« إخْتِنَاقْ »

223 20 5
                                    

───※ ·❆· ※───

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

───※ ·❆· ※───

تموز ١٩٨٧

كان هناك فتاة .. لم يكُن يُسمَحُ لها بفعل شيء سوى تعلُّم الطبخ و التطريز في المنزل

ممنوع عليها اللعب، ممنوع أن تدرس و ممنوع أن تخطو خارج المنزل حتى.. سِجنُها كان ببساطة حقيقة عليها أن تتعايش معها

لم تكُن كأي طفل.. حقوقها كانت معدومة في مجتمعها.. حيث ولادة أُنثى يُعتبر شؤم و فضيحة في العائلة

تلك الفتاة كانت أنا.. ميساء دالي أحمد

اسم ميساء يعني الفتاة المُدللة لكن أين أنا و أين الدلال، لن أنكر أنني كنتُ فتاة شقية
لطالما أكلتُ العصا من والدي و تنبيهات والدتي كانت مثل كاسيت تتكرر يومياً
لكن هل كنتُ أصغي؟ بالطبع لا

كنتُ في التاسعة من عُمري عندما تساءلتُ عن العالم الخارجي، هل تُصدقون أنني أمضيتُ تسع سنوات في مكان واحد.. لست أتذمر فمنزلنا كان رائع
فناء واسع و غرفُ كثيرة.. لم نكن بذلك الثراء الذي تتصورُّنه، إنما فقط أن هذا هو مثال البيت العادي في هذه القرية الجميلة

خطوتُ أولى خطواتي خارج المنزل متسللة عندما كانت أمي منشغلة في المطبخ و والدي قد ذهب للأرض التي لم تجلب لنا سوى الهم والغم..

عندما وضعت رجلي خارج عتبة الباب ضرب وجهي نسيم ذو عِبقٍ طيّب أسميتُه نسيمُ الحُرّية

بقيتُ أمشي في تلك 'الزُنيّقات' التي تشبه المتاهة بتفرعاتها العديدة، استمريتُ في الالتفات حولي كي أحفظ الطريق ولا أتوه، جدران راشية لكن قوية في نفس الوقت، تحمل قصصاً و حكايات مرّت عليها دهور و أزمنة
كانت هادئة لا يُسمع سوى ألحان العصافير المتطايرة في الهواء، تهرب من الشمس الوهاجة لتختفي بين ظلال الأزقة و تحت القراميد، سمعتُ أصواتاً بدأت تعلو كلما تقدمتُ للأمام، حتى وجدتُ نفسي أقف عند مدخل ساحة واسعة شاسعة.

لم أُلقي بالاً لأولئك الرجال الذين كانوا يرمقونني بنظرات مُتعجبة فكل اهتمامي كان مُصوَّبا نحو..
نحو كل شيء حولي

مُـشـْْتـَـقَّـةٌ مِـنْ آدم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن