أحيانًا لا تسير السفن كما نشتهي و نسقط ضحايا للخديعة..لظلم أقوى منا..
العشق يمكنه أن ينكسر و لكن هل يموت بهذه السهولة ؟! هل للنسيان سلطة على القلوب كما العقول ؟! أم أن القلب يميز أحباءه دائما ؟!
###بصداع رهيب و رأس ثقيل بدأت تتحرك في عدم ارتياح..تحاول فتح عينيها و لكنها تشعر بصخور على جفنيها..
بعد بضعة محاولات تم المراد و لكن الحقيقة كانت صادمة..هذا لم يكن مكانًا تعرفه..إنها غرفة مطلية بالأبيض و ضجيج أجهزة تميزه يكسر الصمت حولها..إنها في مشفى !! و لكن ماذا بحق الله تفعل هي في المشفى ؟!
فتح الباب لتندهش الممرضة من فتح رحمة لعينيها و تذهب مسرعة لتنادي الطبيب..استيقاظها كان معجزة !!أتى الطبيب مسرعا يفحصها و هي لا تزال مستلقية و متحيرة مما يحدث ؟!
أين هي بحق الله ؟! و نديم..أين نديم ؟! ماذا حدث لحبيبها ؟؟ و كيف وصلت هي إلى هنا..-" آنسة ملك..لقد نجوتِ من الموت بأعجوبة..الله يحبك و يبدو أن عزيمتك قوية..حمدا لله على سلامتك.."
ملك ؟! من ملك ؟! لماذا انقلب كل شئ رأسًا على عقب ؟!
بحلق جاف حاولت الاعتراض على كلمات الطبيب و لكنه بادر أولًا..-" أعلم أنكِ متحيرة الآن..على الأرجح أنت تعانين من فقدان الذاكرة و لكن هذه ليست مشكلة ستتأقلمين رويدا رويدا..للأسف لم نجد معكِ أي معلومات للاتصال بعائلتك..الآنسة رضوى ستحضر لكِ أشياءك و هذي وقتك كاملا..
لا تجبري نفسك على التذكر..كل شئ في ميعاد!! "لم يعطها أحد الفرصة على الاعتراض و لا قول شئ..الممرضة أعطتها أشياء بابتسامة و قالت أنها ستعود بعد قليل..
تركوها جميعًا فريسة للحيرة و الجنون..من ملك ؟! و عن أي فقدان ذاكرة يتحدثون ؟!بحث في الأشياء أمامها بعصبية شديدة لعل أي شئ يفسر ما حدث..
هاتف محمول لا تميزه و بطاقة عليها صورتها و لكنها لا تحمل اسمها..
و ظرف ملئ بالأموال..
وضعت الهاتف في أقرب شاحن و فتحته فورًا بحثا عن أي معلومة..
الهاتف كان فارغًا من أية معلومات..كل ما يحويه كان رسالة واحدة..-" لقد منحناكِ فرصة حياة جديدة بعيدة عن جماعة آس البستوني الأسود و كل ماضيكِ..الآن دورك في الابتعاد عن ابننا..و المرة القادمة لن يكون الأمر تهديدا فقط.."
لم تتخيل أن جبروت بشر قد يصل إلى هذا حد..الدموع تجمعت في عينيها..
قلبها يؤلمها بالتزامن مع كل خلية في جسدها..ليتها ما استيقظت !!
لقد حصلت على كل شئ في ليلة واحدة و الآن ذهب كل شئ مثلما أتى..
أسندت جسدها إلى السرير مرة أخرى في مرارة..تفكر كيف لها أن تكسب حربًا لم تخضها في المقام الأول !! كيف لها أن تستعيد نديم و هل هو يرغب في أن يتم استعادته ؟!
أنت تقرأ
وعد أسود
Romanceيقولون أن الحياة مقامرة..لا شئ دائم !! شئ واحد فقط لا تكسره الحياة..لا يشوبه الخداع.. إنها وعود الموت..وعود لا يمكن سوى للعشاق أن يقيموها..وعود سوداء!! ### لم يعرف شيئا في حياته سوى السواد و السلاح حتى أتت هي...