يوم تحبينني ( مکتملة )

بارت 5

ثارت الدماء في عروق سونغ جاي من الغضب وهو یضغط بقوة علی قبضة یده لیهدده بعصبیة : ستندم کثیرا علی هذه الفرصة التي أضعتها بغبائك، تلك المغرورة هیوري ستتخلص منك في أول فرصة تسنح لها حینها ستعود إلي باکیا و ترجوني لأمنحك فرصة أخری

لوهان بهدوء مستفز : في ذلك الیوم ذکرني أنني رفضت عرضك و قلت لك، أغرب عن وجهي

عض سونغ جاي علی أسنانه بغیظ ثم أدار ظهره و غادر بمشي سریع تتبعه نظرات لوهان الحادة حتی إختفت سیارته عن أنظاره ثم دخل إلی منزله،، رمی نفسه علی الکنبة و دلك جبینه برفق متمتما بهدوء : أعلم أن هیوري لا تحبني ولا تقدر مجهوداتي معها حتی، رغم ذلك .. لن أتخل عنها أبدا

حینها رن هاتفه و رد بعفویة : مرحبا جیسو کیف حال ذراعك الأن ؟

جیسو کانت تضع رافع الذراعین علی ذراعها الیسری وهي تقف عند النافذة تنتظر عودة هیوري و أجابته بنبرة حزینة و هادئة : بخیر لا تقلق کنت سأسألك عن أختي هیوري هل رأیتها ؟

إنتفض جسد لوهان بسرعة عندما سألته عن هیوري و سألها بقلق : ألم تعد للمنزل برفقتك ؟!

جیسو بجدیة : بلی عادت لکننا تشاجرنا و ذکرتها بأبي ثم خرجت من المنزل غاضبة ولم تعد لحد الأن، الوقت تأخر کثیرا أنا قلقة جدا علیها، إن أصابها مکروه لن أسامح نفسي أبداً

لوهان بجدیة : لا تقلقي علیها جیسو سأجدها و أتصل بك

جیسو بإمتنان : شکرا لك لوهان کنت أعلم أنك الوحید القادر علی مساعدتي

فصل لوهان الخط و خرج من المنزل بسرعة، حاول إیقاف سیارة أجرة لکنها لم تتوقف له فقرر الذهاب رکضا وهو یرکض بأقصی سرعته

في هذه الأثناء کانت هیوري في ملهی لیلي تجلس علی بار الشرب تحتسي الخمر دون توقف و تبدو ثملة جدا

رأتها مجموعة متکونة من ثلاثة فتیات و تساءلت إحداهن : أنظرا هناك، ألیست تلك هي النجمة المشهورة هیوري ؟
* بلی إنها هي مالذي تفعله هنا ؟
* یبدو أنها تعاني من بعض المشاکل في حیاتها أنظرا لها کیف تحتسي الخمر دون توقف
* حیاة النجوم لیست سهلة کما نظن إنها معقدة جدا
فلنلتقط لها بعض الصور أنا واثقة أن حسابنا علی مواقع التواصل سیصبح مشهورا جداً

إلتقطن لها بعض الصور من بعید ثم إبتسمن و توجهن لحلبة الرقص

وصل لوهان راکضا لذلك الملهی فهو یعلم أن هیوري تأتي إلی هذا المکان عندما تکون حزینة فقبل أن تصبح مغنیة مشهورة کانت مجرد مغنیة بسیطة في هذه الحانة

وقف عن المدخل یبحث عنها بعیونه حتی رأها فتوجه مسرعا إلیها، جلس بجانبها و تنهد بیأس، أخذ کوب الخمر من یدها و قال بهدوء : هذا یکفي لقد شربتي الکثیر

هیوري بثمالة : وما شأنك أنت ؟ سأشرب حتی أفقد وعيي لا شأن لك، أرید قنینة أخری

قالت جملتها الأخیرة للساقي فوضع أمامها قنینة أخری بینما لوهان کان یکتب رسالة نصیة خفیة عنها لجیسو : لقد وجدتها و سأعیدها إلی المنزل بأمان لا تقلقي

تنهدت جیسو براحة عندما قرأت رسالة لوهان و إسترخت في جلستها بینما لوهان إلتفت نحو هیوري و حدثها بعفویة : جیسو قلقة علیکي کثیرا لا تتصرفي بطفولیة و تقلقینها أکثر فلنعد إلی المنزل

هیوري بصوت ثمل : جیسو لا تقلق علي لأنها ببساطة لا تهتم بأمري، هي لا تهتم إلا بکاتب الأغاني الممل لوهان، لا تری غیره أمامها و الیوم صرخت في وجهي من أجله هي لا تحبني

لوهان بإستیاء : أنتي مخطئة، جیسو تحبکي کثیرا، بالنسبة لها أنتي أختها و والدتها و کل شيء، هي فقط لا تجید التعبیر عن مشاعرها

هیوري بحزن : لکنها تجید التعبیر للوهان، لما هو مهم في حیاتها کثیرا، ماذا عني ؟ أنا أختها الوحیدة أنا من ضحت بکل شيء من أجلها أنا فقط من تستحق حبها و إهتمامها و لیس هو

لوهان محاولا مساریتها : نعم أنتي محقة فلنذهب إلیها لتخبریها بذلك

دفعته هیوري عنها و قالت : دعني لا أرید الذهاب، أرید أن أشرب حتی أفقد وعيي، لأني عندما أشرب و أفقد وعيي أنسی مشاکلي، أنس الحزن الذي یمزق قلبي

لوهان بحدة : وماهو الحزن الذي یمزق قلبك ؟ حیاتك هي حلم جمیع الفتیات، أنتي مغنیة مشهورة و ناجحة لدیکي عدد کبیر من المعجبین و لدیکي أخت تحبك و تعتبرکي کل العالم بالنسبة إلیها فمالذي ینقصك ؟

أجابته هیوري بثمالة : شیاو لو

إتسعت عیون لوهان بصدمة لتردف هیوري بصوتها الثمل : ینقصني صدیقي شیاو لو، هو الوحید الذي کان یفهمني في هذه الحیاة، کان یفهمني أکثر من والداي حتی، لکن عندما ترکنا أبي هو أیضا ترکني ترکني و رحل، لم أعد أثق بالرجال جمیعهم مخادعین، جمیعکم کالطیور المهاجرة عندما یسوء الجو یرحلون، أنا أکرههم، أکرههم جمیعا

بدأت نبرة صوتها بالإنخفاض شیئا فشیئا حتی فقدت وعیها علی کتف لوهان الذي مسح دمعته سریعا و حدثها في نفسه بحزن : أنتي مخطئة هیوري، أنا لم أرحل لأني مخادع بل لأني جبان، لم أستطع مواجهتکي بسبب ما حدث لذا هربت، لکني کنت دائماً أحمیکي من بعید لأني أحبك، و لحد الأن أنا أحبك، و سأحبکي دائماً، و یوم تحبینني، سأکون کمن حصل علی الجنة

لمحته إحدی الفتیات السابقات و لاحظت أن هیوري تنام علی کتفه فنبهت صدیقتیها ثم رأتا لوهان یحمل هیوري بین ذراعیه و یخرج من الملهی فإبتسمن بمکر و قامت إحداهن بتصویرهما فیدیو لتتمکن لاحقا من وضعه علی حسابهن في الویبو

توجه لوهان نحو سیارة هیوري التي کانت أمام الملهی، أخذ مفاتیحها من حقیبة یدها و وضعها في المقعد الأمامي، ربطها بحزام الأمان ثم توجه نحو مکان السائق و إنطلق بسرعة معقولة

کان ینظر لهیوري من حین لأخر بقلق و حینها بدت تهذي في نومها و تنادي إسم : شیاو لو

أمسك لوهان یدها بحنان و حدثها بلفظ رقیق : شیاو لو بجانبکي دائماً هیوري، حتی و إن لم یظهر أمامك لکنه دائماً بجانبك، هو لم ینس وعده لکي بحمایتك دائماً، هو یفي بوعده لکن بسریة

فجأة شعرت هیوري ببعض الراحة و إبتسمت بلطف لتغط في نوم عمیق مثل الطفل الصغیر

______________Sheitana23__________