09

189 15 1
                                    

-
شيء بسيط قدمته لماما كم سنة فاتت و الحين بدي أشاركه معكم 💫
-

إلى زهرة يانعة زينت ربيعي،

إلى شمس ساطعة أنارت صيفي،

إلى ورقة تساقطت من الشجرة كما تساقط حبك علي في خريفي،

و إلى من تقيني كما يفعل وشاحي في شتائي،

إليك يا أمي ...

إليك يا من كونتني و ربتني،

إليك يا من سهرت على راحتي،

إليك يا جنتي،

إليك يا هبة بعثتها السماء لي،

إليك يا أمي ...

كنت أول ما التقطت عيناي في لحظة مولدي،

همساتك الدافئة كانت أول ما سمعت،

دقات قلبك الصارخة بالعطف كانت أول ما استشعرت،

كما كانت صدق نظراتك أول ما أحببت ...

رعيتني باهتماما طوال السنين التي عشتها كما لا زلت تفعلين ذلك الآن،

دون انقطاع،

دون تملل،

دون تعب،

و دون شكوى ...

فما عساني أفعل غير شكر الإله الذي حباني بوالدة مثلك.

ربما قد تقولين كلمات جارحة و قاسية في لحظة غضب،

لكن مقلتيك تصرخ بعكس ذلك،

تعكس اهتمامك بي،

لذا فلم تدم أي نزاعاتنا لمدة طويلة -و إن صح نداءها نزاعات-،

فقلبك أبيض نقي لا تشوبه شائبة،

و تتغلب عاطفتك على عقلك حتى تصفحي عني،

و تغفري خطأي ...

كبرت و صرت أعي ما يجول حولي،

صرت أعي ما قد عانيته من أجلي،

صرت أعي ماهية المشاعر التي اجتاحتك في لحظة حزن، غضب، انكسار،

أو ربما شعور بالضعف و الوهن ...

لطالما رأيت دمعات تسيل على خديك في صغري،

لكن لم أعرف لها سببا،

فأنا و في كل مرة أسأل، كل ما أتلقاه هو مسحك لتلك الدمعات و طمس آلامك بداخلك،

ثم ترتدين شبه ابتسامة و تمتممين بأن كل شيء بخير،

فقط حتى لا تقلقيني، لا تقلقي طفلتك ...

لكنني الآن بت أعلم سبب كل دمعة سقطت، كل حزن اجتاحك، و كل ذكرى مؤلمة مرة خالجت وجدانك،

فأقف أمامك الآن محنية رأسي، أمام امرأة جبارة و عظيمة،

تقف بشموخ مهما الظروف التي مرت بها،

و رغم كل الدموع التي أهطلت، لا تزالين تلك المرأة القوية التي عهدت،

و المرأة التي لطالما وقعت في بحر عشقها و تبجيلها ...

أردت أن أجعل من ذكرى مولدك اليوم شيئا مفرحا،

أردت أن أقدم لك هدية و لو كانت بسيطة، فقط كتعبير لامتناني لك،

لكنني عاجزة عن فعل ذلك،

فمع كل موقف لك أتذكره، و مع كلمة نطقتها لي،

أجد أنه و لو قدمت لك أموال الدنيا، فسيبقى ذلك قليلا في حقك،

فما قدمته لي لا يقاس بثمن،

لذا أتمنى أن تقبلي كلماتي المبعثرة هذه،

التي جمعتها في رسالة بسيطة حاولت جعلها تليق بمكانتك العظمى،

يا من كانت الجنة تحت أقدامها ...

حاولت أن أكتب أكثر لكن الكلمات تخجل من أن تخطأ في حق مشاعري تجاهك،

لذا سأتوقف هنا و أكتفي بالقول،

عيد مولد سعيد يا ملاكا أنار دربي.

خواطر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن