لا تقتلوه!

292 19 2
                                    

الساعة ٦:٠٠ صباحاً

يوسف ينتظر في مكتب المدير منذ نصف ساعة
لم ينم جيداً ليلة امس بعد ما ارطتم جسده على ارضية حديقة منزل سمر الخلفية ، ايضاً كان قلقٌ جداً على نون ربما كانت فكرة سيئة ذهابه إليها ولكن لم يندم على اية لحظة تلك الليلة 
التفكير في نون و عيناها الواسعتان ، انسوني تماماً سبب ذهابي لها ، و قلقي الاكبر هو هذا الموعد الغريب "المصيري"

دخل المدير ، ولم يكن طبيعياً !
كان وجهه يملئه الخوف و القلق

المدير : يوسف! توقعت ذالك ، انت شابٌ مجتهد و تلتزم بالمواعيد

يوسف : اهلاً ..

الدكتور: تبدو متعباً اليوم ... الم تنم جيداً

يوسف بصوت واثق و جاد محاول إقناعه بأية كذبة تطرق باب تفكيره : نعم ولاكن اعتقد ان بعض من الجراثيم سوف تغزو معدتي اليوم ... ضمن للتحاليل ف انا لم اتناول دوائي منذ اسبوعين .

المدير: بصوتٍ ماكر * اهاا.....
* نظر لي بغموض.. لم افهم معنى نظرته ... ولاكنه كان يخفي شيء ما!
اخذ يبتعد عني خطوة تلو الاخرى بهدوء
ثم قال:
أمسكوه !!
تجمدت مكاني! من الصدمة حين لمحت مجموعة من الرجال بل اشبه بالأفيال! منهم من يمسكوني و يثبتوني و منهم من يضربني على عامودي الفقري
حتى وقعت ارضاً!
كاد ظهري ان يتشقف نصفين!
لم يتوقفوا عن ركلي بأرجلهم الغليظة حتى اغمي علي

"ص م ت "

الجو هادء ، صوت السكون يحتل الغرفة المظلمة ، و تتناغم اصوات قطرات الماء تندفق بسلاسة
واحدة تلو الاخرة

على الارض جستي الحية
و الحبل مجدولٍ على يدي و كأنه ثعبان عملاق يلتهم فريسته بكل شغف

تغير حال الغرفة عند دخول إمرائة اشعلت النور لم استطع ان انظر أليها لأتعرف عليها من ثقل رأسي
حتى اقتربت مني بهدوء و وضعت يديها الناعمتان على جبيني كي ترفع رأسي!
كان وجهها مألوفٌ علي! و كأني اعرفها منذ زمنٍ بعيد ..
إبتسمت لي و قالت كيف حال طبيبنا المجتهد !
نأسف على استضافتك بتلك الطريقة !
ولاكن ما عساي ان افعل ، انت من اردت ذالك لنفسك !

يوسف :بصوتٍ مجهد* ماذا..!
ماذا تقولين
و ماذا افعل هنا

اه الم تذكرني لقد زرتك ليلة امس و معي نون !

يوسف: نون! و ما عساي ان افعل بشأنها ؟
لما احضرتيني الى هنا

اسمع ، سوف اخبرك على سر صغير
إن انصت لي و صدقتني ف انت في امان
و إن تهربت مني و كذبتني
ف انت لاشك قد سحرت بأبنتي نون!

يوسف! انا لا افهم اريد ان
.. قاطعتني "
اسمعني حتى انهي كلامي
و سوف تفهم

منذ ولادتي ب نون ، و انا كنت احارب من اجلها ،
لقد تركت كل شيء يخصني لأقضي وقتي بأكمله معها
بتعليمها و الاعتناء بها ، ولكن سرعان ما لاحظت عليها اثار الشر في صغرها
كانت كأنها شيطانة صغيرة
وإن حبستها في غرفتها تجلس و يصيبها التوحد
كانت تغضب على اخوتها ، و احياناً كانت تسبب لهم الأذى و غالباً ما ينتهي الحال بنا في المستشفيات
مرة ذهبنا الى المستشفى ليكشفو على يد اخيها عمر الذي كان يبلغ سنتين من عمره
بعد ما خدشته ب اظافرها الحادة انتقامً منه !
و اصطحبتها معي
قرر الطبيب ان يجلس معها و التحدث اليها لانه اعتقد انني انا من فعلت به هذا و انني اتدعي انها نون
ولاكن بعد الجلسة ، اخبرني الطبيب انها حالة غريبة و كأن يسكنها روحان في جسدها !
تعجبت من هذا الامر و كان مجرد التفكير فيه يرعبني!
و كأنه يقول لي ان ابنتي مسكونة!
اهملت الامر كي لا يتعقد اكثر ، لانني كل ما اردت ان اكتشف حلً لها تصيبني مشكلة ما!
ضل هذا الحال لثلاثة اشهر و انا احبسها في غرفتها ، و أطمئن عليها من حفرة صغيرة في باب غرفتها
كانت تستيقض من نومها كل يوم ليلاً !
لتكتب على جدران غرفتها ، كلامٌ غير مفهوم !
ترسم و تكتب و تخطط و كأنها تلك الروح الاخرى تستيقظ ليلاً لتقوم بمهمتها!
لطالما بحثت عن معاني تلك الكلمات !
ولاكن لم اجد لهم اي تفسير ..
تحمل الرآة و تحدق بها ، طيلة النهار !
لا تجفن لها عين!
و حين آتي لها بالطعام تتحاشاه و تأكل اوراق الشجر التي تنبع من شباك غرفتها

حتى جاء يوماً ! كان اصعب يومٍ في حياتي هذا اليوم الذي فقدت فيه ابني عمر !
*بدأت تجهأ بل بكاء *
قاطعها يوسف
دعيني وشأني ، لا اعلم عن ماذا تتحدثين ولا يهمني
ولا اريد ان اصدقق ولا ان اكذبك
وإن كنتي تخشين على ابنتك مني ، ف انا لم اقابلها
و لن اقابلها

قال ما عنده ثم انسحب و خرج من المنزل

صرخت صوتٍ عال للحراس الذين يحرسون نون في الاعلى
و قالت بصوتٍ كاد ان يختنق من القهر "اقتلوه"

تسارعت دقات قلب نون و كأنها احست انها تتكلم عن يوسف

نظرت من نافذتها لتراه
علمت انه من قصدته بقولها
إقتلوه !

أحست بالذنب نون على فعلتها
و كأنها مسؤلة على كل ما جرى ، الحيرة تشققني
و تهلكني
ماذا عساي ان افعل
اخذت بعض من البقايا من جسة اللوح السحري (الرآة)
و صنعت جرحٍ عميق تفجر منه الدماء و انرعد المنزل من شدة قوة صرختها
رقض كل من في المنزل خوفاً من شدة الصوت

لم يستطيعو ان يعرفو سبب الألم و كيف من كثرة صراخها
ف قررو ان يذهبو بها الى المستشفى

يوسف في منزله يحضر حقيبة السفر
ليغادر غداً عند امه
رن هاتفه
يوسف: نعم !
المدير بصوتٍ يرتجف *يوسف تعال بسرعة ب اقصى سرعة الى المستشفى !
نون في خطر و ترفض كل طبيب يأتي
ربما تستطيع انت ان تعالجها

اعتقد يوسف انها مكيدة اخرى له
ولاكن لم يستطع ان يضحي و يترك تلك الفتاة المسكينة تعاني!
ماذا لو كان ما قاله حقيقة؟

نونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن