إن أصعب ما في الحب هو أن تترك الماضي وراءك..كل مآسيك..خوفك و تعبك!!
التحدي الحقيقي في الحب ليس فقط أن تقبل الطرف الآخر..بل أيضا أن تقبل نفسك !!
أن تنظر لملامحك في المرآة بتروي و تمرر يدك على قسمات وجهك فلا ترى كرها..لا ترى أشباحا تطاردك من أيام خلت و لا ندوبا تطل في روحك تطل آثارها من عينيك..
الحب هو أن تتخلى عن كل ذلك السوء لتنصهر في كيان جديد يضمن لك آمانا لم تعشه يوما..
الحب هو حاضر جميل و غائب يشتاق الناس إليه..
الحب ليس البداية و ليس النهاية..الحب هو الانهائية!!
الحب كالأرض..منه تخرج و إليه تعود !!
###الوقت الحاضر :
الهرب..ذاك حل وحيد حتى تنتهي هذه الأزمة..لا تجد رحمة لنفسها سلوى سوى الأحلام!!
أحلام عن واقع قد تملكه معه يوما ما و قد لا تملكه!! الخوف..الوهن..أشياء أصبحت حاضرة و لا فرار منها..كيف أنه يقاوم تأثير الدواء ليكون كاسمه..ليكون رفيقها في رحلة السفر الطويل ذاك..
إلى قنا..حيث رجال صعيد مصر..حيث الشهامة و الرجولة و الأمان..متعب..تستطيع أن ترى ذلك بوضوح حتى في هذه الظلمة التي لا يكسرها سوى أضواء الطريق الخاطفة التي تمر من النافذة..
عينها مغمضتان و رأسه يتأرجح يمينا و يسارا مع حركة السيارة..يداه لم تفلتا يدها و لا لحظة واحدة..منهك من كل شئ و لكنه لم يكن ليتخلى أبدا !!كان الوصول أخيرا..مررت يدها على وجهه تحاول مساعدته في الاستيقاظ..اجهاد الأيام الماضية مع المرض و الدواء متزامنين مع هذا السفر!! تلك أحمال تهد الجبال و تقتل المرء..
ابتسم ابتسامة خفيفة مثقلة بألم يحاول إخفاءه..أخرج نفسه بصعوبة من تلك السيارة..
جسده مترنح و رؤيته غير واضحة..رحمة تتابعه بنظرات قلقة بينما حملت الحقيبة - الوحيدة - عنه و أمسكت بعضده محاولة أن تمنحه بعضا من الدعم..-" نديم.."
همست باسمه في خفوت و قلق..أغمض هو عينيه و توقف مكانه ليأخذ نفسا عميقا..
يستشعر قربها منه و يحاول أن يستعيد قوته !! الله وحده أعلم بآلامه في هذه اللحظة..لولا أن الله وضعها في طريقه لكان الآن يحفر الأرض ليدفن نفسه فيها حيّا..ما عاد يحتمل !!
ارتجافة سرت في جسده..هواجس كثيرة أخذت تحاول استعمار عقله بينما هو في أضعف حالاته..
آلام حياته تكاتفت عليه..الماضي و الحاضر و لا يزال هناك ما يخبئه المستقبل !!سحبت جسده بهدوء و ساعدته في الجلوس تحت شجرة..تمرر يدها عليه قارئة الرقية الشرعية و بعض آيات القران..
لا يزال هو مغمض العينين و لكن في هذه اللحظة سائل دافئ ينزل منهما!!كان الذهول هو المسيطر في هذه اللحظة..سحبت يدها بعيدا عنه بينما يكسو وجهها علامات استنكار ممزوجة بالألم !!
ترفع يدها و كأنها تخبره أنها تستسلم..لم تكن لتضع يدها عليه راغبة في أذيته..لم تكن لتفعل شئ ضد رغبته حتى و لو كان ذلك يعني أن تتركه يتخلى عن الحياة..
أنت تقرأ
وعد أسود
Romanceيقولون أن الحياة مقامرة..لا شئ دائم !! شئ واحد فقط لا تكسره الحياة..لا يشوبه الخداع.. إنها وعود الموت..وعود لا يمكن سوى للعشاق أن يقيموها..وعود سوداء!! ### لم يعرف شيئا في حياته سوى السواد و السلاح حتى أتت هي...