أصبحت حياتي مظلمة بعد فقدان أعز أحبائي، لقد فقدت سبب فرحي وحزني وغضبي، أصبحت الحياة بلا نكهة فقط بيضاء وسوداء، لازلت أتذكر كيف كانت تعاتبني على عدم تنظيف غرفتي، وكيف كانت تدندن بأغنية لتجعلني أطمئن بوجودها بجانبي.. لازال صوتها يردد في أذناي، ودموعي لا تتوقف عن السيلان.
أغلقت مذكراتي وتنهدت بإرهاق، بعد موت أمي أصبحت أعيش وحدي وأماندا تزورني في بعض الأحيان لم أعد للجامعة منذ ثلاث أسابيع، لقد فوت الكثير ويجب علي العودة.
في الصباح التالي أستيقظت ونزلت لإعداد الفطور لنفسي، أنتهيت من فطوري ولم يكن كروعة ماتعده أمي، أنتهيت من فطوري لأمسك قلادتي وكل ماكان يكتسح تفكيري هو ايدن، لم أراه منذ أن عدت إلى هنا، ولكني أشعر بوجوده دائماً بجانبي.
فتحت عيناي لأجد نفسي لازلت واقفة على بلاط المطبخ، تنهدت لأمسك بحقيبتي لأخرج من المنزل، مرت بضع دقائق للوصول إلى بوابة الجامعة الحديدية، شعرت برعشة تسري على جسدي عندما سمعت صرير البوابة يفتح للدخول، ألتفت إلى الحارس ليرسم ابتسامة لطيفة ويهمس "مرحباً بعودتكِ." ابتسمت بالمقابل وأومائت له بخفة، أخذت نفساً عميقاً لأتقدم خطوات قليلة سرعان ما ألتفت الجميع نحوي من كان ينظر إلي بشفقة ومن كان يبتسم لي بإطمئنان شعرت بالتوتر من النظرات التي توجهت نحوي، شهقت بخفة عند رؤية دينيس يعدو نحوي، كدت أن أتراجع إلا أنه سبقني وأمسك بيداي ليرمي علي كمٌ من الأسئلة التي لا تتوقف "تباً إيف لقد قلقت عليكِ أين كنتي لقد سمعت بما حصل أنا حقاً أسف لماذا لم تردي علي أو تطمئنيني بأنكِ بخير؟!." شعرت بالصدمة والندم عندما تذكرت ما فعلته له، طوال هذا الوقت كان يهتم لي ولكني كنت كالأعمى الذي لا يرى، ابتسمت له لتلمع عيناه وقمت بالتربيت على كتفه "أنا بخير دينيس شكراً على سؤالك." تنهد براحة ليفسح لي الطريق رأيت اماندا تنتظرني عند المدخل فرحت حقاً برؤيتها ولكن الفرحة لم تدوم عندما رأيت فلورا تنظر إلي بحقد..مالعنة هذه الفتاة ألا يمكنها أن تعيش بسلام وتترك العالم كما هو، دحرجت عيناي من تفاهتي طبعاً لا هذه فلورا غولدبيرغ لقد ماتت فتاة بسببها وقد كانت تضحك على هذا الشيء وكأنه مجرد نكتة، لم أهتم لها وإتجهت نحو اماندا لأحتضنها بشوق، لم أخبرها عن ايدن وذاك المكان، ولكن سرعان ما ستعلم بالأمر، رن الجرس معلناً عن بدء المحاضرة الأولى، دخلنا انا واماندا للقاعة لنتجه إلى مقاعدنا، دخل جايكوب هاوورد ومن بعده مايكل روس..راود رأسي ذكرى جعلتني اشعر بالقشعريرة تسري بجسدي، هل يمكن أن يكون مجرد تشابه اسماء هذا مستحيل، ايدن روسيل ومايكل روسيل!..هذا مستحيل هل يعني أن مايكل مصاص دماء؟!!.
ألتفت لأجد مايكل ينظر إلي ، تباً هل علم بالأمر هل هو يقرأ تفكيري، تباً إيف لا تفكري أشغلي تفكيركِ بشيء أخر، بدئت بالتمثيل بأني اقرأ كتاب ما مرت ثواني لألتف بنظري ولكني لم أجده، تنهدت براحة لألتف لاماندا ولكن..مايكل قد أزاحها عن جانبي وجلس بمكانها..تباً لي، شهقت بخوف لأبتعد قليلاً عنه، وأرى الأبتسامة اللطيفة على وجهه "ماذا تريد؟." قلتها ببرودة جعلته يرفع حاجبيه لوهلة ليردف "فقد أردت التعرف عليك أكثر فلقد سمعت بما حصل لوالدتكِ يؤسفني هذا حقاً، هل يمكنني الجلوس بجانبكِ." شعرت بالندم لوهلة ولكنني أخفيته بسرعة وأرتديت قناع البرودة "أفعل ما تشاء أنا لا أهتم." قبض حاجبيه بإستغراب وابتسامة صغيرة رسمت على شفتيه ليتمتم "قاسية."
أنت تقرأ
Eve
Fantasy|The Red Moon Bride| فتاة جامعية نصف ساحرة نصف بشرية تتصارع مع قوتها الناشئة بينما يلاحقها شر قاتم طمعاً لقلبها، ويقع إنقاذ العالم على عاتقها حيث تكتشف بأن عالمها ليس الوحيد