و اخيراً نبض قلبي

332 17 6
                                    

المدير : هل تعلم ان هذه الفتاة تزورنا منذ ٩ سنين! و عجز اشهر و اكبر الدكاترة على ان يجبروها على التكلم !!!
وانت تأتي و ببساطة تكلمك!!!
من انت ؟
و ماذا تقربك !
يوسف: *اثر الصدمة على وجهه * أ أ انا ....

المدير: تكلم !!

يوسف: انا لا اعلم! هذه اول مرة اراها !
صدقني ثم اني وجدتها طبيعية ١٠٠٪ !
لم استطع ان اميز مشكلتها إنها واعيةٌ تماماً!

المدير : *اثار التعجب تملي كل تفاصيل وجهه*
اريدك بمكتبي غداً الساعة ٦:٠٠ صباحاً !
إن تأخرت دقيقة واحدة ! ف انت مفصول .
قالها و انصرف .

لم يقضي يوسف ليلته كالمعتاد ..
فقد كان مشتت ! يفكر بتلك الفتاة التي لم يمسس لسانها حرفٌ من الابجدية يوماً قط!
و تكلمه ... ماذا دعاها تكلمه ! ما هو السبب
لم يتوقف عن التفكير بها ... ثم
كلامها لم يدل اطلاقاً انها فتاة لديها اي نقص
من اي ناحية !!!
لقد بدت له "جميلة" هذا ما لاحظه فيها !
و كاد ان ينفجر عقله ، محاولاً ان يحزر ماذا يريد منه مديره !  اتصل على صديقه المقرب (كريم ) ليحاول ان يشغل نفسه
يوسف: اهلاً ، هل يمكنك المجيء يوجد شيء اريد ان اطلعك عليه
كريم : حسناً ، سوف احاول إنهاء ما بيدي و اكون عندك بأسرع وقت .


________

لم تقضي نون ليلتها كالمعتاد ...
فلقد نطقت !
و لمن ؟
لأنسان لا تعرف شيء عنه سوا اسمه ..
_________
إذا لما لا تذهب إليها و تسألها ؟ قال كريم بعد ما تناقش معه يوسف عن ما حدث اليوم
يوسف: لن اكذب عليك .. فكرت بهذه الفكرة مرارا و تكراراً
ولكن خوفي ان اورطها بشيء ردعني عن حتى المحاولة من التقرب إليها .. الا تعلم من تكون سمر هذه؟
الكل حذرني منها و من سخطها و شررها
كريم : حسناً إذاً مثل ما تريد ...
يوسف : ماذا ؟ الن تقنعني بالذهاب إليها؟
كريم نظر لي نظرة خبيثة و كأنه يعلم ما يدور في رأسي "لطالما علم "ثم رفع زاوية فمه مبتسماً
: هيا بنا ، سوف نذهب إليها
يوسف: يا رجُل انت رائع! سوف امر اولاً الى المستشفى و اخذ ملفها كي اتمكن من الوصول الى بيتها

نّ
كان شيء يسري في معدتي.. لا لا بل في جسدي
شيء دافء ، يجمد اطرافي و يدغدغ افكاري
لا اعلم ما هذا الشعور .. ولكن كل ما اعلمه هو انه هذه اول زيارة له في جسدي
شيئٍ ما يدفعني بالتفكير بذلك الشاب الجريء و ترغمني تلك الدغدغات على الابتسام كل ما تذكرت حديثنا
فجأة! خُيل لي ان باب نافذتي يتحرك
ولكن بعد ما اقتربت اكثر .. تأكدت انه فعلاً يتحرك
انسابتني قشعريرة هل زارنا الخريف مرة اخرى؟
ام ان روح ذلك الطبيب تهيم حولي؟
فتحت النافذة بهدوء فارطتمت بي حصاة و دخلت عيني و اصدرت حريق داخلها
من شدة الالم
صرخت محاولة قدر الامكان كتم صوتي خوفاً من مجيئ سمر
بعد ثوانٍ استطعت ان اهدئ نفسي ، تفقدت بيعيني اليمنى ممسكة عيني اليسرى بيدي من شدة الالم
لم تصدقوا من وجدت !
نعم ذلك الساذج الجريء يقف تحت نافذتي محاولاً التسلق اليها!
أيها الابله نظرت حولي فلم اجد سوا كأس الماء التي احضرته لي سمر كي احتسيه مع دوائي الذي لم يمسس فمي قط!
و رششت عليه كل ما في الكأس قائلة : ابتعد ايها الابله ! ما هي الا بضع ثواني و رأيت وجهه مواجه وجهي حتى كدنا ان نتنفس ذات الهواء
كانت اول كلمة قالها لي بصوته الدي يعتريه القلق و التوتر  : ا ا اعتذر .. !
لا اعلم لما شيء ما بداخلي غصبني على الضحك .. بل الضحك بصوتٍ عال!
كان منظره مضحك جداً وجه مرتبك .. شعرٌ مبلل ملابس  متسخة بالطين
ف اخذ يضحك معي و كأنه يفرج عن كل توتره اخيراً بضحكٍ.. اخذ يرن في اذناي و لم يتوقف
يوسف: اعلم انه شيءٍ غريب انني واقفٌ الان امامك على نافذتك بهذا الوقت المتأخرولكن هل نسيتي دعوتك لي؟ بأن آتي لأطمأن على توأمي متى ما شئت؟  .. ثم اردت ان اطمأن عليكي ... فأنا سمعت ان سمر ليست بالام المثالية .
نون "بكل ثقة : حقاً؟ هه و من قال لك انني طفلة ؟ يمكنني ان اعتني بنفسي
يوسف: حقاً ؟ اذاً لماذا توجد  كل تلك التعاليمات على الجدران ؟
نون بصوتٍ حاد : ليس من شأنك ابداً!!
صدر صوت من الاسفل
"هيا يا يوسف ، لا اعتقد انه يمكنني ان امسك بقدميك اكثر
الا تعلم انني اضعف وزناً منك؟ متى كسبت كل هذا الوزن ايها الخنزير
رد يوسف :  اه لقد نسيت امره ، هذا صديقي كريم سوف اعرفك عليه لاحقاً
ثم رد له قائلاً : "انتظر ، ارجوك فقط خمس دقائق اخرى "
ثم نظر إلي مبتسماً
انسابني مثل ذلك الشعور مرة اخرى ولكن هذه المرة ، كان مركزاً
اخذ الدماء بالتدفق الى وجنتاي و اخفضت نظري الى الاسفل بخجل..
اقترب يوسف اكثر و امسك بذقني المنحني قائلاً : نون ... ا ن ت ِ
لم يستطع ان يُكمل جملته بعد ما اقتحمت غرفتي تلك الشريرة سمر
فاغلقت الباب على كل ما كان متعلق به  بدقات قلبي و احمرار وجنتاي و تعرق كفايّ و الجملة التي لم تتمّ  و الاهم من ذلك... .. ذالك الشاب الجريئ
و تحول لون بشرتي من احمر الى اصفر بلمح البصر

سمر :*بهدوء و صوتٍ خافت تُهدد* ماذا قلتي له !؟
بصوتٍ عال* أخبريني!!!
لوهلة اعتقدتها انها كشفت مجيئه ولكن بعد ما كررت جملتها قائلة : هيا انطقي ! ماذا اخبرتيه صباح اليوم؟؟ ها؟؟؟
ارتحت و كأن جبلٌ انزاح من على صدري

*نظرت لها نظرة خوف و قلق حاولت إخفائها بتحويلها إلى نظرة كراهية *

امسكت بي محاولة هزي بشدة ! كادت عظامي ان تتكسر ! تمسكت بلوحي السحري لاشعر ببعض من الامان ،، وإذ هي تمسك املي ، اماني و صديقتي ثم صفقتها على الرض مصدرة صوتٌ كاد ان يغمي قلبي من الرعشة و الخوف ...

لم تكن اول مرة احدث فيها هزة ارضية بصوتي
لقد صرخت مرتين في حياتي مرة عند فقدان ابواي و مرة عند فقدان اللوح السحري !

تبعثرت صديقتي في الارض ...

و ها انا وحدي .. اتأمل جدراني الاربعة *وحدي*
المتهالكة *وحدي*
التي لم تصدر اي صوت .. او اي حركة .. و ما زالت قوية و صامدة ...
حاولت ان اكون مثلها ...
ولكني فشلت
سوف تنتهي الرواية ... و لم اجد مخرجاً لي .

نونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن