عندما يغيرنا الحب

٢٤

_لم يعد بأمكاني الركض اكثر
قال دانيل وجثى على ركبتيه وهو يلتقط انفاسه بصعوبه لتسند هيلينا جسدها على الجدار وتقول هي الاخرى بانفاس متثاقله
_ماذا سنفعل الان
نهض دانيل بصعوبه ووقف امامها
ثم امسك بيديها قائلا
_هيلينا عديني الا تتركين يدي مهما حصل
نظرت اليه بحزن واحتضنته بقوه
لتقول
_لن افعل اعدك
ف احتضنها بدوره واخد يدفن انفه في شعرها وهو يتنفس بعمق وكأن الاوكسجين وصل توا الى رئتيه
اقترب منهم البرت الذي كان يهرول
لكنه لم يستطع اللحاق بخطواتهم السريعه
ف ابتعدت هيلينا عن دانيل سريعا ما ان سمعت البرت يقول
_لقد تخطيتهممم
جلس ارضا وهو يتنفس بصعوبه
ويقول
_كل هذا الاكشن بليله واحده ثقيل علي
اضن انه سيغمي علي
تمدد علي الارض واغمض عينيه
ف اخرجت هيلينا هااتفها واتصلت بنورا لكنها لم ترد.. بينما دانيل كان يراقب الطريق يدعو ان تأتي سياره وتنقذهم من هذا المأزق وسرعان ماتحقق دعائه
حيث لاحظ اضواء تقترب من بعيد
فقال بصراخ وهو يرفع يديه ويلوح
_هيييي هييي توووقف
نهض البرت سريعا وهو يصرخ بسعاده
_واخيرررا ستنتهي هذه الليله بسلام.....
بعد مرور اسبوع
وقفت نورا امام المرآه تتفقد مضهرها
للمرة الاخيره ابتسمت برضى وجلست ترتدي حذائها كان هناك ارتياح غريب
يغزو قلبها وكأن جبالا من الهموم قد انزاحت في ثوان وسبب هذا الارتياح
هو انتوني ف هو سيخرج من المشفى اليوم ستراه!!! ستقف بقربه ستسمع صوته
لو لا وجود هيلينا معها الان لكانت قد قفزت على الاريكه حتى الصباح من فرط سعادتها ف هي لم تستطع زيارته سوى مرة واحده ورأته من بعيد لم تجرء على الاقتراب منه بعدما حصل ذالك اليوم
والقبله؟؟؟ اه القبله تحسست شفتيها وهي تغمض عينيها مسترجعه تلك اللحظه في عقلها
_نووورا اين حذاءي البني لااستطيع ايجاده
فتحت نورا عينيها سريعا محاوله استعاده تركيزها لتتحمحم قائله
_لااعرف لم اراه
زفرت  هيلينا بضجر  وخرجت من الغرفه وهي تحمل حقيبه كبيره
لترفع نورا حاجبيها بدهشه وهي تقول
_هل تنوين الاستقرار لديه ام ماذا
لتنفي هيلينا سريعا
_بالطبع لا لكن عمته ستبقى كثيرا وانا بحاجة لبعض الاشياء الاضافيه
اومئت نورا بتفهم ثم قالت
_حسنا سأذهب للعمل اعتني بنفسكِ
استدارت لتخرج لكن هيلينا اوقفتها قائلة
_نورا ايمكنني ان اطرح عليكِ سؤالا
عضت نورا شفتيها بتوتر والتفتت اليها
فهي تقريبا قد فهمت مالذي ستقوله هيلينا فهي تلمح اليها منذ عده ايام وكانت تتهرب من الموضوع دائما لكن الان يبدو انه سيطرح بطريقه مباشره ويبدو انه لامفر من الاجابه
ضيقت هيلينا عينيها وهي تقول بجديه
_مالذي يدور بينكِ وبين انتوني؟
لتشعر نورا بالارتباك وتقول بتوتر واضح
_مالللذي تقصديه
اقتربت منها هلينا حتى وقفت امامها
نظرت الى عيني نورا التي كانت تتهرب بعينيها وتنظر الى كل شيء عدا الى وجه هيلينا
_الا تعرفين انه
قالت هيلينا بترردد لتنظر اليها نورا متسائلة بفضول
_انه ماذا
نفت هيلينا برأسها وهي تقول
_لاشيء انسي الامر هيا لنخرج معا
اومئت لها نورا بصمت واتجهتا معا للخارج....
حدقت نورا الى مكتبه وهي تبتلع ريقها بتوتر احتست كوب الماء للمره العاشره
ولم يخف توترها بعد
حاولت ان تتنفس بعمق لكن دون جدوى
مازالت تشعر بتخبط معدتها
وضربات قلبها العنيفه
زفرت ببطئ واخذت تقترب من مكتبه فتذكرت القبله لتتسمر في مكانها فورا
صفعت جبتها واخذت تدور في مكانها بتوتر وهي تقول بداخلها
_يالهي كيف سأواجهه لقد كان الامر اسهل
عندما يتم تخيله لكنه صعب عندما نصل الى الواقع
وقفت امامها هولي وهي تقول باستغراب
_مالذي تفعليه المدير ينتظرك
نظرت لها نورا بقلق وصدرها يعلو ويهبط سريعا لتقول هولي
_نورا هل انتي بخير مابال وجهكِ شاحب ام انكِ فوتي وجبه الفطور مجددا
هزت نورا راسها نفيا وهي تجيبها
_لا الامر ليس كذلك مع اني اتمنى ان يغشي علي الان لكي لااواجهه
رفعت هولي حاجبها متسائله
_ماذا
وفي هذه الاثناء رن هاتف المكتب لتجيب هولي ثم تنظر الى نورا وتشير اليها نحو مكتب انتوني وتقول بصوت منخفض
_انه يطلبك للمره العاشره اذهبي اليه بحق السماء
_حسنا حسنا
قالت نورا بيأس وسحبت نفسا عميقا
ثم دخلت الى مكتبه
كان يقف امام مكتبه عللى غير عادته وكأنه كان ينتظرها
وقفت في مكانها ما ان رأته وازدادت نبضات قلبها وتوترها اضعاف ماكانت عليه قبل قليل نظر كل منهما الى الاخر بصمت
دون ان يتفوها بكلمه لكن هذه اللحظه لم تستمر الأ عده ثوان عندما اخذ انتوني بالاقتراب منها فاغمضت عينيها
واخذت تشددد بقبضتها على اللوح الذي تحمله لكنه تجاوزها واتجه نحو الباب ليغلقه ثم اسدل الستائر
فتحت عينيها وطالعته بقلق
ليتجه نحوها سريعا ويهجم على شفتيها. مقبلا اياها بعنف وبشوق
لم يتركها الا عندما شعر بحاجتها للهواء
ف ابتعد عنها واضعا جبهته على جبهتها مغمضا عينيه وهو يقول بعتاب
_لما لم تأتي للمشفى لقد انتظرتكِ كثيرا
اغمضت عينيها هي الاخرى وقالت
_لم ارد ان اثير الشكوك
وضع رأسها على صدره محتضنا اياها
وهو يقول بنبره ضعيفه
_َمالذي تفعلينه بي
_انا من يجب ان يطرح هذا السؤال
قالت وهي تشدد على عناقه واضعه يديها خلف ضهره
طرقت الباب بعنف لتبتعد نورا عنه فورا
فقال بغضب وهو يشتم
_واللعنه الا يمكن ان تتركوني بمفردي قليلا
ااتجهت نورا لتفتح الباب وتهرب
لكنه امسك بذراعها ساحبا اياها
نحوه لتصتدم بجسده الضخم
فقرب وجهه من وجهها وهو يقول بنبره دافئه لم تعتدها
_قابليني في الكراج بعد ساعه
اكتفت بايماء رأسها حيث لم تستطع التكلم وهو بهذا القرب وانفاسهم ممتزجه معا بطريقه اثملتها حتما ستهذي اذا تكلمت الان
ف اخذ شفتيها بين خاصتيه مجددا
ولم يبتعد الا عندما طرقت الباب مجددا
لتدفعه نورا وتركض سريعا باتجاه الباب
لتفتحها فضهرت هولي امامها لتقول
_هل كل شيء على مايرام
لم تجبها نورا بل هرولت للخارج سريعا وهي تخفظ رأسها فحتما سيفضح امرها
ما ان يلاحظ احد احمرار وجهها