الفصل الثاني

47.3K 1.2K 53
                                    

الفصل الثاني

أكتشفت زينة أن أكاذيب نبيلة لم تنتهى عند هذا الحد ففى الواقع لم يكن هناك زفاف من الأصل وأنهما كانتا مسافرتان الى الساحل الشمالى وليس الى الأسكندرية كما أدعت وانما لحضور حفل فى فيلا يملكها أحد أصدقاءها وكانت الفيلا فى مكان منعزل ولها شاطئها الخاص على البحر ..

كان الضيوف من الاثرياء يدل على ذلك السيارات الفارهة التى جاءوا بها وكانتا هما الوحيدتان اللتان جاءتا بسيارة أجرة وأستغربت زينة أن نبيلة كانت تعرف معظم الحضور وأندمجت بينهم سريعا كأنها واحدة منهم وتساءلت زينة فى نفسها .. كيف ومتى تعرفت اليهم ؟

توالت الصدمات على زينة عندما رأت نبيلة ترتدى ثوب سباحة فاضح وتستلقى على الشاطئ بلا حياء أمام أعين الشباب دون أن تبالى , لم تكن الوحيدة التى ترتدى هكذا بل ان كل الفتيات كن يرتدين مثلها وأقل منها ولكن نبيلة كان لها جسدا جميلا وهى تعرف هذا وتتباهى بما لديها , ودت زينة لو كان لديها الجرأة والقدرة لتذهب اليها وتصفعها على وجهها وتجبرها على الرحيل من هذا المكان ولكنها لا تستطيع أن تفعل هذا وأكتفت بأضعف الأيمان .

تعرفت زينة على بعض من الحضور ولكنها لم تستطع مجاراتهم فى الكلام أو المزاح ففضلت أن تبقى وحيدة وجلست بعيدا عن الجميع على أحد مقاعد الشاطئ حيث كانوا يقيمون حفل شواء وبالكاد تناولت الغداء وعند الغروب برد الجو فتركوا الشاطئ ودخلوا الى الفيلا لتغيير ملابسهم والأستعداد لحفل المساء , وفى الغرفة التى خصصت لأقامتهما أخرجت زينه ثوبها من الحقيبة وقد فارقها الحماس الذي كانت تشعر به فى وقت سابق .

قالت نبيلة ساخرة عندما رأت الثوب فى يدها

- هل سترتدين هذا الشئ حقا ؟

نظرت اليها زينة بقلق وسألتها

- ماذا به ؟

- موضته أنتهت منذ قرن .. أتركيه .. معى فستان آخر سيكون واسعا قليلا عليك ولكنه أفضل من ذلك الشئ .

أعادت زينة الثوب الى علاقته بأحباط .

أنتهت نبيلة من تبرجها وأرتداء ملابسها وقد ساعدتها زينة فى تجفيف شعرها وتصفيفه وبطبيعة الحال لم تستطع زينة التعليق على ثوبها الصغير جدا فهى كانت تعرف أنها ستغضبها ولن تستطيع منعها من أرتداؤه وبعد خروجها بدأت زينة فى أرتداء ملابسها بدورها ..

أخرجت الثوب الذى أخبرتها عنه نبيلة ولم تجد غيره فى الحقيبة .. وصعقت لدى رؤيته .. هل أعتقدت نبيلة حقا أنها قادرة على أرتداء مثل هذا الثوب ؟ كان بلا أكمام وبلا صدر تقريبا وقصيرا جدا , أرتدته زينة لتجربته من باب الفضول وكان واسعا عند الصدر والردفين وهاتان منطقتان تتميز بهما أختها عنها .. وتذكرت مبتسمة عندما كانت مراهقة نحيفة جدا تنظر الى جسد أختها الكامل الأنوثة بحسد وأعجاب , وفى مرة قامت بأرتداء حمالة صدر من عندها وحشتها بالجوارب ليصبح لديها صدر كبير مثلها وأكتشفت نبيلة ما فعلته بمجرد أن نظرت اليها فضحكت وسخرت منها وأخبرت أمها التى قالت لها بأبتسامة حنونة

ملاك يغوي الشيطان ... للكاتبة المتميزة مايسة ريانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن