235 15 5
                                    

*الخوف لا يمنعنا موتاً بل يمنعنا من الحياة*

قضى يوسف خمسة ايام في محطة القطار منتظر رحلته
و ايضاً حفاضاً على نفسه من سمر و رجالها
كان يبيت عند صاحبه مصطفى يعمل حارس في محطة القطار
و تلك الفتاة التي شاهدته نون يقف معها
لم تكن سوا فتاة
فهي تلاحقه منذ ايام الجامعة و لأنه شاب مهذب و وسيم
سرق قلبها ، من غير علمه بالجريمة التي ارتكبها
ضلت تلاحقه و مازالت تلاحقه على امل ان يعطيها بعض من الاهتمام

اليوم كانت رحلته الى مصر ليرى امه و يطمأن عليها بعد العملية التي اجرتها

في القطار

كنت منهمك و متعب بشدة!
لم ارغب بالتحدث الى احد!

اريد ان ابتعد عن عالم العمل و التعب
كل ما اردته هو ان اصل الى امي و اطمأن عليها ... فهي
كل ما تبقى لي من هؤلاء البشر

كل ما حاولت ان اهرب من التفكير بها ... يلتهمني الشوق لأرى عينيها ..
كم اتمنى لو انها بقربي..
لم استطع ان اتوقف من التفكير في ما حدث!
تؤذي نفسها .. لتنقظني ؟ .. الم تعلم انني متيمٌ بها؟ و بسكونها و برأتها .. و من ثم تضحي بنفسها من اجلي ؟
اي انسان هذه ..
اخذت افكر و اتمتم عنها لنفسي حتى سرقني النوم لفترة

صحيت على صوت ارتجاج القطار ، و اصوات الناس، مرعبة و أخرى مرتبكة
ذهبت اتفقد ماذا حدث و إذ ارى الناس يحوموا و كأنهم مجموعة من النحل، تم قذف عشهم بحجرٍ من طفلٍ طائش

ماذا يجري ؟ *قال يوسف لأحد الراكبين *

-يوجد عطّلٌ في أيسر عجلة القطار ..
*رد احد من الراكبين *

و ما الحل اذاً؟

طلب السائق ان ينزلوا من القطار و يذهبوا مشياً الى استراحة تبعد حوالي ٩٠ متراً بينما يتم العثور على حل..

كان الجو شديد البرودة و الساعة حوالي ٤ العصر

انتشروا الركاب ، منهم من يركض وراء اولاده و منهم من يحمل حقائبه
و منهم انا ، امشي حامل همومي و شوقي
و خوفي على ناسي و ....ناسيّ نفسي

خأفاً على فقدان امي الحبيبة التي طالما ظلت مناضلة معي ، في هذه الرحلة الشاقة
التي تسمى الحياة
و مهمومٌ على نون تلك الفتاة البريئة .. التي تهاجم قبائح الحياة وحدها .. ضد اشرس انواع المجرمين ...
لا اطيق الانتظار حتى ارجع و أراها ..

اما نون ركبت قطار متجه إلى ذات الرحلة الاي يقصدها سيف ولكن في قطار اخر
______
انا جيسي ، وانتي؟ مدتّ يدّها بثقة نحويّ لتسلم عليّ * مبتسمة*

شيئاً ما ردعني من ان اكلمها او حتى ان اسلم عليها ...
تجاهلتها ، كما تجاهلت كل وسأل الانقاض التي زارتني خلال ال١٨ سنة من الوحدة

هممم، اذاً ماذا اتى بكِ هنا الى مصر؟

نون: لا اعلم ..

جيسي: هههههه اذاً مع من اتيتي؟

نون : وحدي..

جيسي: و لمن انتِ ذاهبة ؟

نون : نظرت على الارض لم ارد ان اكلم احد ! كم اواجه صعوبة بالتواصل مع الناس ..
لانني كل ما حاولت .. نُعت* بالمجنونة*

لم افهم سبب دوام الابتسامة على وجهها ..
لديها شعرٌ بلون الشمس
و عينتان بلون البحر
و فم بلون الكرز

اما انا فقد سُلب مني كل الالوان ... بقيت شاحبة بائسة انا و الواني
الابيض و الاسود
و احياناً يزور خديّ لون الكرز عندما. ينظر الي يوسف بعينيه العسليتين .......
تباً له

*في القطار*#٢
دخلت مضيفة انيقة لتخبرنا انه سوف يتم ايقاف القطار عند الاستراحة لضروفٍ ما ..

لم اهتم مثل ما بعض من الذين جلسوا بقربي فعلوا
منهم من بدأ بالصراخ و منهم من صار يشتكي

اما انا امشي وحدي مع معطفي الرمادي
اخذت بعض النظرات على القطار لأرى صديقتي السحرية!
تقف على نافذتي!
و تبدو متفاجئة !
لم اصدق عيني حتى هرعت عندها لألمس يديها
ركضت بأتجاهي ... تبتسم و تبكي من الفرحة صرت اهون عليها و احاول ان امسك بيدها ،
لم استطع!
لطالما ابعدني عنها ذلك اللوح الخبيث
كم اود ان احضنها!
بعد ما اكتفيت بكاء من فرحي بلقياها ، تلفت حولي لأرى بعض من الناس ينطرون اليّ بطريقة غريبة
و كأنني التقي بعدوهم او ما شابه .. لم اهتم
كل ما يهمني انني التقيت بصديقتي السحرية
بعد فراق...

نونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن