ثم شاءت الأقدار بعد ذلك ليعود له حبيبه باكياً بعد خذلانه طالباً العفو والصفح الجميل..
ياللسخرية! بعد كل تلك الفوضى التي أحدثتها؟ من أنت؟ وأي عفو تتحدث عنه وقد عفى عليك الدهر؟
بينه وبين نفسه فقط لم يجرؤ على قولها، فقد كان يومئ برأسه موافقاً على ذلك ومُرحّبا به، ايماءة ولكنها تحمل خلفها الكثير.
ليست موافقة فحسب بل لأنه كالشجرة العملاقة التي يستظل بها الخائف ويلجأ إليها المحتاج، ويأكل منها الفقير، لكنها قد تسحبك إلى أعماقها تحت الأرض فلتحذر! أو قد تخرّ عليك فتموت!
ليس كذلك أيضاً فحسب.. بل لأنه عزيز نبيل لا يذل المحتاجين، لقد أراد نشر الطمأنينة والسلام! ربما إلى أجلٍ مسمى ليس إلا...
لم تكن موافقة أقسم على ذلك.
ولكن كانت كل شيء في آن واحد، عدى أنه يريد الانتقام بالرغم من أنه قادر على ذلك وبكل غلظة وصلابة!
عزيزي العائد! أنت لا تدرك مع من تتحدث صدقني، بالرغم من انك كنت الأقرب لي، ربما إيمانك بي هو من جعلك تعود، تعود إلى حيث السراب، لا آسَف على هذا القول، فقد تغيرت الأرض بعدك..
هلك من فيها... ايمانها، ثمارها، أنفاسها، طمأنينتها، وعصافيرها..
آمل ألا تكون قد ضيعت وقتك فيما هو ليس لك بعد الآن.
أنت تقرأ
لمن لا يهمه الأمر
عاطفية- مقتطفات من حياة شخص ذو هالة مظلمة - لعلك تشاطره جزء من هذا الظلام