انقضت الأيام و الحب بين روان و عبدالله ينمو سريعاً
و يزداد معكل إشراقة صباح..
و كما يقول المثل :
"ما محبة إلا بعد عداوة "فعلاً تضاعف حب عبدالله لروان بعد ما حدث بينهما،
فلا يؤثر في النفس البشرية أكثر من أن تشعر بأنك ستفقد بعض الأشياء التي تحبها ،أو تفقدها لبعض الوقت لتعرف قيمتها ، ثم بكرم الله تعود إليك..عاد عبدالله ذات يوم و قد قرر أن يستمر في مشروع زواجه من معشوقته ليثبت لأعمامه أنه رجل فيهم و من دونهم ،
و أنه إن شاء أن يغزو العالم وحيدافسيفعل..
و إن اضطر إلى أن يحفر نفقاً في جبل بيديه العاريتين ليصل إلى محبوبته السمراء فسيفعل أيضا..اتصل عبدالله بروان في إحدى تلك الليالي الرومنسية ليجدوا حلاً :
" مرحبا يا سمرتي كيفك ؟!أهلين يا بيضتي ، مشتاقالك موت"
هنا ضحك عبدالله حتى دمعت عيناه..
فقال لها " ليش سميتيني بيضه ، ولا لها الدرجة أنا زنخ بعينك "فأجابته " لا حبيبي إنت عسل بعيوني بس لأنك أبيض ،
مش أنا سمره و انت بتناديني سمرتي ، و انت أبيض
و أنا رح أناديك بيضتي حبيبتي "هنا طار عبدالله فرحاً..
هنا قام قلبه يتراقص طرباً على أجمل غزل قدسمعه
في حياته..
كلمات خرجت من القلب فأصابت القلب و استقرت به..
فأجابها " حبيبتي يا سمره
وك أنا مش عارف انتي وينك من زمان وين كنتي متخبيه عني ؟!فأجابته و ابتسامة دلع و غرور قد رسمت على وجهها :
" والله بتعرف كنت مشغولة بدراسة الجامعة و هيك أشياء يعني ."فضحك عبدالله مجيباً " لا يا شيخة "
فردت " اه و الله"
ثم سألها عبدالله ماذا سنفعل في موضوعنا و كيف سأتقدم لخطبتك من دون جاهة أو رجال يطلبونك لي ؟!
فأجابته " عادي حبيبي أن بدي اياك انت و ما بدي حدى غيرك..ما بهمني حدى غيرك ، أنا بدي البيضة و بس ،
خلاص أنا رح أحكي مع اخواني بكره و أشرحلهم الوضع
و رح أحكيلهم انو أبوك و أعمامك مسافرين و إنك لحالك هون عشان هيك رح تيجي لحالك بدون جاهة "فأجابها متعجباً : " ورح يوافقوا ؟ "
فردت بابتسامة واثقة " خلاص يا بيضه ما عليكي
اتركيلي الموضوع هاد علي..
أعطيني يومين بس أظبط الأمور و بردلك خبر إن شاء الله شو بصير معي"ثم أكملا حديث العشق و الغرام و أبحرا سوياً في بحر الأحلام..
روان ستتولى أمر أهلها..
ولكن من سيتولى أمر أم عبدالله التي لن تذهب معه يوم خطبته أو تزور أهل روان دون أن يوافق والده ؟!!
فكيف هو السبيل و الخلاص من ذلك المأزق؟!.انتظر عبدالله إلى أن ردت عليه روان بأن أهلها لا مانع لديهم و أنهم يُقدرون ظرفه و هو أن والده و كل أعمامه يعيشون في الغربةوليس لديه من ينوب عنهم في الخطبة و يطلبون منه أن يتقدم لخطبتها وحيداً.. فلا مانع من ذلك..
فرح عبدالله فرحاً شديداً و عاد إلى والدته ليخبرها بأن المشكلة قد حلت و أنه سيتقدم لخطبة روان..