بارت 20

119 15 12
                                    

حل المساء و لوهان لم یتوقف عن العزف علی الکمان،، کان قد بدأ العزف منذ أکثر من ست ساعات و ذراعه تٶلمه لکنه لم یتوقف،، رغم أنه مرهق جدا ولم یتناول أي شيء منذ رحیل هیوري مع ذلك قرر أن لا یتوقف عن العزف أبدا قبل أن تسامحه،،

هیوري کانت تراقبه بسریة من نافذتها و الدموع تنهمر من عینیها کالمطر : أرجوك إرحل لوهان لا تفعل بي هذا

أبرقت السماء منذرة بعاصفة علی وشك الهبوب و لوهان لم یتوقف عن العزف،، نظر لساعة الجدار و کانت تسیر للحادیة عشر قبل منتصف اللیل لتتمتم بقلق : ماذا أفعل الأن کیف سأوقفه ؟ حتی الهاتف لم أحضره معي کي لا یتعقب أحد موقعي

مر الوقت و کانت هیوري جالسة علی الأریکة في غرفة المعیشة تضم الوسادة إلیها و عیونها تائهة في الفراغ تری الذکریات الجمیلة التي جمعتها بلوهان من قبل و طفولتهما الرائعة عندما کان یعزف لها تلك الموسیقی،، إنتفضت مکانها بسبب صوت الرعد المخیف الذي دوی قبل قلیل و تلاه صوت الأمطار،، أسرعت نحو النافذة و نظرت للوهان الذي و برغم الأمطار و البرد لکنه واقفا کالعمود دون أن یتوقف عن العزف،، لم تستطع تمالك نفسها فصرخت علیه بأعلی صوتها : لوهان إذهب من هنا أنا لن أسامحك لذا أوقف هذا العزف السخیف و إرحل

أجابها لوهان بصوت متعب بالکاد إستطاعت سماعه : یوم تحبینني سأتوقف

عضت هیوري علی أسنانها بغیظ و تمتمت بحدة : یا له من عنید أنا واثقة أنه لن یتوقف قبل أن أقول أني سامحته

حملة مظلة و خرجت من المنزل لتتوجه نحوه بسرعة هربا من الأمطار،، إبتسم لمجرد رٶیتها لأنها لم تترکه و حینها وقفت أمامه لتحدثه بحدة : أیها الأحمق هل تری الجو مناسب للعزف و الحفلات إذهب بسرعة قبل أن تمرض

لم یتوقف لوهان عن العزف و أجابها بلفظ رقیق : قلت لکي أني لن أتوقف حتی تسامحیني أعرف أني خذلتك کثیرا و ترکتك عندما کنتي في أمس الحاجة إلي لکن أعرف أیضا أنکي تحبینني و سعیدة بعودتي،، لقد أخطأت من قبل لأني کنت طفلا و جبان لکني نضجت الأن و أنا لن أکرر نفس الخطأ مرتین هذه المرة لن أترککي مهما حدث

أمسکته هیوري من یاقة قمیصه بید واحدة و سألته ببکاء : لماذا تفعل بي هذا لقد عانیت کثیرا حتی إستطعت تجاوزك و المضي قدما لماذا عدت مجددا و أفسدت حیاتك لماذا عدت

لوهان بهدوء : عدت لأصلح حیاتك هیوري، أنتي لم تتجاوزیني أبدا بل بقیتي عالقة في ذکراي، عالقة بقسوة لدرجة أنکي لم تستطیعي تکوین أي علاقات جدیدة، أصبحتي باردة و قاسیة فقط لتترکي إنطباعا للناس بأنکي قویة ولا أحد یستطیع کسرك لکني أعرفکي جیدا هیوري أعرف أنکي رقیقة جدا و تبکي في اللیل کثیرا ثم تمسحین دموعك في الصباح و تغطین ندوبك بمساحیق التجمیل لکن مهما حاولتي فعل ذلك أستطیع أن أشعر بألمك لأن قلبي معك دائماً

إکتفت هیوري بالنظر له بعاطفة و الدموع تنهمر من عینیها کالمطر لیردف بلفظ رقیق : أعرف أن هیوري الجدیدة قویة ولا تسمح لأحد بکسرها، صارمة مع الجمیع و الجمیع یخاف منها ولا یجرٶ أحد علی إیذائها لکني أفضل هیوري القدیمة أکثر، هیوري التي تختبیء في الخزانة من الخوف و تنتظرني لأحمیها، هیوري التي تعانقني باکية و تقول أنها خائفة و أنها سعیدة برٶیتي

سألته هیوري بنبرة جافة : تحب هیوري الضعیفة إذن ؟

إبتسم لوهان و أجابها بعفویة : لأحمیها أنا

صمتت هیوري وهي تنظر له بعاطفة لتلاحظ أن ذراعه تٶلمه، مسحت دموعها و تحدثت بهدوء : توقف عن العزف لقد سامحتك

لوهان بسعادة : حقا هل سامحتني حقا أو تقولین هذا فقط لأتوقف عن العزف

هیوري بجدیة : کنت محق أنت وقتها کنت طفلا ولم تعرف کیف تتصرف لکن لن أسامحك أبدا إن ترکتني مرة أخری

لوهان بعفویة : لا تقلقي لن أترککي أبدا

إبتسمت هیوري و قبل أن تکتمل إبتسامتها فقد لوهان وعیه من التعب و الإرهاق لتنادي إسمه بقلق،،

في هذه الأثناء توقفت سیارة لاي أمام منزل هیوري و کانت جیسو بجانبه،، نظرت له بإمتنان و قالت : شکرا علی التوصیلة

لاي بعفویة : لا تشکریني فلو أني ترکت فتاة جمیلة مثلك تعود للمنزل وحدها في هذا الوقت المتأخر وفي مثل هذا الجو لکرهت نفسي کثیرا

إبتسمت جیسو بصدق و ردت علیه ببداهة : حسنا إذن سأذهب الأن إتصل بي إن عرف لوهان أي معلومات عن أختي

أومیء لها لاي بالموافقة و حینها لفت إنتباهه وجود سیارة أخری أمام المنزل فتمتم بجدیة : یبدو أن لدیکي ضیوفا

نظرت جیسو للسيارة و أجابته ببداهة : لم یسبق لي أن رأیت هذه السیارة لا أعرف هٶلاء

لاي بحدة : إذن سأری مشکلتهم و أعود أنتي إبقي في السیارة

جیسو بقلق : کن حذرا

إبتسم لاي بحب عندما لاحظ قلقها علیه ثم نزل من سیارته و توجه نحو تلك السیارة،، طرق علی النافذة لیفتحها أحد من الداخل، کان هناك زوجین فیها في العقد الخامس من العمر لم یسبق له أن رأهما لیسألهما بحدة : من أنتما ومالذي تفعلانه أمام هذا المنزل ؟

سأله الرجل بنبرة محترمة : نحن نبحث عن الأنسة هیوري لدیها أخت تدعی جیسو علمت أن هذا منزلهما هل هذا صحیح ؟

لاي بریبة : نعم و لکن من أنتما ؟

أجابه الرجل بجدیة : أنا لي سومان أنا والدهما

إتسعت عیون لاي بصدمة و فورا نظر ناحیة جیسو التي کانت تبادله النظر بدورها لکن دون فهم،،

عند هیوري کانت قد أخذت لوهان إلی غرفتها و وضعته علی السریر لتعتني به حتی یستعید عافیته فلقد أصیب بنزلة برد بسبب وقوفه في ذلك الجو البارد لوقت طویل،، وضعت الکمادات الرطبة علی جبینه لتخفیف حرارته و کان یهذي دون وعي : هیوري أنا أحبك أرجوکي لا تترکیني

إبتسمت له هیوري بحب ثم مررت یدها علی وجنته و همست له بلفظ رقیق : هیوري أیضا تحبك شیاو لو وهي لن تترکك أبدا

إنحنت ناحیة شفتیه و طبعت قبلة طویلة علیهما بکل حب و حنان،،

______________Sheitana23__________

يوم تحبينني ( مکتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن