🖤11🖤

338 41 92
                                    

هيَ وقعتْ من الحافّةِ إلى داخلِ الغرفة، و قدْ ارتطمَتْ رجلاها بالكرسيِّ الذِّي من خلفها فسقطَ هوَ يمنةً و سقطتْ هي يسرةً على كايْ...نعم عليه!

بفضلِ ركضهِ السريعِ نحوها عند اختلالِ توازنها صار لها سجَّادةً حالتْ بينها و بينَ الأرض الصّلبة

"كانَ بودِّي لوْ تركتُ مؤخِّرتكَ ملتصقةً بالأرضيَّةٍ إلى الأبد فالأمر مثيرٌ، خصوصًا و أنَّني أعتليكَ هكذا"

هيَ نبستْ بتلكَ الكلماتِ بعدَ أنْ عادتْ إلى وعيِها و أزيحَ عنها هولُ الصّدمة...ليست في وعيِها تمامًا لكن هذا ما حصل

هيَ نهضتْ عن الأرضِ و سارتْ بخطى سريعةٍ نحوَ حاسوبهِ لتحملهُ من مكانهِ غيرَ مُباليةٍ بذلكَ الذّي قفز خلال ثانيتينِ من مكانهِ مباشرًا بتدليكِ مُختلفِ أنحاء جسده بملامحَ عكّرها الألمُ

"لا أعلمُ كيفَ تجرَّأْتَ على فعل ذلكَ لكنْ...سأتركُ هذا معي كيْ أبحثَ فيهِ عن صورٍ لكَ و أنتَ عاري أو و أنت طفلٌ لطيفٌ كيْ أُهدِّدكَ بنشرِها لوْ اتَّخذتَ قرارًا غبيًّا بقتلِ نفسكَ مجدَّدًا و..."

تمّتْ مُقاطعتُها بدفعهِ لجسدِها على الجدار كي يرتطِمَ بهِ ظهرُها بقوَّةٍ جعلتها تتأوّه ألمًا

"ماذا تفعلين هُنا؟! ما الذِّي تريدينهُ منِّي؟!"
نطقَ كلِماتَهُ بغضبٍ مبالغٍ فيهِ و صوتٍ مرتفعٍ عكسَ لها العدوانيّةَ التّي كنَّها إليها في تلك اللَّحظة، و إثرَ ذلكَ وقعَ منْ يدِها الحاسوبُ مُحدثًا صوتًا جعلها تجفلُ و تُغمضُ عينيْها بقوَّةٍ لامتصاص الصدمة من جهةٍ و للتّخفيفِ من الألمِ الذي سبّبته يده لعنقِها من ناحيةٍ أُخرى

هيَ أمسكتْ بياقةِ قميصِهِ و خاطبتهُ بنطقٍ متقطِّعٍ و قدْ تكوّنت دموعٌ بعينيْها بسببِ شعورها بالاختناقْ
"أخبرتُ...أُمَّكَ..بأنَّني هُنا للدِّراسة...لن تجعلني كاذبةً أمامها..صحيح؟"

لمْ تنلْ منهُ ردًّا فتساقطتْ دموعُها لكن هذه المرة بسبب الحزن ، و لأنّها مستاءة منه، ألهذه الدرجة يريد أن يجعلها تختفي من العالم؟

في لمحةِ بصرٍ التصقتْ شفاهُهُما كما التصقَ عقلُ كايْ بالأرضيَّةِ أسفله و اتّسعتْ عيناهُ بشدّةٍ من هولِ الصّدمةِ،  غير أنّهُ و قبلَ أنْ يتقبَّل ما يحدثُ معهُ تمَّ دفعهُ بقوّةٍ فانقادَ إلى القوّةٍ المسلّطةِ عليهِ  و تراجعَ إلى الخلفِ إلى أن ارتطمَ بحافَّةِ سريرهِ و وقعا على سطحه..

مازال يشعرُ بتجوُّلِ نسيجٍ دافئٍ على شفتيه، و بتجعُّدٍ قميصهِ لشدّةِ امساكِها به

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

Cuz of depression × كايحيث تعيش القصص. اكتشف الآن