رسائل 🍃

22 2 7
                                    

البارت الثامن ~ 🖤 ~
‏— لا اجيد التصنع أبداً ، أُظهر شخصيتي
على حقيقتها فإن راقت لأحد يسعدني ذلك
وإنْ لمْ أروق له فليعلم أنني لم أُخلق لأرضيه 🥀
___
تخرجُ جوجو من الشركة تغني بصوتٍ منخفض علّها تواسي نفسها في هذا الوقت المتأخر من الليل فتشعرَ كأن أحداً من خلفها يتتبعها ، تبدأ بالإسراع شيئاً فَشيئاً بالسير ... فتتعثر بحجر كان على الارض وتقع ، تحاول النهوض لكن بالفعل امسك بها ذلك المنحرف من اكتافها ، كان يبدو بأنهُ ثملٌ منْ صوتهِ اتْضحَ ذلك
الرجل : أيتها الفتاةُ ....هيي! كيفَ لفتاةٍ جميلة مثلكِ أن تسيرَ بهذا الوقتِ من الليل هيا دعينا نذهب معاً أفضلُ من أن تسيري بمفردكِ هنا 
جوجو تضع يدها على قدمها : يا ابتعد عني ماذا تفعل ! - تتعلثم بكلماتها وتغلق اعينها بقوة متألمةً من قدمها
ليحاول الاخر بدوره ان يسحبها معه
جوجو : يا اتركني ماذا تفعل
الرجل يضع يده على وجنتها : ما بكِ يا فتاة لما انتِ خائفة ، ربما لا تعلمبن انك نوعي المفضل هي لنحظى ببعض المرح هيا لا تترددي - يضحك بطريقةٍ مخيفة
جوجو : يا ابتعد عني ، ماذا تظنّ نفسكَ فاعلاً ! - تحاول جاهدة من منع دموعها بالنزول لكن ملامح الرعب تظهر على وجهها
تقف جوجو بصعوبة ليضع الاخر يده على خصرها بطريقة منحرفة
لكن ذلك الشّب الذي كان يمشي بالقربِ من هنا لم يتردد بمساعدتها حتى لوْ لم يكن يعرفها ، يضربهُ بقوة ويوقعهُ أرضاً
جوجو تفتح عيونها بصدمة : ما..مارك !!
مارك : يا إلهي إنها أنتِ... لم أرى إنكِ أنتِ !
جوجو : يا حتى وَلوْ عرفتَ أنها أنا ألن تساعدني ؟؟
مارك : ايشش امزحُ معك تعالي نبتعد عن هذا المنحرف
جوجو : لكنني...
مارك : ماذا ؟
جوجو : لا أستطيع السير أعتقدُ بأن قدمي تأذّت قليلاً...
ليتنهد الآخر ويحملها بين يديه بينما تنظرُ لهُ الأخرى بصدمة
يضعها على أقربِ مقعدٍ ويجلس على ركبته امامها
مارك : أيُّ واحدة تؤلمكِ - ينظر الى قدميها فتشير الاخرى الى قدمها التي تؤلمها
يضع يده بلطف على قدمها وينظر لها ويحركها بخفه : هل تؤلمكِ هكذا
جوجو: و..واه فقط قليلاً لكن لا داعي للقلق يمكنني الذهاب للمنزل لكن لديّ سؤال لك
مارك ينظر لها ويومىء ليستمع الى سؤالها
جوجو : انت... انت ماذا تفعل هنا في هذا الوقت ؟
مارك : لقد خرجتُ لأستنشق بعض الهواء وانظر الى هذه النجوم حقاً أرتاح حين أفعل هذا الشيء ، كما أنني أخاطبُ والداي قليلاً وأخبرهم بتفاصيل يومي
جوجو: هل...
مارك : واه اعرف ماذا ستسألين نعم لقد فارقاني والداي عندما كنت صغيراً لهذا اعيش الان مع اختي التي تكبرني ببضعِ سنوات - يتنهد
جوجو : واه اسفه إنْ فتحتُ لك المواجع...لم أقصدْ
مارك ييتسم بخفه : لا عليكِ انا بخير
——
يدخل هذا الرجل القاسي الى غرفة ابنته التي تجلس وحيدة تحاول الاتصال بأحدهم وبوالدتها خصيصاً ، والدها يجلس على طرف سريرها
والدها : ماذا تحاولين أنْ تفعلي ؟ - ينظر لها بنفاذ صبر
ليسا : لماذا تفعل هذا بي لماذا ! أَلستَ والدي ؟ كيفَ يفعلُ الاب بابنتهِ هكذا ! ماذا تظن نفسك فاعلاً ! - لتصرخ بآخرِ جملة
والدها : اعتقدُ أنه لم يجدي الدلال نفعاً لذا علي استخدام هذا الطريق الصارم معكِ ، لكن هل حقاً تظنين ان والدتك ستجيب على مكالماتك وستعود الى هنا ؟ - يقهقه بسخرية
ليسا تذرف الدموع وتنظر له بانكسار وبنبرةٍ ضعيفة هشة : دعني اذهب لما علي ان اعاني هنا اريد الذهاب لما تفعل ذلك بابنتك الوحيدة - تقف ليسا تحاول الخروج من الغرفة لكنه يمسك بيدها بقوة ويصرخ : لا لن تفعلي ليس بعد الان لن ادعك تذهبين، وأنتِ ستتقبلين هذهِ المرأة التي أحبها ولن تقفي بطريقي ! ما تفعلينهُ الآن سخيف لا يجدي النفع
ليسا : حقاً ؟ إذن ما تفعلهُ أنت أكثرُ نفعاً! تقضي وقتكَ مع هذه العاهرة وتخافُ على مشاعرها...ومشاعرُ ابنتكَ ليست بمهمة
لحظة صمت...بقيَ الأبُ صامتاً حتى خرج من الغرفة وأعادَ إغلاقهِ بالمفتاح
ليسا تحاكي نفسها بينما تبدأ دموعها بالنزول على خديها الناعمين : أفتقدُ ابي ...أتفقدهُ وبشدة... لقد ذهب أبي الآن ! وَ كأنه الآن شخصٌ آخر ذهبت روحهُ القديمة المرحة واستُبدِلت بروحٍ قذرة باردة ،أين امي افتقدها بشدة رغم انها لم تعطني ذلك الحنان الذي تحتاجه كل طفلة الا انني اكتفي برؤيتها هنا بجانبي ...لما يحصلُ هذا لي...هل هذا هوَ إنذارٌ من الرب لتنتهي حياتي ؟...- تستلقي على الارض تضم قدميها بقوة وتغلق أَعينها وتستمر بالبكاء وكأنها استخدمت كل طاقتها في التفكير الزائد وها هيَ الآن تفقدها -
——
تمشي في غرفتها بجانب سريرها بتوتر فهي لم تأكل شيئاً منذُ أيامٍ عديدة ، تظهر على ملامحها آثار التعب والإرهاق ، لقد جاء مارك سائلاً عنها في إحدى الايام لكن قيل له أنها ذهبت لزيارة جدتها وسألت عنها صديقتها جوجو فقالوا لها ذهبت في رحلة مهمة ، وجينيونغ معتقداً أنها تستمتع مع عائلتها المزيفة ، حاولتْ الهرب لكن باب غرفتها مغلق ليلَ نهار
ليسا تكتبُ على ورقة تحاول أن تُخرجَ ما بداخلها لعلّها ترتاحُ قليلاً فهيَ لا تمتلك الآن شخصاً لإخبارهِ بما يحدث معها  "- في لحظةٍ ما ترىٰ ذاتَك وكأنَها لوحَة جميلة، يَعلوُها غِلاف زُجاجي رقيق وهَش، لوحة مُعلقة علىٰ مِسمَار مُهترئ مَغروس في جِدار قَديم ومُتهالِك، المِسمَار الذي يُمسِكك في الجِدار خَرج عن مَكانهِ قليلاً، عاجِز عن حملك وقتاً أكبر،
يُقابلك باب نِصف مَفتوح، يُغلق أحياناً ويُفتَح في أحيان أُخرىٰ، باب يَفصِلكُ عن العالم بِكُل ما فيه، يَدخل من هذا الباب أُناس كُثر، أشخَاص بِأذوَاق ورؤىٰ مُختلفة ،
البَعض مِنهُم يَقف علىٰ بُعد مِنك يتأمَلك طويلاً ثم يذهب، والبَعض لا ينتبه لك أساساً، وكُلما صَفق أحَدهُم البَاب في وجهَك، تتأرجَح علىٰ الحَائط تُوشِك علىٰ السقُوط، لكنك وببساطة لا تسقُط..
في زمنٍ ما ..تَمنيتُ لو يَعبر من الباب مَن يقف بجانِبك ويُشارِكك أنتِظارك لشيءٍ ما، شَخص يَنتبه لِمُعاناتك وأنت مُعلق بلا تَوازن، ولَست في مَكانك الصحيح، وأن نسمة هَواء مَهما كانت صَغيرة قادرة أن تَهزك فَتكسرك، أن يَبتسم لك حين يَجد ما يَحويك مِن جَمال ونَقاء، يمحو عَنك ما تَراكم مِن غبار الأيام ، أن يَجد لك مَكان أفضَل بعيداً عن أي شيء يُمكِنه أن يُوقِعك فَتنكسِر..
كان هذا منذ زمن..حين كُنت تَمتلك رغبة وقُدرة علىٰ الإنتظار..
الآن تَدعو أن تُنبت لك يَدان ورِجلان، أن تَقف مُتشبثاً بِمكانَك لِوَحدَك بكُل قُوتَك وجُهدَك، وفي لحظات الضُعف واليأَس تتمنىٰ لو لك القُدرة أن تَميل بِذاتك أرضاً،
لو لك الخِيار أن تَقع فتكسر نفسك بِنفسك..! - أحسّتْ بسكينٍ كبير يغرزُ نفسهُ في قلبها الصغير لتقف وتبكي كالمجنونة تُخرجُ ما بداخلها وتمزقها وترمي بِفُتاتِها على الأرض ترمي بكلِّ شيءٍ حولها على الأرض وتصرخ لتفقدَ كل ما فيها من قوة
تجلس على الارض لترى من بينِ الأشياء التي على الأرض صندوقٌ يحملُ الكثير من الذكريات من بينها صور تجمعها مع والديها معاً ، نعم تبدو لَمَنْ ينظرُ إليها كعائلةٍ يملؤها الحنان ،  لكنها بالواقع ...ليست كذلك 
- تفتح ليسا الصندوق وتبكي ولكنها تجد رسالةً غريبة لم تكن موجودة من قبل فتبدأ بقرائتها كان محتوى هذه الرسالة يحملُ المعاناة كأنَ الرسالة تبكي ألماً ، وكأن الحروف تبكي حزناً على هذهِ الفتاة المسكينة
" عزيزتي ليسا أنا أمكِ ، أعتذر لكن كان علي الذهاب ، لقد اخترتُ مرض جدتكِ كحجةٍ للهرب اعترف بأنني جبانة ولا استحق ان احمل صفة الامومة ولا أقدرُ تحمّل المسؤولية ، لقد تركتُ صغيرتي بين يدي والدها ، لكنني حقاً متعبة ولا اريد العودة أنا لا استطيع تحمل تصرفات والدك...أنا لا أستطيعُ إكمال حياتي هكذا ، أنا فقط أريدُ إجازةً من الحياة ، لا بل أريد استقالة من الحياة نفسها ، أرجوكِ سامحيني صغيرتي  ، أرجوكِ لا تذرفي الدموع على أمٍّ فاشلة مثلي، اهتمي بصحتكِ ولا ترهقي نفسكِ بالعمل ، سامحيني على كل شيء لأنني قصّرتُ بحقك ِ ، وداعاً "
تغرقُ الورقةُ بدموعها التي تنزلُ كالبحر إنها تعاني معاناةً عظيمة حتى أنها لا تسطيع الاتصالَ بأحدهم لأنَ وبكل بساطة سُلبَ منها هاتفها أيضاً
——
- انتهى اليارت ✨♥️

أَفْتَقِدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن