٢١

4K 215 66
                                    

استيقظت في المستشفى ليُخبرني كل من حولي بأنني قد أصبت بانهيار عصبي من الصدمة و فقدت على إثرها وعيي
و أنا الآن بخير والحمد لله.

لم يكونوا يعلموا أنني لست بخير..
لم يكونوا على دراية بأنني قد فقدت قبل لحظات أهم
و أطيب صديق في حياتي.
صديق توفي قهراً و لم أكن أعلم سبب قهره و ظلمه بعد..

خرجت من المستشفى ذلك اليوم و عدت إلى منزله باحثاً عن رقم أهله أو أي شيء يُمكنني من الاتصال بهم ..
و أثناء بحثي في غرفة نومه وجدته..

وجدت دفتراً صغيراً يبدو أنه كان أقرب إلى صديقي مني..
فقد كان عبدالله يكتب فيه يومياته تماماً كما نشاهد في الأفلام الأجنبية..

و فضحه دفتره بعد موته.
فأخذته معي و أحرقته بعد أن قرأته كلمة كلمة أكثر من عشر مرات..
أحرقته بعد أن حفظته عن ظهر قلب وفاء لذلك الصديق ليموتسره معه بعد أن صدمني ما قرأت و زاد إعجابي به لرجولته و قوة تحمله..

ولكن ما كسر بداخلي هو إيماني باالله و بالعدالة السماوية التي لم تنصفه..
ألم يقل الله في كتابه :
(الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات
والطيباتللطيبين والطيبون للطيبات).

فكيف يُجازى ذلك الطيب بتلك الخبيثة..

فكرت في أن أنتقم لصديقي و أفضحها أنا..
لكن وفاء لرجل مات لم أستطع فعل ذلك..
أردت أن أؤذيها بشدة و لكنها بعيدة عني فكيف سأصل إليها و أنا في الرياض و هي في الأردن..

كنت دائم السرحان في البيت و العمل و النادي..
الجميع شعر بشيء غريب نحوي و بأن أخلاقي تغيرت.
فبت عصبياً أغلب الوقت لا مزاج لي للمزاح و لا لتحمل حماقات الآخرين..

أقل غلطة كانت تُغضبني كنت أشتم زوجتي و ألعنها عليها..
تغيرت معها جداً حتى كرهتها، بل كرهت جنس النساء كله دوناستثناء..
و كأنني كنت أعاقبها هي نيابة عن روان التي لم أستطيع الوصول إليها..

كنت أتغيب عن منزلي بالأيام و أهمل واجباتي كزوج ،
أتركهم دون طعام و دون اكتراث إن أكلوا أو جاعوا أو حتى ماتوا..

بت أؤمن أن كل ما آمنت به في هذه الحياة كذبة ،
و قد أستضم بأي عقبة أو موقف يكشف لي ما لم أتوقعه تماماً كما حصل مع صديقي..

بت أؤمن أن النساء كلهن عاهرات ،
و لكن هنالك عاهرةٌ شريفة جريئة تتجاهر بعهرها و عرييها دون خوف و دون أن تتعدى على خصوصية أحد راضية
بتبعات عملهاكعاهرة فلا زوج لها و لا بيت و لا أطفال،
لكنها تعلم أن كل رجال الدنيا هم أزواج لها و تعاملهم على هذا الأساس..

وهنالك عاهرة محجبة ترتدي جلباب و تقرأ القرآن و تصوم
رمضان ..و تلك هي الأخطر و الأخبث ..
عاهرة تخون في الخفاء و ترفض تحمل تبعات تلك الخيانة ..
فهي تريد أيضاًأن تتزوج و يكون لها بيت و زوج شرعي
و أولاد..
عاهرةٌ تختبئ خلف الدين و ستار الحياء..

كن خائنا تكن اجملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن