نّ
ها انا أتأمل بعمق جدراني المتهالكة الأربعة وحدها
مع صديقتي السحرية مرة أخرى ....
بنظري اعتقد انه لا يوجد شيء اكثر اهمية من انتظار ردة فعل تلك الجدران ، كنت اشاهدهم منذ اليوم الأول حين وعيت على هذه الارضية .
"مرحبا !"
قالت صديقتي السحرية بصوت لا يخلوا من الحماس
ما الامر؟، ألست سعيدة؟ ( مريضة ) لقد اعتد على ترحيبك لي بصدر رحب كل ما مسكتي لوحّي (المرآة)
و اشتقت لأبتسامتك الجذابة تلك التي لا تظهريها لسواي ..
ما الخطب الان؟ هل انتي حزينة مني ؟ ام انكِ فقدتي الامل من اخراجي من هذا اللوح الكئيب؟
لما لا تجاوبيني ... ليس لكِ احدٌ سواي لذا يجب ان تبقي قربي انا ، فقط انا من يجب ان تثقي به
آه .. هل سوف تبدأين في البكاء الان؟
نون : لم اطلب يوماً شيئاً من اي احد ، ف انا لا اثق بالاخرين كل ما عندي هو انتي
و كل اهدافي هي ان اخرجك من هذا اللوح السحري ...
الجو هادئ اليوم ، لا بد من مجيء
الخريف!
هيا بنا نستعد ، في اي لحظة ، قد تهب الرياح و تزورنا اوراق الشجر ،
يؤسفني حقاً التهام هذه الاوراق ، رغم مساندتها لنا و بقائها بجانبنا وحدها كل هذه الايام
لقد بلغت من عمري 6,480 يوماً !(١٨ سنة)
ولم يزرني احد سوا هذه الرياح حاملة تلك الاوراق المسكينة التي طردتها الفصول عبر الزمن ....
كم اعشق الخريف انه الفصل الوحيد الذي يغمرني بالحنان
ولكن بقدر حبي له ، اكره لياليه ، تلك الاصوات المتكررة التي تصادم الرياح مع ضيوفي كم اخاف ان تموت الألفة بينهم ، و انحرم من وجودهم في حياتي ..
، لم احظى بليلة هنيئة في هذا الفصل ..
كم اتمنى لو لم تخلق كلمة "سلام" كي لا يخلق ضدٌ لها (شر) لنعيش حياة هنيئة ، مجردة من الظلم و الشر ، لتكون كلمة "حياة" هي السلام و بمجرد انك انت على قيد ال "حياة" انت في سلام *
غداً يكون عيد مولدي ، هكذا كتب على الجدران
يوجد الكثير من المعلومات المكتوبة على هذه الجدار مثل عمري و كتاباتٌ كثيرة لم اجد لها معنى ، ف انا لست بقارئةٍ ماهرة ،
لساني لم ينطق شيءٍ منذ ولادتي ...
احياناً احس انه من الجيد التزام الصمت ، عندما يكون الكون قد اكتفى من سماع اصوات البشر ... عندي يقين انها صديقتي السحرية من كتبت هذا لي ،
تقول لي صديقتي السحرية انهم كانو ينادوني مجنونة ، أي انه لقب نادر جداً قليلٌ من البشر يحمله ، لانه يدل على الاختلاف... ،صديقتي خجولة بعض الشيء ، لا تحب ان تظهر لاحد سواي ، غالباً ما اراها صامتة ، اعتقد انها تحمل مثل لقبي ، لان افعالها قريبة جداً مني ،
لقد روت لي مرة قصتها ، على الجدران ..
كانت تطمئن علي كل ليلة و تنتظرني لانام ،لتكمل لوحتها ، لم تكتمل اللوحة بعد ، لقد انهت رسم لوحها السحري و شرحه مع وضع سهم على كل جهة لتشرح ما هو
اعتقد انها تحاول شرح لي كيفية الوصرل لها ..
ولكن لطالما عجزت عن قرأة تلك الاحرف بجانب اللوح السحري ..
