و بفضلها ..اصبحت أسعد

216 12 3
                                    

*بداخلي غائبون يملؤن عيني بالبكاء *.

أخرجوني من المستشفى بعد اسبوع من العناية المشددة
كنت قلقٌ على امي بشدة! لم استطع ان انام ليلة واحدة مشغول الفكر و البال عن امي
انتابني شعور انها بخطر!
أما نون ، كانت اول اهدافي عند خروجي هي ان اطلب يدها للزواج!

هذه هي الطريقة الوحيدة التي سوف تحررها من شقائها مع سمر !

أخرجوني وأخيراً !
كان الصباح قد حل ، و الشمس اشرقت ترحب بي!
والهواء النقي يحملني بهدوء الى امي

كنت مرتدياً قميصي الأزرق المفضل لدى امي
و مشط شعري على جنب اليمين ، و اخذت اسير بحماس لأركب بسيارة اجرة ..

تاكسي *مؤشراً بيدي اليمنى *
انحنى من النافذة رجلٌ كبير في السن يحمل شارب
ابيض اللون يزن تقريباً نصف كيلو !
يرتدي نظارة عريضة طبية ، و جسمه يملئه الكثير من الشحوم

اعطيته العنوان و جلست على الكرسي الامامي
اغلقت الباب و انا انظر الى النافذة ، و اتذكر الحادثة
و حال نون !
لقد انقظتني! إني ادين لها بحياتي .....

وصلت الى المنزل!
كان الجو هادئاً !
ركضت نحو الباب و بدأ قلبي يدق قبلي على الباب
لم اتحمل دقات قلبي المؤلمة !
حتى فتحت لي أمرآة تبدو ك طبيبة!
كنت واقفاً منصدماً
لست مهيء الى اي انواع من الخذلان او الصدمات!
نظرت لي تلك الأمرأة التي ترتدي النظارات الطبية و مريولاً ابيض! و كأنها تقول ما اتى بك الى هنا!

قلت لها اين امي ؟؟!
نظرت خلفها
ثم قالت ادخل

لم اتمالك نفسي! رأيت امي و الحمدلله
انها بخير !
هرعت اليها اضمها و اقبلها
ردت قبلاتي و ضماتي بالبكاء..

لقد قلقتني عليك
اسبوع كامل لا اسمع عنك خبراً !
الكل كان يقول انك مت
حاولت ان اكذب مشاعري!
ولكن احمد الله على وجودك امناً هنا

ضممتها بقوة
و اخبرتها عن ما حدث

لم اتوقف من
البحث عن نون ، ذهبت الى كل المشافي و المخافر ، و المستشفيات..
ولكن لم اجدها ..
لم يمر على الحادثة الا شهران ، وجدتها واخيراً
و من بعدها تزوجنا ، و بعد ثلاث اشهر اصبحت نون حامل بطفلٍ قررنا ان
نسميه على اسم ابي الراحل
*فؤاد *
لم ادعها ان تذهب الى بلدتها القديمة ، حيث تكمث سمر
اردت ان احميها و اخبأها بعيداً عن ماضيها الأليم

_____

اغمضت عيني بأحكام ! محاولة ان ابعد الضباب الأحمر الذي يزداد احمراراً! عن عيني!
كاد الضوء ان يعميني!
اغمضتهم بقوة ! و كأني افرجت عن وحشٌ داخل رأسي حين ضغطت مغلقة عيني!
دخل الوحش الصغير العنيف و اخذ يلتهم لقيمات من عقلي بأسنانه الحادة العنيفة !
أحس بها لم اتحمل
شددت يداي و اغلقت كفيّ بشدة! محاولة السيطرة على وضعيتي ! خوفاً من السقوط..
مهلاً! اين انا ! ركزت على حاسة السمع لأستوعب اين انا !
لم يكن هنالك صوتٌ سوا اصوات الرياح الباردة التي تصفقني و تشتت تركيزي!
اما جسدي فكان يملأه العرق .. رغم برودة الجو
مرت ثوانٍ لأسمع صوتٍ قادم من بعيد يبدو ك صوت نحل!
مازلت مغلقة عيناي! محاولة ان اتعرف على مكان وجودي!
ولكن ضلت اصوات النحل الغليظة بالأقتراب مني! و كأنه عيد النحل قد حل في اذناي!
لم يمر إلا بضع دقائق من الصراع مع ذالك الوحش الصغير و النحل حتى احسست بأختفاء الضباب الاحمر و هدوء المكان
شجعني فضولي ان افتح عيناي لأرى ماذا حل بهم!
فتحت عيناي ! وجدت نفسي معلقة على غصن ضعيف نحيل يبعد عن الارض حوالي ٥٠ متراً!
تشبثت بالغصن خوفاً من السقوط!
تلفت حولي لأرى لي مخرجاً!
لاحظت انه يوجد قبرٌ كبير تحت الشجرة ، نظرت اتأمل الشجرة .. وكأنها مألوفةً علي!
اعتقد انها شجرتي !! نعم و هذه الاوراق مازالت هنا تنتظر الخريف ليأتي!
تسلقت الى اعلى الشجرة فوجدت نافذتي الرمادية! مغلقة!
ماذا!!!
ماذا افعل على الشجرة!
لم يكن امامي خيارٌ إلا ان اقفز الى نافذتي ، او ارمي بنفسي لذالك القبر الذي ينتظرني في الاسفل !
كالجائزة التي تأتي للفائز قبل فوزه!
كل ما حاولت ان اقفز الى نافذتي
تصفقني تلك الرياح الباردة الى الاسفل !
حاولت عدة مرات ، ولكن كان ذالك يقربني من القبر اكثر !
لم استطع ان اتصرف .. وقفت مكاني و بدأت ابكي و ابكي خوفاً من السقوط
شيئاً ما بداخلي كان يقول *لا اريد ان اموت هكذا*
ضللت ابكي و ابكي حتا سمعت صوتً من الاعلى يقول "تعالي إلي ، مرجعك إلي "
نظرت الى الاعلى وانا مصدومة ! من الذي يتحدث و الى اين اذهب!
وقفت مندهشة انظر الى الاعلى !
سمعت نفس الصوت يردد نفس الكلمات! "تعالي إلي ، مرجعك إلي"
تحركت يدي النحيلة و اخذت خطوتها الى الاعلى
شيئاً ما بداخلي كان يحركني!!! اخذت اتسلق الى الاعلى و كل ما ارتفعت ، ينبع ضوء ابيض و كل ما اقتربت يزداد بياضاً!
نون
نون!!
ما بك لما تتعرقين هكذا ! اصحي
استاذك اتى منذ ١٠ دقائق ينتظرك في الخارج!
هيا اصحي

نونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن