يخرج "ثيوفيليوس" من الغرفة ليفتح الباب بعد أن كاد أن يخرج من مكانه من شدة الطرق عليه، ويطلب من "نيستور" الدخول والاختباء بجوار زوجته "ميليسا" و "آندروميدا"، وعندما دخل الغرفة وجد زوجته جالسةً بجوار "آندروميدا" التي تضم طفلها الهادئ إلى صدرها، وكان يبدو عليها التعب الشديد.
يقترب "ثيو" من الباب ثم يفتح بحذر شديد، وينظر للطارق من خلف الباب ليرى مجموعة من الجنود يقفون في ترقب شديد فقال لهم: "بحق الآلهة، لماذا تطرقون بابي في مثل هذا الوقت".
يدفع ثلاثة من الجنود الباب بقوة ليقع "ثيو" مُحدثًا صوتًا مدويًّا، ثم صرخ فيهم: "ماذا تريدون أيها الحمقى؟".
كاد أن يخرج "نيستور" من الداخل قبل أن تتدخل يد "ميليسا" لتمنعه من الخروج، لعل يستطيع "ثيوفيليوس" التخلص منهم.
يتقدم الجنود شخصٌ يبدو عليه الهيبة، يدخل في هدوء أسدٍ يستعد للانقضاض على فريسته التي تستسلم تمامًا منتظرةً الموت ببراثن ذاك الأسد.
يقوم "ثيوفيليوس" وهو ينظر للأسد الرابض في مدخل منزله، ثم استغرق ثوانٍ حتى عرف من هو، إنه المُلازم "بروميثيوس".
كان "بروميثيوس" قصير القامة مقارنةً بالهيبة التي يتميز بها، له بشرةٌ بيضاء تنم عن عيشةٍ رغدةٍ لا تقل عن العيشة التي يعيشها الأمراء والملوك، لون عينيه يميل إلى خضرة الأعشاب، ولكنك ستشعر إنه يرغب دومًا في النوم، فجفنيه نصف مُغلقين بشكلٍ ملحوظ.
يمتلك "بروميثيوس" شعرًا بنيًّا ناعمًا يكاد يُعيقه عن الرؤية بشكلٍ سليم، وعلى الرغم من هذا إلا إنه لا يقوم بتهذيبه معتقدًا أن هذا يعطيه نوعًا من الغموض الذي طالما اقترن بإسمه دومًا، فالجميع لا يعرف من هو "بروميثيوس" قبل أن يصبح أحد أهم ضباط جيش الملك "آمبروسيوس"، ولكن كثرت الأساطير والحكايات حول تاريخه قبل ذلك، فالبعض يقول إنه أخٌ غير شرعي للملك، وهنالك من يقول إنه ليس من "ديستوبيا" وقد حملته الأمواج إلى تلك البلدة اللعينة ليعاني مع شعبها، ولكن حدث ما هو عكس ذلك تمامًا وهو أنه زاد من معاناة ذلك الشعب.
لقد كان "بروميثيوس" واحدًا من أكثر ضباط الجيش عنفًا وقوةً، ليس قوة جسده فقط، بل قوة وصلابة قلبه أيضًا، فإنه يمتلك قلبًا في قساوة الحجارة، بل ربما أكثر قسوة، فكانت نهاية العشرات من شعب "ديستوبيا" على يد هذا الوسيم اللعين.
يمتلك "بروميثيوس" بلطةً لم تسلم من أساطير وحكايات شعب "ديستوبيا"، فالبعض يقول إنها بلطة الشيطان ذاته، وقد أهداها لــــ "بروميثيوس"، ولكن من المعروف عن البلطة أن "بروميثيوس" يقوم بلعق دم ضحيته من على شفرتها بعد انتهاء القتل.
ابتلع "ثيوفيليوس" ريقه بعد تعرفه على "بروميثيوس" قاتل النساء والأطفال والشيوخ، الذي لم تدخل الرحمة قلبه قط، ولا حتى على سبيل الزيارة ولا صدفةٍ بحتة.
أنت تقرأ
ديستوبيا
Fantasyيخرج المُلثَّم بعدما تأكد من عدم وجود أي جنديٍ بالقرب يمكنه كشف أمره، وتحرك مُستغلًا ضوء البرق الوهّاج الذي ينير له خطواته، مُتسللًا بين بيوت شارع "الحدادين" حتى خرج منه ووصل لشارع "الكسندرا"، وبات يتسلل من هذا البيت لذاك حتى وصل أخيرًا لهدفه.