الفصل السابع عشر
أستيقظت زينة فى اليوم التالي مبكرا وعند الظهر كان قد أصابها الملل فقررت أن تذهب الى القارب فقد أشتاقت اليه وسوف تتناول الغداء مع بيدرو ومن هناك سوف تتصل بآدم ليعرف بمكانها حتى لا يحدث مثلما حدث بالأمس .
سارت مسافة طويلة حتى وصلت الى المرفأ وعبرت الطريق الى رصيف الميناء ووقفت حائرة تدور بعيناها على طول الرصيف واليخوت العملاقة متراصة فى صفوف على حسب أحجامها وتذكرت أن قاربهم يقف فى الصف الخلفي .. سوف تراه بسهولة وتستطيع تمييزه فهو مميز .. شقت طريقها الى عمق المرفأ ولمحت الصواري العالية لمجموعة من القوارب الشراعية فدارت حول مرسى اليخوت الصغيرة الى اليسار ورأت القارب واقفا بين قاربين شراعيين آخرين ..
كان بيدرو يقف عند المؤخرة يتحدث الى أحد أصحاب القارب المجاور لهم فزعقت زينة بأسمه فاستدار ومال على الحاجز وابتسم لها بترحاب قائلا
- مرحبا بالأنسة المرفهة نزيلة الفنادق الفخمة .
قالت ضاحكة
- مرحبا بالبحار الحقود .
- ما الذي جاء بك ؟
- ساعدني أولا على الصعود ومن ثم أخبرك .
نزل بيدرو السلم ومد يده لزينة التى قفزت وتعلقت بيده حتى أستقرت قدماها على الدرج وتبعت بيدرو الى الأعلى
قال بيدرو بسخرية مازحة
- يبدو أن البقاء فى غرف الفنادق الفخمة لا يروق للبعض .
- هذا لأنني لم أعتاد على تلك الرفاهية .. أعتدت على العمل فى الفنادق وليس العيش فيها .
سألته ومعدتها تقرقع من الجوع فهي لم تتناول طعام الأفطار
- هل تناولت غداءك ؟
قال لها من وراء ظهره
- كنت على وشك تحضيره للجميع .
توقفت زينة بغته وسألته
- ومن الجميع ؟ هل يوجد أحد غيرك هنا ؟
توقف واستدار اليها
- ألم أقل لك منذ قليل أن غرف الفنادق الفخمة لا يروق للبعض؟ سيد آدم هنا .. جاء بالأمس فى وقت متأخر ولحقت به الأميرة جليلة .. وأويا الى الفراش بعد الفجر وأستيقظا منذ قليل .
شحب وجه زينة وهاجمها شعورا مرا من الغيرة .. من حسن حظها أن بيدرو مشى بعد أن ألقى بقنبلته فى وجهها ولم يرى تأثير ذلك على وجهها .. ارادت العودة من حيث جاءت فهي لا تعرف كيف ستواجههما .. لقد قال بيدرو أنهما أويا الى الفراش ولم يقل ذهب كل منهم الى فراشه منفردا .. أرتعشت شفتها السفلى وصعدت الدموع الى عينيها ولكنها دعكت أنفها بقوة وأبتلعت ريقها وصممت أن لاتبكي .. لا يجب أن تحبه وهو ليس ملكا لها لتغار عليه ولم يعدها بشئ جاد حتى تحاسبه .
أنت تقرأ
ملاك يغوي الشيطان ... للكاتبة المتميزة مايسة ريان
Romanceهل يستطيع ملاك أغواء شيطان !! ... هل يستطيع أن يقاوم شروره بطيبته !!.. ان ينتزع دنسه بطهره .. ان يقضي على خبثه ببراءته ؟!!!! زينة .. أوصلتها سذاجتها وحسن نيتها ووفاءها لمن قام على تربيتها للدخول الى جنة الشياطين .. جنة ترتكب فيها المعاصي ويستباح فيه...