لقَد حشدت أسألتي في فمي ، ورتبتها من حيث الإلحاح
وقررت أن المواجهة ستحدّد كل شيء
وكان السؤال الأغبر " لماذا " هو الأكثر إلحاحاً ، لذا صار في المُقدّمه ..إليك أيها الدفتر الصغير ؛ وإليك أيها القارئ المجهول نسبةً إلي .
انا لا أعرفك ، لا أعرف تقاسيم وجهك ، وماضيك وما عِشته ، لا اعرف ان كنت ذكراً أم مؤنث ، يافعاً ام تقدّم بك العُمر ، عاطلاً أم تُزاحم قصّتي هموم العمل في عقلك .
لكنّني أتمنى لو كُنت قادراً على تقاسم الحُرقة في قلبي معك ، لتشعر ولو بشيء قليل ممّا أُحسّ به ..
أشعر كما لو كان هشيماً في داخلي ، كُلما قُلت هذه النهايه ! وفرحت ! يعود ألمٌ جديد يعصر قلبي ، لقد حَرمَني هذا الجار المُخيف من أحلى شيءٍ في حياتي كُلّها
وقتله قتلةً شنعاء ، بغير حق !
مزّقه إرباً وتركه يموت ! وجعلني أعيش وحشة الفِراق والذنب يُلاحقني لسنين طِوال قبل أن يُفصح عن جُملته الذّهبيه " انا قتلت بيير "الدّموع شكلت خطاً تحت عيناي ، لم أغسل وجهي مُنذ ايام لكنها تتكفل بالأمر ، نسيت كيف آكل ، وأصبحت مُتعاطياً للمخدرات ، ألتهمها بنهم لعلّها تُساعدني في تخطّي الأمر ، لكن بِلا جدوى .
عقلي سيتمزّق مالم أجد إجابةً تكفيني !ثم وقفت ، لكن مالبثت إلا ان سقطت ، جسدي خاوٍ ولا قوّة فيه
لكن الراحة لن تواتيني مالم أجد الجواب المزعوموقفت مرةً اُخرى ..وسِرت أستند على الأشياء .
فتحت باب شقتّي قاصداً شقّته لكن أكوام الشرطيين في الممر ومقابل شقته سببت ضوضاء في جسدي الذي لا يحتمل أي شيء
هل علموا بأمر الشرطي المقتول ؟ هل سلّم نفسه ؟ هل علموا انه قاتل بيير ؟ هل سيأتون للقبض علي بعد قليل ؟
تطاير عقلي وسِرت بينهم احاول معرفة مايجري لكنّهم بدأوا بِوضع أشرطةً صفراء يُغلقون بها باب الجار
اوقفني أحدهم : من انت ؟ غير مسموح لك بالدخول هنا هذا مسرح جريمه !مسرح جريمه ؟ أي جريمه ؟
نظرت من باب شقّته لأجده هُناك ، يتدلّى جسده من الاعلى ، وهُنالك حبلٌ يخنق عُنقه ...ولو لم أقرص نفسي لظننت أنه حقيقه..وأنه قد رحل دون إعطائي إجاباتٍ أحمي نفسي بها من الهلوسة والجنون وسوء المصير .