الفصل الرابع عشر..

26.7K 958 127
                                    

الفصل الرابع عشر..
روايه /القبطان..
بقلم/أسما السيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الفراق؛الوجع)
صرخات عاليه ونواح عالي أيقظه من نومه..
وهكذا فعلت  أمه واخته..
انخلع قلب فاطمه من مكانه
علي صرخات فريده..
الاتيه من شقتهم..
علمت بها ان صديقتها تركت أمانتها ورحلت..
تسمرت قدميها في الارض ودموع عيناها تنزل بصمت.. شيئا.. ما سمر قدميها بالارض..
أحست بالعجز وقله الحيله.. أحست بفقرهم وحاجتهم لو.. كانو يمتلكون المال لكانت صديقتها شفيت منذ زمن..
خرج اكرم مسرعا وقلبه بين قدميه من صراخ فريده الاتي من الاسفل..
لم يدري كيف وصل لها.. صرخاتها قطعت قلبه..
كان الباب مغلقا والجميع يهرول هنا وهنا..
لم ينتظر.. ضرب الباب بقدمه..
دخل مهرولا
وجدها بغرفه نوم والدتها
تحتضنها وتبكيها بكلمات تدمي الحجر..
اقترب بقدمين مرتعشتين..
وجلس يتحسس نبض خالته زينب..
صرخت فريده بوجع.. قائله..
ماتت ياأكرم خلاص ماتت وسابتني..
اقترب منها ونزع والدتها من أحضانها
بصعوبه..
تأبي فراقها وتركها...
فريده.. بصراخ.
سيبني يااكرم بالله عليك..
سيبني اشبع منها...
ااااه.. ياماما.. اقترب من خالته
ورفعها من علي الارض ووضعها علي الفراش..
وجذب غطاء وغطاها به..
نطق.. جارا له...
ياأكرم يابني..
اكرام الميت دفنه.. خلينا نتمم الاجراءات..
أومأ بالموافقه..
دخلت فاطمه بعدما ساعدتها سالي بالهبوط..
دخلت عليها وجلست تملس علي وجهها من فوق الملاءه بعدما أمر اكرم الجميع بالخروج للخارج..
فاطمه بدموع...
خلاص يازينب.
. كان قلبي حاسس انك كنتي بتودعيني..
ليه استعجلتي مش اتفقنا نزف اكرم وفريده الاول..
مش اتفقنا نقعد سوا نسمع أكرم.. هيقول ايه..
مش كنتي بتقولي نفسي اشوف محمود قبل مااموت
مشيتيبدري اوي قبل متسمعيه وتشوفيه للمره الاخيره..
عارفه انك لسه بتحبيه..انتي عارفه اني كنت بلمحه دايما في الحاره..وأكدب عيني..
واخاف اقولك حالتك تسوء اكتر..
ااه يازينب.. ربنا يرحمك ويعوضك في جنه الخلد..
اظاهر ان نصيبنا الفراق ياغاليه..
سبتيني يازينب طب كنتي ودعيني الاول...
اه.. ياقلبي..
مع السلامه يا حبيبتي ارتاحي من الشقا والتعب..
أوعدك بنتك تفضل في عنيا العمر كله..

وعلي ذكر ابنتها.. كانت ترتعش بركن ما في غرفتها..
لم تستطع سالي احتوائها..
دخل أكرم باحثا عنها بعينيه فوجدها علي حالتها هذه..
تركتهم سالي بعدما نظرت عليها بحزن واغلقت باب الغرفه..
اقترب منها وجلس بجانبها..
وسحبها لاحضانه
أكرم بحزن.. فريده.. 
تشبثت به أكثر وانفجرت باكيه..
بكت وبكت..وبكت..وهو يخبرها بهدوء انه لن يتركها..
سيبقي معها..يهدأها بكلماته..
يقبل جبينها بحب قبل متفرقه..من آن لاخر
يشعر انها تخصه هو..لا يريدها ضعيفه امام احد..
لترمي ضعفها كله عليه..
يريدها قويه تتحمل ضربات الحياه..
يعلم ان الفراق صعب..ولكن هي سنه الحياه..
الموت حقيقه حتميه..لو تقبلناها بصدر رحب..
سيخفف الله  من وجع ابتلاءاتنا.
رفع رأسها بيديه ومسح دموعها..
قائلا..
فريده..قولي ورايا..
انصتت له..
فأكمل...
قولي( اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيرا منها.).
بكت ولكنها رددت وراءه..
فأكمل..
الصبر عند المصيبه الكبري..بس قولي..
ان لله وانا اليه راجعون..
فعلت..وفعلت..
الا ان هدأت وصبرها الله علي ابتلائها..
ربع ساعه وقد اتت المغسله وحدثت سالي جميع الاقارب بما فيهم لارا التي ورغم تعبها الظاهر اتت مهروله هي ويوسف..
ساعدت سالي فريده بارتداء الاسود...وكذلك فعلت والدتها..
اقتربت فريده من المغسله..
تخبرها انها ستقف علي غسل والدتها
..كما وصتها من قبل..
كانت دائما تخبرها انها ان ماتت تغسلها هيا بيديها..
لا تجعلها تنكشف علي أحد..
وافقت المغسله..واقترب أكرم منها..مشجعا..
هتقدري انا واثق فيكي....
نظرت له ودموعها تغرق وجهها..فأومأ لها وفعلت..
وانتقلت
زينب الي الرفيق الاعلي..
بعدما أدت رسالتها...
رحلت بقلب مغدور لم يري الراحه يوما..
مساءا..
بعدما.. انتهي كل شئ
جلس الجميع بمنزل زينب..
أدهم التي صعد هو وابنه يعزي
فريده وفاطمه
ويوسف ولارا وسالي..
واكرم وفريده بجانبه يحتضنها غير عابئا لأحد..
دخل رجل ذو هيبه عليهم..
غزي الشعر كامل رأسه.. يرتدي بدله سوداء..
قائلا. بتردد.السلام عليكم..
رد الجميع ماعدا فريده وفاطمه..
الذين ينظرون له بحده..
ثواني وهبت فاطمه..بثوره..
جااي ليه هااا..جاي شمتان..انها ماتت.ياواطي ياوسخ..جاي ليه..ها..
سبتها وغدرت ورحت اتجوزت عليها..
نكس الرجل رأسه..بخزي..
أزاحته فاطمه بحده..قائله..غور من هنا.
..عاوز ايه تاني..
أمسكها أدهم من يدها
التي تدفعه بها..بحده..
فلقد علم من هو منذ دخل..
هو صديق الدراسه ومن غير..
محمود القناوي..
لم يتغير مازال كماهو
مازادت عليه هي شيبه شعره..
نظرت له فاطمه بحده..سيبني ياادهم.
.سيبني عليه الوسخ دا..
افتكرتها دلوقتي..
غووور..
رفع الرجل رأسه ينظر لابنته
التي تتشبث بشخص ما..
وتنظر له بغل وكرهه قرأه بسهوله..
صرخ أدهم بفاطمه قائلا..
فاطمه اخرسي خالص..
قلتلك اسكتي..
سكتت ونطرت يده..
أخذ أدهم محمود من يده وخرجا معا..
أدهم..بهدوء..جاي ليه يامحمود..؟
محمود بحزن العالم أجمع..كان نفسي اودعها..
أدهم بتهكم..متقولش حبيتها.. بعد ما ماتت فجاه..
محمود وكانه بعالم أخر..هيا عارفه
اني عشقتها مش حبيتها..
هنا لم يستطع أدهم ان يصمت اقترب منه ولكمه بوجهه..
قائلا..ولما حبيتها سيبتها ليه ياخسيس..
حرمتها وحرمت بنتك من حضنك ليه..
جاي ليه..هاا..
صرخ محمود بقهر..أنا مسبتهاش بمزاجي..انا سبتها غصب عني..
هيا اللي رفعت قضيه خلع عليا وطلقتني..
ابويا جبرني اتجوز بنت عمي وانت عارف اني صعيدي والا هيحرمني من الميراث..
ادهم بتهكم..وطبعا انت اخترت الورث..
محمود بخزي..كنت عاوز ارضي أبويا..انا كبير العيله..
واخواتي بنات..
كان لازم أحميهم..
أدهم..بسخريه..وحميتهم..وسبت بنتك ومراتك..عريانين..من غير ظهر..
لا راجل..
محمود بوجع..ابويا حكم الحصار عليا..وهددني بيهم..
وزينب مصبرتش  ومستحملتش ان اجوز عليها..
رفعت قضيه خلع عليا..
وأبويا هددني بيهم لو قربتلهم..
سنين وسنين..حاولت اتواصل معاها...
بس كل السكك كانت بتقفلها في وشي..
حتي الفلوس اللي كنت ببعتها لفريده
كانت بترفض تاخدها..
كل ما كان يهدني الشوق ليها كنت باجي أشوفها من بعيد هيا وبنتي واهرب..
أدهم..مين اللي قالك انها ماتت..
محمود بوجع..
بواب العماره...كنت باجي واديله فلوس
عشان ينقلي أخبارهم..
ادهم..جاي ليه ياصاحبي..
محمود..جاي لبنتي..مينفعش تفضل لوحدها انا هخدها معايا..و
ضحك أدهم بمراره..عليه..
كم هو غبي صديقه كيف استطاع ان يفعلها ويترك لحمه ودمه بهذا الشكل المخزي..
والان يريد لم الشمل..
ضحك وضحك وردد قائلا..
بنتك...
محمود..بحده..ايوا بنتي..
جاءه الرد من خلفه..بحده
بنتك تبقي مرااتي..
التفت الرجل برعشه..قائلا..
ايه..ازاي..؟
اكرم بحده..هو ايه اللي ازاي..
اظاهر ان خلتي كانت حاسه انك هتعمل كدا..
عشان كدا أصرت علي كتب الكتاب..
ومن دلوقتي بنتك بقت مراتي هتبات الليله في حضني وعلي فرشتي..
ولو راجل قرب منها..
واقترب منه مسلما عليه بحده قائلا..
سعيكم مشكور..
مع السلامه..بيتك ومراتك وعيالك والورث مستنيك..
يالا متتأخرش..
وااه علي فكرا الخاله زينب.
.كانت جوهره..وانت فعلا مكنتش تستحقها..
من هنا ورايح مش عاوزه
أشوفك في حياه مراتي..
مراتي أبوها مات من قبل ماتتولد..
وصعد مره أخري..
محمود بخوف ورعشه من وجع الفراق
والخساره التي لحقته واحده تلو الأخري..
..موجها كلامه لادهم..
.الكلام اللي قاله صحيح..
ادهم بهدوء..ايوا صحيح.انا بنفسي كنت وكيلها امبارح..كتب كتابهم كان امبارح..وكأنها اطمنت لما ادت الرساله..
دموع وندم ومراره..وهل يفيد الندم الان
حتي حقه بزواج ابنته  ان يكون وكيلها حلما لطالما تمني ان يفعله..
حلما دفن هو الاخر..لقد تزوجت ابنته واخر كان وكيلها..
اه حارقه خرجت من صدره..
اه يازينب انا اللي ضيعتكو من ايدي..
سامحيني..
رحل متوجها لوجهه ما..قبر حبيبته..
يودعها والي الابد..
صعد أدهم مره أخري..
موجها كلامه لفريده...
فريده يابنتي..من انهاردا مينفعش تقعدي لوحدك..
ابوكي رجع وعاوز ياخدك معاه..
اظن لازم تنتقلي تعيشي مع اكرم..
نظرت بتوتر..لهم...
فوافقت فاطمه ادهم لاول مره منذ التقيا..
صح يافريده..من انهاردا هتعيشي معانا...
لحد مشقتكو تجهز..وتنقلو..
ومع اصرار الجميع
وخصوصا أكرم وافقت..
وانتهت الليله أخيرا..
هانئه بأحضان أكرم للصباح..
(فما أجمل ان يكن هناك صدرا حنونا تتكأ عليه في لحظات الوجع والفرقه..
صدرا حنونا يحتضنك ليلا بليالي الشوق والوحده..
وشخصا  يخبرك ان لا بأس..
انا بجانبك دائما وسأكون..)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اما محمود قضي ليلته بجانب قبرها يحدثها ويخبرها عن ماذا حدث له في بعدها..
عن انه افتقد روحه بفقدها..
يخبرها انه لن ولم يكن لغيرها ابدا..
لا أولاد ولا زوجه له..غيرها..
لقد طلق ابنه عمه بعد فتره من زواجهم ولم يقربها ابدا يوما
كلما اقترب منها تذكر..
وجهها الباكي..يعاتبه..
ولياليهم معا...
عاش عاشقا لها..
لم يخبر أدهم انه كان يمتلك شقه بنفس الحاره يزورها أسبوعيا ليراها
من بعيد بعدما يأس من محاولته معها..
في الرجوع اليه..
والده المتجبر الي الان يرفضها ويرفض ابنته..
حتي انه أمره حينما علم وجهته
ان لايأتي بها وان أتي سيزوجها..
من ابن عمتها...
كان سيأخذها
ويرحل بعيدا ولكن يبدو ان القدر
دائما ليس بصفه.. او هو الذي يأتي متأخرا دائما..
اي حظ يمتلكه هو..
تنهد..بحزن.
هو الان مطمئن عليها مع أكرم
يعلم انه رجلا يعتمد عليه وسيحافظ عليها..
ليس له الحق الان بالاعتراض فقد كان يود ان يحتضنها مره وحيده..
لم يحتضنها مره بحياته..
لقد تركها جنينا ببطن أمها..
اي شفقه يامحمود تبغيها..
تستحق ماحدث لك بجداره..
تستحق الوحده والعزله..
ان لايكون لك سندا بالحياه..
بزخ الفجر عليه....فقرأ الفاتحه علي روحها..داعيا الله لها..
متوسلا اياها ان تسامحه..
داعيا الله ان يقرب اللقاء ويتبعها فان لم يكونا معا بالدنيا..فهو يبغيها زوجه له بالاخره..
سيدعو الله دائما ان يحشره معها..
وان تصبح زوجه له بالاخره..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد اسبوع..
شجار عنيف..
آتي من الاعلي انتبه له الجميع
خصوصا تسنيم التي منذ تزوجت من أسبوع
وهي ولارا تقربوا كثيرا من بعضهم..
حكت لها لارا العديد والعديد..
واصبحوا حلفا لا يستهان به علي فريال
وعائلتها..
باتت فريال تخاف منهم..
تنهدت ويبدو ان يوسف اكتشف ما تخفيه لارا..
جاء سليم لكي يصعد الا ان
الجد أوقفه قائلا..
سليم اقعد مكانك راجل ومراته..
بلاش حد يدخل..بينهم..
تسنيم..بس ياجدي..
الجد..مبسش ياتسنيم يابنتي..دلوقتي يروقو انتو عارفين انه مبيقدرش يزعل منها دقيقه..
ويبدو انه اخطأ بتوقعه هذا.. ولاول مره..
فريال بشماته..احسن..خليه يأدبها..
رمقتها تسنيم وسليم بكرهه..
فانكمشت علي نفسها.
.خوفا من نظرتهم وأفعالهم..
اما بالاعلي..
وضعت يدها علي اذنها بضعف..لاتريد سماع صوته..
لاتريد..
لقد أجل سفره اسبوعا لوفاه زينب وزواج سليم..
وياليته لم يؤجل..
يوسف بصراخ..قلتلك مش عاوز عيال..
مش عاوز اخلف..
مبتفهميش..
لا..لازم تعانديني..وبحده أكتر.. أكمل..
اللي في بطنك دا لازم ينزل..
انتي فاهمه..
الي هنا وكفي هي تحملت صراخه عليها
وحسبت من صدمته وانه سيهدأ
بعد قليل..
الا انه لم يهدأ أبدا..
صراخ وصراخ..ولم يهدأ
رفعت رأسها له بمراره ووجع..
قائله..
انت مش طبيعي..
مش طبيعي أبدا..
انت عاوزني أموت ابني وابنك..
اقتربت منه وضربته علي صدره..قائله..
بصي في عيني..وقول تاني..
قول تاني..كدا...قول انك عاوزني انزله..
يوسف بجبروت..أيوا هينزل يالارا..
وياانا..ياللي في بطنك دا..
لارا وهي تبتعد عنه وتحاوط جنينها بحمايه..
تهز رآسها يمينا ويسارا ودموعها أغرقت وجهها..
قائله بهذيان..لا لا..
مش هنزله..
مش هنزله أبدا..انا عاوزاه..دا ابني انا..
امشي مش عاوزاك..
بس قبل ماتمشي حررني منك..
مش عاوزه اشوف وشك تاني..
اقترب منها وعصرها بين ذراعيه..
قائلا..
بجنون..
لا لا..اختاريني انا..انا مش عاوز غيرك..
ليه مش عاوزه تفهمي..
انا عاوزك انتي..مش عاوز اطفال..
أزاحته بحده..
قائله بصراخ..
ابعد عني..انت مش طبيعي..مش طبيعي..
والله ما طبيعي..
طلقني يااخي..
انا لايمكن أفرط في ابني ابدا..
مش هغضب ربنا..
حرام عليك..
نظر لها بوجع فهو بالفعل مريض..وهو يعلم..
لا يريد اطفالا..لا يريد اطفالا يمروا بما مر به هو..
يشعر بانه سيكون نسخه
منه هو..والده..
سيمارس ما كان يفعله والده بطفله....
لن يستطيع..الماضي مازال يؤثر به وبقوه..
من الافضل ان يبتعد مادامت متمسكه به..
الافضل ان يبتعد عنها وعنه..
اقترب منها مره أخري ورفع رأسها بيديه..
قبل رأسها واحتضنها فارتعشت بخوف منه..
فتركها مسرعا..
من فعلتها أأصبح مصدر خوفها
بدلا من  أن يكون امانها..
استدار راحلا..
فتكلمت باصرار..علي طلبها...
قبل ما تمشي..طلقني..
استدار ونظر لها بوجع وحزن العالم كله..
وتنهد قائلا..
انتي طالق..
يالارا..
ورحل..لمده طويله..
طويله..للغايه..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متنسوش الفوت والكومنت..
باكتر مشهد اتأثرتو بيه...
انا عن نفسي طول مانا بكتب دموعي موقفتش 😢😢😢😢
دمتم بخير







القبطان.. الجزء الثالث...(سلسله نساء مقهورات) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن