🖤54🖤

191 27 72
                                    







أخبرَها بأنَّ شعورًا غريبًا يُغرقُ قلبَهُ، ووعدتْهُ هيَ بأنَّها ستنْتَظرُ استقرارَهُ النفسيَّ مهما كلَّفها ذلكَ من وقْت، و بعْدَ ذلكَ تفاجأَ بأنَّ أُمَّهُ قدْ أعدَّتْ لهُ حقائبهُ بالفعلِ و ابتسامةٌ خبيثةٌ تزيِّنُ ثغْرها عندما عادَ إلى المنزلِ بمهلةٍ وهبتْهُ إيَّاها جيني للتَّفكير

                                 •••

«جيني بلُطفٍ رجاءً»

نفسُ الشَّيءِ يتكرَّرُ معهُ كلَّ يوْمٍ و رغمَ أنَّهما اتَّفقا على النَّومِ في غرفتَيْنِ مُنْفصِلَتيْن، بعدَ دقائِقَ قليلةٍ تلي استِغْراقهُ في نوْمٍ كانَ ليكونَ عميقًا تُباغِتهُ جينِي بدُخولِها إلى غُرفَتهِ خلسةً و تحتلُّ مساحةً لا بأسَ بها خلْفهُ من أجلِ حبْسِ عنقهِ بذراعٍ و خصرهِ بساقٍ كي لا يهربَ منها من جهةٍ و كيْ تنامَ هيَ الأخرى و آخرُ ما سُجِّلَ في ذكْرى جسدِها هوَ شعورٌ لطيفٌ محبَّبٌ إلى القلْبِ من جهةٍ أخرى

"ك..كاي"

نبْرَتُها كانتْ مُخْتَلِفة الليلة، مُفْعَمةٌ بالخوْف...و مُتخبِّطَة

"ماذا جيني؟ما بك؟"

سُرْعانَ ما وجَّهَ بصرهُ إليها عندما شعُرَ بجديَّةِ أمْرِها، و ما إنْ لاحظَ دموعَها و ارتجافِ شفتيْها الحادّ حتَّى احتضنَ مؤخِّرةَ رأْسِها بكفِّ يدهِ ليُقرِّبها أكثرَ منهُ و يصير هو المتحكِّم في ذلكَ العِناق

"حدثَ أمرٌ ما؟"

حاولَ أن يخاطِبها بأشدِّ نبرةٍ لطفًا استخدمها يوْمًا، بينمَا يدهُ قد انْشغلَتْ في تدليكِ فروةِ رأسها علَّ ذلِكَ يُهدِّئُ من روعِها قليلًا

"والِدُكَ هُنا"

سيلٌ من دموعِها و صدْمَتهِ نزلَا عليْهِ في آنٍ واحد، و لكنَّهُ لم يرْغَبْ في التسرُّعِ و تصديقِها فقدْ أخبرهُ بيكْهيونْ بأنَّ اضطِرابَ ما بعدَ الصدمة الذي أصابها مؤخَّرًا قدْ يتجلَّى في بضْعة تخيُّلاتٍ لا تمتُّ للواقعِ بصلَةٍ هدفُها الوحيدُ هو حبسُها في ماضيها، أو بالأحْرى مسبِّب صدمتِها

"لا تتحرَّكي!"

أمرها بعدمِ مُغادرَة الغرفةِ و تعذَّبَ قليلًا و هوَ يُحاولُ إقْناعَها بتحْريرِهِ من أطْرافِها و إخْبارِهِ بمكانِ تواجُدِ أبيهِ الذِّي توجَّهَ إليْهِ دون أدْنى تردُّدٍ، لكنْ بكثيرٍ من الخوْف

أخبرتهُ بأنَّها وجدتْهُ في غُرْفتِها، جالِسًا على مقْعَدِها و يحدِّقُ بها أثْناءَ نوْمِها و ابتسامةٌ واسعةٌ مستفزَّةٌ مرتسمةٌ على محياه

هناكَ تأكَّدَ من أنَّها لم تخطئ أو تكْذب

تِلْكَ الرَّائحةُ القويَّةُ و الثَّقيلةُ التِّي خيَّمتْ على المكان، و صوْتُ إغلاقِ بابِ المنْزلِ الذِّي ظهرَ بغتةً ليكسرَ ذاك الهدوءَ المُطلَق

أكَّدَا لهُ أنَّهُما في خطر



~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

Cuz of depression × كايحيث تعيش القصص. اكتشف الآن