عاد عبدالله يوم الإثنين إلى المنزل ليجد والدته في انتظاره
و نظرات الغضب تعلو وجهها..
فأمرته بالجلوس فور وصوله و بدأت بالحديث :
" انت أبوك مش موافق و حكتلي انو موافق ؟!
كيف بتعمل هيك ؟
حكى مع أخوك رعد و حكاله إنو غضبان عليك و علي أنا كمان..لإنو مفكر إنو أنا بعرف إنو مش موافق و اتحديته
و رحت خطبتلك البنت..
يعني عشان إنت تتزوج بتخرب بيت إمك بإيدك ؟!! "هنا صعق عبدالله من تلك الكلمات و تأثيرها ..
فأجابها بندم ..
" والله آسف يما بس ما كان بايدي أي حل..
هوه مش موافق يخطبلي مع إني ما طلبت منه أي مساعده
وإنتي ما رح تخطبيلي إذا هوه ما سمحلك اتروحي و تخطبيلي.. وكل سبب اعتراضه عالبنت انها فقيرة
و من البقعه ،يعني لو في سبب مقنع كان الواحد حكى معلش.
سامحيني .
و خلاص إذا انتوا ما بتحبوني و ما بدكم اياني هسه باخد أواعيي و بطلع من البيت..
أنا ما كان قصدي أخرب لك بيتك ولا فكرت أصلاً
شو ممكن يصيربعدها..
أنا كان كل تفكيري إني بس أقنعك تروحي معي و تخطبيلي..
أنا آسف سامحيني"و أمسك بيد أمه و قبلها مكرراًاعتذاره ، إلاّأنها التزمت الصمت ..
فقد وقعت في مأزق لن يكون الخروج منه بالأمر الهين ..
فزوجها مقتنع تماماً بأنها تعلم برفضه لذهابها لخطبة روان
و أنهاتحدته وفعلت ذلك متعمدةً.فردت عليه بعد صمت طويل :
" وهسه شو بدو يقنع أبوك إنو أنا ما تحديتو و إنك إنت كذبت علي عشان أروح معك ؟!"فأجابها مبتسماً "خلاص ما عليكي أنا بحكيلو" ً
فردت بسخرية : " ليش رح يرضى يحكي معك بعد اليوم ؟!
خلاص إنت و أنا صرنا على القائمة السوداء " .فأجابها عبدالله الذي ارتاح قليلاً لأنه شعر بأن والدته قد تقبلت الموضوع " خلاص ما عليكي
أنا رح أحل الموضوع بس خلينا هسه انركز بحفلة يوم الخميس..
اللي صار صار و بابا أنا رح أضل أتأسف منو العمر كله
ولو شو ما بدو رح أعملوا عشان يسامحني و هو قلبه طيب رح يسامحني و يتفهمني إن شاء الله"فردت الأم بعد أن شعرت بأن الأوان قد فات على التراجع
" يلا خلينا انشوف شو آخرتها معك إنت و الست روان،
الله يجيب اللي فيه الخير"ذهب عبدالله لغرفته ليكلم روان كالمعتاد و يطمئن عليها
و على التجهيزات لليلة الخطبة..
و هي التي تكفل اخوانها بترتيب كل شيء بما أن الحفلة ستكون للعروس وفي بيت أهلها،
ولم يكن على العريس سوى الإهتمام بدفع التكاليف..لحظات تمر و أيام تمضي وإذا به اليوم الموعود..
اليوم الذي تزين به عبدالله و تعطر بالعود..
يوم إشهار خطبته لتلك السمراء سيدة الحسن و الجود ..ذهب عبدالله و أسرته الصغيرة للحفلة بعد أن تألق
و لبس بدلته الجديدة التي اشتراها خصيصاً ، لتلك المناسبة
و بدأ الاحتفال بوصول العريس الذي جلس بجانب عروسه.
وبدأت الفتيات بالرقص أمامهما فرحاًعلى أجمل أغاني الحب والغرام و همت أم روان و أختها نهاية بتقديم واجب الضيافة للمعازيم ..
وكعاداتهم في الأعراس و حفلات الخطبة ،يكون هنالك كوبين خصيصاًللعروس و العريس قد زينا بأجملزينة
بنفس لون فستان العروس..
حيث يمسك العرسان بتلك الأكواب و يسقي كل منهما الآخر أمام الضيوف،كعلامة على الارتباط و نذر النفس لخدمة الآخر مدى الحياة..
إنه ميثاق حب على الطريقة الشرقية..