آس البستوني

1.3K 21 4
                                    

إن بداية الكارثة هي تلك التفاصيل الصغيرة التي لا نلقي لها بالا..
        كورقة آس بستوني سوداء تظهر فجأة في تفاصيل يومك..
                            احذر آس البستوني !!
                                       ###
في الوقت الحاضر :

يمسك بيدها في ذلك راكضا في ذلك المرور المظلم المؤدي للسطح..
       وقفا عند الوصول..أنفاسهما ذاهبة و صوت الخطوات خلفهما يقترب..
اقترب من الحافة لينظر..حمام السباحة في الفندق المجاور هو أول ما اصطدم به نظره..
      إنها مخاطرة..مخاطرة قاتلة و لكن اذا لم يفعلاها سيكون الموت نصيبهما على أية حال!!

-" رحمة.."

نادته بينما لا تزال هي فزعة..حائرة تنظر تجاهه تارة و تجاه السلم تارة أخرى..
تنهد بغضب مختلط مع القلق..سار إليها بخطوات واسعة رجولية..
سحبها من يدها و لا تزال هي من الصدمة غير واعية..

-" لا أستطيع فعل ذلك..لا أستطيع !! "
قالت عندما اقترب بها من الحافة و فهمت هي ما يرمي إليه من نظراته..

-" ذلك الباب المغلق ان يصمد طويلا حتى يكسروه..ثقِ بي !!
هل خذلتك قبلا ؟! "

نظر لها مباشرة في عينيها..يعلم كم تحتاج هي إلى القوة في هذه اللحظة..
ليس سهلا أن يوضع المرء أمام الموت لشئ لم يرتكبه..
أن تقتل و ليس لك ذنب..الإحساس وحده فظيع !!
لم يمهلها التفكير طويلا..مع أول محاولة لكسر ذلك الباب كان قد ضمها بقوة و أحكم يديه عليها بشدة..
لم تجد شئ تفعله..جمعت جسدها بين يديه و دفنت وجهها في صدره..
تشاهدت ألف مرة..الموت حق..و في عقيدة نديم الموت وعد..
وعد ينوي أن يقيمه مهما كان صعبا..هو اختارها..سيكون معها على هذه الأرض..سيكون معها في تلك الرحلة التي تسبق وصولها إلى الأرض الآخرة..
على تلك الحافة..بينما يضمها إليه..تتسارع ضربات قلبه..لأول مرة تكون بهذا القرب منه..
و لربما ستكون هذه المرة الأخيرة..كيف له أن يفرط بها ؟!
كيف له أن يتركها للألم أو يقودها للموت ؟! لم يتركوا له خيارا..و لكن على الأقل لن يدعها تذهب وحيدة..
     السقوط..لحظة يمر فيها شريط الإنسان كله أمام عينيه..الخوف الارتجاف و مقاومة الهواء..
    ليس مرحا كما تصوره الأفلام و لا ممتعا كألعاب الملاهي..
قاسي..ذلك أقل ما يقال عنه..
    الندم ؟! لربما سيجد المرء أن أكثر ما يسيطر عليه في لحظات النهاية هو الندم..
   تلك الأشياء التي لم يفعلها..تلك الأشياء التي لم يكن يجدر بها فعلها..
و بالأخص تلك الأشياء التي أوصلته لمثل هذه النهاية..
     لحظات سريعة و لكنها مرت كالدهر..اصطدامهما بالماء..لربما كان ذلك  أصعب من السقوط نفسه..
     وجدت نفسها تجاهد لتتنفس بينما تراخت تلك الأيدي القوية التي كانت ممسكة بها منذ لحظات..
    الماء يحمل جسدها إلى أعلى بينما جسده ترك في الأسفل..
        لربما تكون هذه النهاية..و لربما ليست سوى البداية فقط !!
                                 ###
منذ بضعة أشهر :

وعد أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن