الفصل العشرون

32.8K 1K 48
                                    

الفصل العشرون

- أين جهنم ؟

قالها حميد بأمتعاض وهو يتلفت حوله في حجرة الجلوس المطلة على الحديقة حيث كانت تجلس أمه .

ردت أمه بعتب

- لا تدعوها هكذا .. أنها ضيفة لدينا .

جلس الى جوارها قائلا بحنق

- ضيفة ؟ أنا أشعر بأننا نحن الضيوف عليها .. أنها تصول وتجول فى البيت على هواها وتنتقد كل شئ .. لا أحد يعجبها .

تلك الفتاة ذات اللسان الذي يشبه السوط تلقي بالتعليقات اللاذعة فى وجهه طوال الوقت ولا يعرف سببا يجعله يتحملها .. تهينه بنظراتها وتسخر منه بتعليقاتها ويشعر طوال الوقت بأنها تكرهه فأطلق عليها أسم جهنم وقد سمعته مرة وهو يذكرها أمام والدته بذلك الأسم ولم يكن منتبها لوجودها

- جهنم هذه هي التي سيلقى فيها أمثالك من الفاسقين .. يا تافه يا مغرور ..

واسترسلت فى صف طويل من الأهانات والشتائم جعل وجهه يحمر ويكاد يتهور ويقوم بضربها لولا أن تدخلت أمه

- أنه لا يقصد يا حبيبتي أن حميد يمزح معك .

رمقته بنظرة أحتقار ثم أستدارت رافعة رأسها الصغير بشموخ وخرجت من الغرفة ولكن حميد كان قد لاحظ الدموع فى عينيها وشعر بنوع من تأنيب الضمير فهي أبنة خالته الصغيرة وقد عاملها بجفاء وقلة ذوق منذ أول مرة رآها فى غرفته فحالته النفسية السيئة جعلته لا يتحمل وجودها ويبدو أنها شعرت بذلك لهذا هي متحاملة عليه وقد أنبته أمه مرة قائلة

- يبدو واضحا عليك أنك لا تطيق وجودها ولا بد أنها شعرت بذلك لهذا هي مستاءة منك .

رد عليها بحنق

- وماذا عنها ؟ ما شاء الله لديها لسان سليط تعبر به عن أستياءها بطريقة مقرفة .

ضحكت أمه وقالت

- جنة فتاة طيبة وظريفة جدا ان تعرفت عليها جيدا ستحبها .

رد ساخرا

- سامحه الله من أطلق عليها أسم جنه .. أنها جهنم على الأرض .

وكان ذلك هو الحوار الذي أستمعت اليها, حاول مصالحتها وقد وجدها جالسة فى الشرفة وعندما شعرت به نشجت ومسحت وجهها كما لو كانت تجفف دوعها فقال

- هل يمكن أن أجلس معك ؟

أشاحت بوجهها بغضب فتابع وهو يجلسعلى المقعد المجاور لها

- كم عمرك يا جنة ؟

بدا أنها لن تجيبه ولكن بعد لحظات أجابت

- أنا أصغر منك بثمان سنوات .

دهش لأنها أجابت بتلك الطريقة وسألها يحاول المزاح

ملاك يغوي الشيطان ... للكاتبة المتميزة مايسة ريانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن