباتي كزوج ،
أتركهم دون طعام و دون اكتراث إن أكلوا أو جاعوا أو حتى ماتوا..
بت أؤمن أن كل ما آمنت به في هذه الحياة كذبة ،
و قد أستضم بأي عقبة أو موقف يكشف لي ما لم أتوقعه تماماً كما حصل مع صديقي..
بت أؤمن أن النساء كلهن عاهرات ،
و لكن هنالك عاهرةٌ شريفة جريئة تتجاهر بعهرها و عرييها دون خوف و دون أن تتعدى على خصوصية أحد راضية
بتبعات عملهاكعاهرة فلا زوج لها و لا بيت و لا أطفال،
لكنها تعلم أن كل رجال الدنيا هم أزواج لها و تعاملهم على هذا الأساس..وهنالك عاهرة محجبة ترتدي جلباب و تقرأ القرآن و تصوم
رمضان ..و تلك هي الأخطر و الأخبث ..
عاهرة تخون في الخفاء و ترفض تحمل تبعات تلك الخيانة ..
فهي تريد أيضاًأن تتزوج و يكون لها بيت و زوج شرعي
و أولاد..
عاهرةٌ تختبئ خلف الدين و ستار الحياء..