سُخرية

150 10 6
                                    

كان هناك شخص يشعر دائمًا كما لو أن الأرض قد خلت من البشر، لا ينتمي لأحد ولا لأي شيء سوى نفسه..
يلتفت يمنةً و يسرة ولا يجد سوى نفسه في كل الاتجاهات..
وكأنه وجد ليكون لغزًا محيرًا يصعب فهمه.. 
حدث ذات مرة بأن أحب شخصًا و تبادلا الحُب معًا! ياللعجب!! لقد كانت معجزة بالنسبة له؛ بينما لم تكن كذلك للطرف الآخر.. كان حدسه دائمًا مايخبره بأن يبقى بمسافة آمنة منه ولكنه لهذه المرة، تجاهله قليلًا..!
(معجزة لا يفترض بأن تكون كشيء سيء أليس كذلك؟)
بالرغم من ذلك توخّى الحذر بينه و بين نفسه كعادته بما أن حدسه كاليقين.. كان الطرف الآخر يحاول فك شفراته وفهمه!
(إنه كاللغز كما تعلم، ياللهول!)
لم يتمكن الطرف الآخر من ذلك وأعلم بأنه لا يريد! كشخص يحب البقاء في الأسطح وعلى السطح دائمًا!
كانت بينهما فجوة عميقة فكلاهما مختلفان!
شخص غريب الأطوار يحب الغوص في الأعماق و شخص سطحي تغرقه الأعماق وليس أهلًا للغوص!
أتي ذلك اليوم و تلك اللحظة التي تخيلها وعاشها قبلًا..
لقد أتت الأعذار الواهية مع الدموع الزائفة كما اعتاد الطرف الآخر على إجادة التمثيل، رغبة منه في الانفصال! وافق بابتسامة باردة..
لحظة! كان هناك تساؤل! "ألم يتحرك بداخله شيء؟ أيشعر بلا شيء؟" حسنًا لقد كنت أعلم! ليس شيئًا مُستغرَبًا!! لم يشعر بشيء حينها...!
(إن الشكوك حين تنشق كفلق الصبح أمامك وتصبح يقينًا، تكون كالضربة القاضية التي ينقطع معها الشعور والحياة وكل ذلك.. كما تعلم ذلك)!
مضوا قدمًا.. كان يحمل نفسه بكل خفة، لقد تخدر من ألمه، انفجر ضاحكًا من يأسه.. وتمنى.. تمنى من أعماق قلبه بأن بقي وحيدًا لا يكدر صفو سلامه أحد..

لمن لا يهمه الأمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن