في احدى الليالي، حيث كانت قد تجاوزت الساعة التاسعة مساء، كانت موسيقى البيانو تعج في أرجاء تلك الصالة الكبيرة، عزف عذب وموسيقى مليئة بالمشاعر تقودك بخيالك الى قصص الافلام الرومانسية.
كان ذلك الشاب ذو الشعر الأسود الحالك يجلس امام البيانو ويعزف وكأن الصالة المكتظة بالناس فارغة، وكأنه وحده في عالم خاص به، أو بالأصح كأنه وحده مع تلك الفتاة الرقيقة الواقفة خلف ستارة المسرح تبتسم وهي تحمل الكمان في يدها، تشاهده، ام كان هذا فقط احساسه؟
عندما انتهى اخيرا من عزفه، صفق الجميع في الصالة له فنهض وانحنى لهم شاكرا بينما اقترب احدهم يحمل المايكرفون قائلا: يا له من عزف رائع قدمه لنا اليوم الطالب مين يونقي! انه ولا شك قد ابدع في عمله! ويبقى السؤال ما ان كانت موهبته سوف تخوله الفوز الليلة في مسابقة مواهب المعهد الفني! سنعرف ذلك لاحقا نهاية المسابقة..شكرا لك يونقي...والآن!!...
هز يونقي رأسه بصمت مبتسما ثم ابتعد متوجها الى كواليس المسرح، عيناه مثبتتان على تلك الفتاة الرقيقة حتى نظرت اليه فاحمرت وجنتاه وابتلع ريقه وبسرعة ابعد نظره عنها ثم مر بجانبها وكأنها لا شيء يذكر.
اخذت الفتاة نفسا عميقا حين ذكر مذيع المعهد باسمها قائلا: أترككم مع عزف الكمان لطالبتنا المتفوقة والمتألقة كيم جيسو!!
التفت يونقي عندما اصبح بعيدا عنها بعدة خطوات وارتعشت شفاهه فيما بدأ قلبه ينبض بشدة، اراد ان يتمنى لها التوفيق الا انه لم يستطع، كان التوتر يأكله أكلا! هو حتى لا يستطيع النظر في عينيها بدون ان يرتعش قلبه ويرتبك فكيف سيكلمها
قفز قلبه من مكانه حين شعر فجأة بذراع احدهم تحاوط رقبته لكنه تنهد حين سمع تلك الاصوات المضحكة الخارجة من فم صديقه والتي اعتاد عليها بعد سنين طويلة منذ بداية صداقتهما.
رفع يونقي رأسه ونظر الى صديقه الذي كان اطول منه بعدة سانتيمترات وقال: اراك هنا هوسوك هل انتهت مسابقة الرقص؟
ابتعد هوسوك قليلا ثم قال: اجلللل!! وجئت جاريا باقصى سرعة لدي كي اتابع عزفك!
بدأ هوسوك يمثل طريقة جريه السريعة مما دفع يونقي للابتسام على ظرافة صديقه فيما اكمل هوسوك قائلا: ياه! لقد كنت مبدعاااااا كدت اطير في عالم اخر بسبب عزفك يا رجل!
ابتسم يونقي ثم قال: شكرا لك...
نظر هوسوك فجأة الى جيسو وهي تعزف ثم نظر الى يونقي قائلا: ياه...انت لن تتابع عزف جيسو؟
احمر يونقي خجلا وحك رأسه متنهدا فقال هوسوك: لا تقل...لم تستطع ان تتمنى لها الفوز كما اخبرتك ان تفعل صحيح؟