🖤51🖤

225 29 169
                                    

⏳عودة بالزمن⏳

~•~

كانتْ مجرَّدَ عائلَةٍ صغيرةٍ لطيفة مكوَّنة من ثلاثة أشخاص

أمٌّ محبَّة...طفلٌ موهوب...و شرطي فاسد من المفروض أن نلقِّبه بالأب

مرَّت السنوات السبعة الأولى من الزواج بسلاسة و هدوء مبالغين بالنسبة إلى حياة شرطي

الكثير من الحب...الكثير من الدفء و الأحضان...و جدالاتٌ صغيرةٌ تُحلُّ بسهولة

لأنَّ الأب كان عاشقًا إلى أبعد الحدود... إلى درجة توريطِ كلِّ من ينظر إلى زوجته بإعجابٍ في قضايا وهميَّة، كي يستغلَّ سلطته و نفوذه لاحقًا في تعذيبه بحجَّة الاستنطاق...أو يقوم بالقتل!

أحبَّ زوجته حبًّا جمًّا و تملَّك عقلهُ الهيامُ بسبب الأمان الذي شعر به معها..بضحكاتها و لمساتها

لكنَّها كسرته! عندما هربتْ منه يومًا متَّجهة إلى مركز الشرطة كي تشتكي به...بعدَ أن لاحقته يومًا إلى المجهولِ و في نفس الساعة التي يستأذن فيها يوميا للخروج من المنزل و القيام بدوريات ليليَّة...لكنَّه بدا لها غريبًا بعد عودتهِ إلى المنزل

تلكَ الليلة كانتْ الأولى التي ترى فيها زوجها يهدِّدُ أحدهم بالقتل و يفعل...لأنَّ الأخير لم يقدِّم له حصَّته الكاملة من الأموال التي جنياها من بيع المخدِّرات

زوجها أبعدَ التهماتَ عنْهُ بسهولةٍ و نجَّى نفسهُ بسهولةٍ من الشبهات لسببين

الأوَّل هوَ مكانته الرفيعة في عمله و القضايا التي دائمًا ما تُحلُّ فور أن يشارك هو في ذلك

و الثاني هو خلوُّ إفادة الزوجة من أدلَّة نظرًا إلى أنَّ الزوج يجيد حذف آثاره من الوجود...أو بالأحرى من الضحية و الجرائم

طلبتْ الطلاق فحطَّمته و جعلتهُ ندًّا لمن يلفظ أنفاسه الأخيرة من ناحية الشعور بالألم

لم يستطع منعها لأنَّه أدرك جيدا مقدار الكره الذي صارت تكنُّه له، لكنَّه لم يسمح لها بأخذ ابنهما معها

ظنَّ أنَّ قطعةً منها ستساعدهُ على المقاومةِ و العيشِ أكثر على سطحِ هذا الكوكب...فحتَّى لقاؤهما الأوَّل حدثَ و هوَ على مشارفِ الانتحار و الموت بعد الكثير من اليأس و المزاجية اللذان تحكَّما به لفترةٍ طويلَة

دلَّل طفلهُ كثيرًا و وهبه الكثير من الأحضان و الهدايا ليغويه و يبقيه معه، و هذا الطفل ذو الستِّ سنواتٍ قرَّر البقاء مع أبيه، ليتمتَّع بالحبِّ و بقدوةٍ تقيهِ تنمُّرَ أصدقائهِ منه...لأنَّهم يزعمون أنَّه مدلَّل يحتاج إلى إعادة تدوير

الطِّفلُ اختار و المحكمةُ وافقتْ على ذلكَ و أصدرت القرار الذي طعنَ  فؤاد الأم

Cuz of depression × كايحيث تعيش القصص. اكتشف الآن