٢٧

220 10 2
                                    

وضع يده على مقبض الباب ليفتحه
لكنها وضعت يدها على يده سريعا
لتوقفه ونظرت اليه وهي تقول بتوسل.
_دعنا لانغادر ارجوك
ابتسم واحتضنها واضعا رأسها على صدره وهو يقول
_لاارغب بالخروج ايضا، ارغب بالبقاء معكِ
لأطول وقت ممكن لكن الحياه في الخارج بانتظارنا
_الا يمكننا ايقافها قليلا ليتسنى لنا
البقاء معا بمفردنا بعيدا عن الناس وعن كل شيء يبعدنا عن بعضنا
وضع يده على ذقنها ليرفع رأسها ويحدق الى عينيها وهو يقول
_كم تتكلمين بطريقه جميله ليكن بعلمكِ اذا بقيتي تتحدثين هكذا فسأحتجزك بين ذراعاي للابد
_هل هذه عقوبه ام مكافأه
قالت بحماس وهي ترفع قدميها
لتصبح قريبه من طوله
طبع قبله عميقه على خدها
ثم ابتعد ومد يده لتمسك بها سريعا
ويغادرا معا"
وفي الطريق كان هاتف انتوني لايصمت حيث كان يجيب على كل اتصال ويتحدث حول العمل فشعرت نورا بالحزن لانه
لم يتسنى لهم التحدث ولكي تشغل نفسها وتطرد الملل بدات تعبث  في درج
السياره حيث وجدت علكه
ومناديل ومفاتيح منزله وصوره صغيره
مرمية بأهمال قلبت الصوره دون ان تخرجها من مكانها.. كانت صوره لفتاه شقراء تبدو في العشرين من عمرها
عقدت حاجبيها بتسائل ونظرت الى انتوني الذي كان يركز انظاره على الطريق ويبدو منشغلا بالحديث
اغلقت الدرج وجلست باعتدال
والافكار تنهش رأسها
من عساها تكون لما لم يخبرها عنها
كما انها لاتريد ان تساله بطريقه مباشره
فهي تخشى ان تؤلمها الاجابه
تنهدت بضيق ونظرت الى الطريق
حيث قررت ان تتجاهل الموضوع حاليا....
تركت يده ما ان دخلا للشركه
ونظرت اليه قائله بابتسامه لطيفه
_سأتي الى مكتبك كلما سنحت لي الفرصه
طبع قبله سريعه على خدها وهو يقول
_سانتظركِ
تركها متجها للمصعد بينما هي سلكت السلالم فلا تريد ان يراهما احد معا
على الاقل ليس الان....
دخل انتوني لمكتبه ليجد دانيل جالسا
وهو يضع قدما فوق الاخرى ويبدو عليه الانزعاج فقال انتوني ساخرا وهو يجلس امام مكتبه
_هل قررت ان تستقبلني ام ماذا
_يجب ان نتحدث
قال دانيل بملامح صارمه
لينظر اليه انتوني وقد شعر بالقلق
فقال دانيل بحدة
_ماذا يوجد بينك وبين نورا
تبدلت ملامح انتوني الى الجديه ليقول ببروده المعتاد
_لاشيء
فاجابه دانيل مستنكرا
_لاشيء هل انت متأكد؟
رمقه انتوني بغيض فاكمل دانيل قائلا
_هل تعرف بأنك متزوج؟ وبأنه لديك طفل في الخامسه من العمر
تنهد انتوني بضيق وهو ينظر الى اخيه بحيره لايعرف كيف يرد على كلامه
ليكمل دانيل بنبره غاضبه
_اعلم بأنه لايعرف الكثيرون حول حياتك
الخاصه لكن هي من حقها ان تعرف لاتستطيع اخفاء هذا الامر عنها
فاجابه انتوني بنبره مكسوره
_لااستطيع
_لكن انا استطيع
قال دانيل بجديه لتتسع عيني انتوني ويقول سريعا
_لايمكنك فعل هذا
_سأفعل اما ان تخبرها بنفسك او اقوم باخبارها
قال انتوني بغضب وهو يضرب بقبضته على الطاولة
_لايحق لك التدخل بحياتي
لجيبيه دانيل بغضب هو الاخر
_وانت لايحق لك ان تخون زوجتك
_كلانا يعرف جيدا اني تزوجتها مجبرا
لانها كانت تحمل طفلي والسبب الوحيد لعدم طلاقي منها هو ان ابننا لايزال صغيرا
قال انتوني مبررا بنبره غاضبه
فوقف دانيل قائلا بصياح
_هذا لايمنحك الحق لخداع نورا
فاجابه انتوني بصياح. ووقف هو الاخر
_انت اخر شخص يحق لك التكلم عن الخيانه هل نسيت كيف قمت بخيانه هيلينا
مع ابنه خالتنا ليزل
وضع دانيل يده على جبهته وهو يتنفس بتثاقل محاولا ان يهدئ من روعه
فنظر الى اخيه وقال بثبات
_لم افعلها متعمدا كنت ثملا و لقد قامت باغرائي كما اني ظننتها هيلينا
قهقه انتوني بصخب وهو يقول ساخرا
_عذر اقبح من ذنب
فرمقه دانيل بغضب ثم هجم عليه
ممسكا بياقه انتوني وهو يهزه بعنف قائلا بصراخ جعل كل الموظفين يتسمرون مكانهم ويحدقون الى المكتب بفضول
_سأخبرها هل تفهم سأخبرها
دخل البرت سريعا وابعد دانيل
وهو يقول بصراخ
_مالذي دهاكما بحق الله تتشاجران كالمراهقين هل نسيتم انكم في الشركه
دفع دانيل البرت بخفه دون ان يتفوه بشيء ثم خرج
من المكتب صافقا" الباب خلفه بقوه
اغمض انتوني عينيه وجلس على الكرسي بتعب
نظر اليه البرت بذهول وهو يقول
_ماذا حصل
لم يجبه انتوني واكتفى بالتحديق امامه بشرود وكانه يفكر بشيء ما
فاومئ البرت وهو يقول بتفهم
_حسنا سادعك بمفردك
وما ان خرج البرت حتى دخلت نورا وهي تقول بقلق
_لقد سمعت شجاركما مالذي حصل
لم يجبها انتوني ف اقتربت منه ووضعت يدها على خده. بلطف فابعد يدها بعنف وهو يقول بغضب
_اريد ان ابقى بَمفردي
_لااستطيع تركك سيبقى بالي منشغل بك
قالت بنبره دافئه ليعاود القول بحده اكثر
_نورا اتركينيي بمفردي
رمقته بغضب وقالت بانزعاج
_لما تعاملني بهذه الطريقه
وضع يده على رأسه وهو يزفر بنفاذ صبر
لتقول بغضب
_بسببها اليس كذلك
نظر لها بعدم فهم وهو يقول
_مالذي تعنيه
فاجابته وقد تجمعت الدموع في عينيها
_تعرف مااعنيه جيدا لقد رأيت صورتها
هل هي حبيبيتك السابقه؟
اغمض عينيه لاعنا نفسه لأنه وضع نفسه بهذا الموقف المخزي
فعادت لتقول ببكاء ودموعها تنهمر
_لما لم تخبرني عنها لما تبني الحواجز بيننا لاافهم
نهض من مكانه ليقف امامها اخذا وجهها بين كفيه وهو يقول بهدوء
_نورا حبيبيتي اعدك اني سأشرح لكِ كل شيء لكن ليس الان
ابعدت يديه بعنف وهي تصرخ
_هذا يكفي لقد سئمت من تناقضاتك
تاره تعاملني بحب وتاره لاتريد رؤيتي
انا حقا لاافهمك ولااريد ان اعيش علاقه كهذه مليئه بالاسرار والتناقضات
اما تصبح واضحا معي او
صمتت وقد نظرت الى عينيه ثم قالت بهدوء
_نفترق
اتسعت عينيه بصدمه وعندما كان على وشك ان يتكلم تركته وغادرت سريعا.
ضرب قبضته على الطاوله بغضب والتقط هاتفه خارجا من المكان حيث
قد قرر ان يعود لمنزله لانه لو بقي هنا
لثانيه اخرى فسيفقد صوابه لامحال..

عندما يغيرنا الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن