ما اجملكِ

264 15 3
                                    

طلب من صديقه المقرب كريم ان يأتي معه......كي يكون في عونه إن تكرر ما حدث مع تلك الافيال

كريم : هل تريدني ان ادخل معك الى غرفة العمليات؟

يوسف : لا ! ابقى بالخارج حيث إن انتهيت من العملية و أمسكو بي تتصل انت بالشرطة و تحاول اللحاق بهم

كريم : وضع يده على كتف يوسف ليهون عليه وقال مبتسماً : توكل على الله

في المستشفى ، كادت نون ان تفقد الوعي من كثرة الدماء التي تدفقت من الجرح الذي صنعته في اعلى صدرها ، كانت تريد ان يحضر يوسف لتخبره انهم يخططون لقتله
وتلك كانت الخطة الوحيدة لتقابله

لم يمر على الزمن الا ربع ساعة لوصول يوسف
دخل محاول إخفاء القلق من على وجهه
دقات قلبه لم تتوقف منذ اتصل به مديره

كانت المستشفى خالية من كل الممرضين و المحاسبين ،
ضل يمشي وراء الصوت الذي كان يصدر في اخر غرفة من غرف العمليات
حتى دخل مسرعاً عند سماع صراخ
هنا ادرك ان ما يحدث حقيقة !
وجد نون مسطحة على السرير الذي يملأه الدماء

كان المدير يتحاشى النظر إليها لم يتحمل ان يرى منظر الدماء ينسدل من الجرح
فطلب منه يوسف ان ينتظره بالخارج

هرع يوسف الى نون! مرتبك !!
كانت فاقدة الوعي
اخذ يمسح الدماء المتناثر من عليها و نادى الأطباء كي يساعدوه

بعد نصف ساعة ، انتهت العملية و أخرسوا الجرح بعشر قطباتّ

يوسف
كان الرياح هو كل الوجود ، لم استطع ان افتح عيني و كأن الشمس اعلنت استقالتها من السماء و قررت ان تبيت قربي
سمعت صوت آتي من بعيد يقول
يووسف
يوووسف!

بتُ ابحث و امشي وراء الصوت
ولكن كانت الرياح ترطمني ارضاً كل ما اقتربت من الصوت

شيئاً فشيئاً اتضحت الصورة !
اعتقدت انني احلم !
كانت انثى ، متناسقة الطول و الجسد ،
تمشي برشاقة ، متجهة نحوي
كلما اقتربت ازدادت جمالاً !
في ذهني ، سُجل انه اول لقاء لي مع حور العين
كان جمالها يسيطر علي! لم استطع الصمود !
حتى اغمضت عينّي
لأرى نون تقف امامي!
ذُهلت!
لم ارها بهذا الجمال من قبل !

نظرت بعيني مبتسمة و قالت اقترب ، اقتربت قليلاً
فقالت اقترب اكثر
اقتربت منها حتى كادت انفاسي ان تختلط بأنفاسها
اصدرت بخار مزدوج بالقليل من السائل من فمها ، يميل لونه الى الزهري الفاتح ، سبح حتى دخل بسلاسة الى فميّ ..
كان طعمه غريب ولكن ليس كريه ، ليس لساني من حلل طعمه ، بل صعد و احتل عقلي مصدراً امواج هادئة في جسدي و اصبح حالي كالسكران بل اشبه بالنصف سكران ، كل ما اعلمه هو انني كنت مستمتع جداً !
إنه شعورٌ لا يوصف و كأن الزمن خطفني ساعات الى ارض الاحلام و رما بي على ارضٍ صخرية
لأسمع نفس الصوت يأتي من بعيد ثم يقترب اكثر و اكثر

استيقظت! و رأيتها امامي مرة اخرى ! ولكن هذه المرة حقيقة !

نون : بصوتٍ مُجهد :يوسف! اصحى
.. انسكب امامها و هو يبتسم و يقول
ما اجمل عيناكي ..

ذرفت اول دمعة من عينها ، من شدة تعبها ..
ارادت ان تحرك شفتاها ولاكن لم تستطع
كانت مخدرة كلياً ..

بصعوبة حركت يدها نحوه لتشده عندها ..
قالت بصوتٍ ضعيف : إقترب

اقترب بتعجب !

قالت اقترب اكثر ..

اقترب بثقة و ايقان و كأنه ينتظر المشهد ان يتكرر الذي راوده في غفوته ..
اقتربت منها ولكن هذه المرة اتجهت الى اذني و همست لي و قالت
اهرب ، سوف يقتلوك

نونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن