🖤31🖤

283 33 65
                                    



*

*

*

~لا تخشى نفسي شيئًا أكثرَ منْ تفرُّدي في غرفتي المظْلمَة، البارِدَة، الهادئَة

ظروفٌ مُلائمةٌ للنَّومِ، لكنْ في حالتي أنا هيَ مُلائمةٌ لنهوضِ أسوأ ما بداخلي

ألتحفُ غطائِي ، أتمسَّكُ بهِ بقوَّةٍ و كأنَّهُ أملي الأخيرُ في الحياة، و ألتصقُ بالجِّدارِ المماسِ لسريري و كأنَّني هاربٌ من شيءٍ ما

طرفُ سرير، مساحةٌ صغيرة، دموعٌ كثيرة، أفكار جمَّة

عندَ تفرُّدي تتبادرُ إلى ذهْني مشاهدٌ بشعة و عناصر ارتبطت ببعضها البعض رغمًا عنها

الميِّتُ و النَّعش، السِّجن و المسجون، المشرحَة و الضحيَّة، الرُّوحُ و جسدي أنَا تحديدًا

لو طُلِبَ منِّي رسمُ صورةٍ كاريكاتوريَّةٍ لي عن نفسي فسأمسكُ بريشتي المهترئة، بألوانِها القاتمَة، و سأرسُمُ قطيعًا، ذئبًا ، و كلبٌ ينهشُ الأخير

القطيعُ همْ النَّاس

الذِّئبُ هوَ أنا

المختلِف، الشاذّ، الضارّ، المفترس

الكلب هو ضميري و ذكرياتي الذِّين يعذِّبونني في كلّ لحظة

ليست صورة كاريكاتورية؟!

رغم وجود الخرفان و تلك الأمور التافهة؟!

إذن دعونا من الأمر

أصلًا أنا أهذي

كالعادَة~

*

*

صوتٌ مزعجٌ تمرَّد على الهدوء، يشبهُ صوتَ شخصٍ يحبسُ أنفاسه أو بالأحرى...ضحكاته؟

كنتُ نائمًا بالفعل، أحلم بكوابيس ليست بالرائعة لأتمسّك بها و أنام أكثر، لذلكَ فتحتُ عيناي ليكونَ أوّل ما وقعَ عليهِ بصري هو تلك الذراع

بما أنَّ كفَّ أحدهم تداعبُ وجنتي اليمنى

مهلًا لحظة!

"ماذا تفعلينَ هنا؟!"

سألتها بتفاجؤ و أنا أغطِّي نصف جسدي العلوي العاري ، لتضحك عليّ بسخرية جعلتني أرفع حاجبي الأيمن عاليا بتعجُّب

"لطيف!"

هيَ نطقتْ بدرامية زائدة و هي تلامس مقرَّ قلبها، أمَّا أنا فحافظت على نظراتي التي تستجوبها عن سبب قدومها إليّ...بعدَ شهريْنِ من اختفائها المفاجئ

"عندما كنتَ نائمًا و كنتُ أُداعبُ وجهكَ بأطراف الأصابع...كنتَ تعبسُ بلطافةٍ و ينكمش ما بين حاجبيك...لطيف!"

أنا لست لطيفًا! و منذ متى و هي هنا؟

كدتُ أن أفتح فمي لأتكلّم لكنّها

خفضت جسدها فجأةً نحوي...خفضته كثيرًا!

قرّبت شفتيها من أذني اليسرى لأشعر بهما ضدّ بشرتي

الشعور مزعج، و صوتها أكثر

صوتها الذي قال لي ما صدمني

" توقّف عن لعب دور العذراء و اخرج من أسفل الغطاء كي تجهّز نفسك...أو سأتكفّل أنا بذلك"

هل تنقلب الأدوار أو يخيّل إليّ ذلك؟

أعني أن الشاب عادة من يفعل هذه التفاهات... الشباب عامةً و ليس أنا خاصّةً...أبدًا!

"ماذا؟!"

سألت

"أعلمُ أنّ الشمس مازالتْ نائمة كما كنت أنت و لكن لتنفّذ! أرغب في ممارسة بعض الرياضة قبل الشّروق ليستعيد جسمي عافيته"

عافيته؟ هل كانت مختفية لأنها مريضة؟ لو هي مريضة فلماذا لا تختفي فقط لتعالج نفسها و لمَ لا تحتفل بالشفاء بعد أن يتحقق لم تزعجني فقطْ؟

ما هذه النظرة الحزينة؟ لماذا تلامس يديها و تبتسم هكذا؟...بحسرة

"آسفة كاياه على اختفائي...كلّه بسبب الحادث و أضراره...لكن لن أختفي مجددا أبدًا أعدك!"

ما اللعنة التي تقولها الآن؟!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

Cuz of depression × كايحيث تعيش القصص. اكتشف الآن