لستُ ذكيّاً ، ولا ادرك الامور مُباشرةً ، لذا مُنذ يومين أُفكّر في ما قصده جاري عِندما حمّلني لوم مُعاناته في حياته
كُلنا نُعاني ومن الغباء تحميل الآخرين هذه المُعاناة ووصفهم بأنهم مُدمرين .عاد المَشفى للإتصال بي اليوم ، وكنتُ اظنّ ان الامور بيننا قد إنتهت .
طلبت مني المُمرضة الحضور لكن رفضت ؛ مشغول جداً لا استطيع .
لكنها أصرّت : سيسرّح السيد ليام من المشفى اليوم وطلب منّا الإتصال بك لإقلاله .لذا حملتُ نفسي مرةً اُخرى على النهوض لأجله ، وأنا افكّر ، هل هذا ما يُفترض أن تؤول إليه الامور ؟ ان احاول قتله ثم أجدني أهبّ لمساعدته كلما شاء ؟
ارتديتُ قبّعةً لأن الجو مُثلج في الخارج ، وأخذت مِعطفاً إضافياً معي .
في المشفى ، طرقتُ الباب ثم دخلت ، وجدته يقف مُقابل النافذه لكنّه نظر الي مُبتسماً ..
قُلت ؛ على الرحب والسعه .
فنظرّ إلي وأجبت : في المرة القادمه لست متأكداً من انني سأحضر عندما تطلبني .ابتسم أوسع : ليس هنالك مرةٌ قادمه ، انا عائد للمنزل اليوم ! *
لم أبتسم معه ، وتركتُه يحمل امتعته بنفسه ، لكنني مددت المِعطف إليه ؛ الجو مُثلج كما ترى .
إقترب منّي والتقطه مُبتسماً ؛ هذا لُطفٌ منك .*
- لستُ واثقاً من أن لُطفي سيدوم .
وإنه يرد على كلّ حديثي - مهما كان وقحاً - بإبتـسامه .
يبتسم كأنه أطيب رجلٍ في العالم .أوقفنا أوبر الذي أقلّنا للمنزل ، وكان جاري يواجه صعوبةً في صعود الدرج لأنه يخشى أن يصاب بالدوران ، لكنني اخبرته ان المصعد لا يعمل هذه الايام
لذا صعدنا الدرج ببطئ . وكان يلمح لي ان حقيبته ثقيله ويريد مني حملها لكنني لم اعرض عليه ذلك ولن افعل .