الفصل الثاني : آمبروسيوس

189 34 5
                                    


كان الملك "آمبروسيوس" في منتصف العقد الرابع، له جسدٌ طويل للغاية يكاد يُضاهي السماء طولًا، يمتلئ جسده العاري بالكثير من جروح الحروب والمبارزات، مفتول العضلات، عريض الكتفين، وجهه له ملامح قاسية لم يخل من الجروح حيث يمتلك ندبةً كبيرة تحتل جبهته فوق عينه اليمنى وصولا إلى وجنته اليسرى، وعيناه خضراوان خاليتان من أي مظهرٍ من مظاهر الحياة.

كان "آمبروسيوس" قد عاد صباح نفس اليوم وهو يوم التحريم من إحدى الغزوات والتي استمرت لمدة عام، حيث أنه قد غادر "ديستوبيا" بعد أن حضر طقوس صلاة يوم التحريم في العام الماضي، وكان قد أصر على أن يستمر في إحياء تلك العادة وعاد صباح يوم التحريم للحفاظ عليها.

أثناء قيام الملك بطقوس صلاة يوم التحريم في معبده الخاص داخل قصره، تدخلن العرّافات المعبد لكي يشاركنه الطقوس، وكان الملك يجثو عاريًا يغطي جسده بالكثير من القلائد والسلاسل والحُليّ الذهبية.

توقف الملك "آمبروسيوس" عن طقوسه بعد أن أبرقت السماء فأنارت الكون بأكمله، وأرعدت فأطلقت صوت انفجارٍ عالٍ دوى في آذان كل الكائنات الحية في هذا الكوكب.

حين أرعدت السماء بهذه القوة، فتوقف عن طقوسه ناظرًا خلفه ليرى العرّافات الاثنتا عشرة وقد توقفن عن طقوس الصلاة وركعن للملك.

"آمبروسيوس" مُحدثًا كبيرة العرّافات: " "أوفيليا"، ماذا فاتني؟ ماذا حدث في غيابي؟ أين "آندروميدا"؟ ما لي لا أراها بينكنّ؟ ".

تقوم "أوفيليا" من ركوعها وتجاوب ناظرةً للأرض: "بعد غياب سموكم للغزو منذ عام اختفت "آندروميدا" ولم نرها مجددًا، ولكن قيل إنها قد شوهدت في أحد أسواق منطقة العبيد".

آمبروسيوس: " "آندروميدا"؟! واحدةٌ من عرافات الملك الثلاثة عشر .. تعيش في منطقة العبيد؟!! كنت أتوقع لها مُستقبلٌ هائل! دعكِ من هذا، ما رأيكِ فيما حدث الآن، لم أرَ السماء تبرق وترعد بهذا الشكل من قبل، ماذا ترين ؟!".

أوفيليا: "سوف أعرف حال انتهائنا من الصلاة يا مولاي".

يعود "آمبروسيوس" لاستكمال صلاته، يجثو على ركبتيه ويرفع ذراعيه للسماء ويبدأ في ترتيل بعض الأدعية، ومن خلفه تشابكت العرّافات في دائرة ويقومن بتحريك رؤوسهن بشكلٍ متكرر.

آمبروسيوس: " أيتها الآلهة .. أنا الابن .. أنا آمبروسيوس ابن ثيودوسيوس .. حضرت إليكم طالبًا المغفرة والمعونة .. فأنا تائهٌ بدونكم .. فأنا هالكٌ بدون مشورتكم .. فأنا أعمى البصيرة بدون معونتكم .. احضروا أيتها الآلهة .. فنحن بحاجةٍ لبركاتكم.

إله السماء .. أفيض بمائك علينا

إله البحر .. أغرقنا بنعمك علينا

إله الرياح .. أرسل سُحبك إلينا

إله الأرض .. ارزقنا بالثمرات".

ديستوبياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن