حُرقة

23 3 0
                                        

عقلي وقلبي يتقيآن كل يوم، لم يعدا يتحملان كل هذا الكم من التلوث، أعني التلوث الفكري كخلط الدين بالعادات مثلاً والرؤية الضيقة عوضًا عن التفكير من جميع الزوايا، التلوث الشكلي أو ما يفترض تسميته بالاستنساخ! هل سمعتم بهذا القرف؟ انه استنساخ من نوعٍ مختلف، يكون عن طريق اختيار الأشكال من القوالب والنماذج.. حقًا تلوث وزيف.. لا افهم هذا النوع من العقد ولا تستثير فكري معرفته حتى! أيضاً ضوضاء المدينة، ليست تلوثًا وحسب بل تبدو كما لو أنها وضعت مكبرًا صوتياً بفيها..!
اصوات المشاجرات في الطابق العاشر، طبخ جارتنا للأرز والقهوة العربية.. بخور جارتنا الاخرى يبخر منزلنا أيضاً!! وطقطقة بناء العمارة في آخر الشارع، أصوات السيارات وشاحنة البضائع..
كل شيء تسمعه وتحسه وتشمه! حتى لو كنت ترفضه وتكرهه! وكأن مساحتك ليست لك وكأن الجميع يقطن معك في ذلك المنزل المثقوب..
اختناق وحرقة!
كيف لهذه الحياة أن تكون صحية لك وأنت أشبه بالمتسول، منزله عام، أعني أرض فضاء؟؟
لست أرجو بيتًا مصمتًا فأنا أكره الهدوء المطبق والإزعاج بنفس الوقت، قد يكون الازعاج أحياناً أبراج الهاتف ذو الترددات العالية، ليس فقط اشياء مسموعة.. لكن الأخير أكثر مقتاً بالنسبة لي!
ربما هذه الحياة والشبكات وما إلى ذلك هي سبب كل تلك الازمات النفسية..
هل سبق أن طرأت في بالك تلك الفكرة؟ أتصدقها؟

أنا شخصياً اؤمن بذلك.. نعم أفكاري ليست مدروسة أحيانًا ولكنني أؤمن بنفسي وأنني لا أفكر بشيء عبثاً ...

لمن لا يهمه الأمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن